أخبار الآن | بصرى الشام – درعا – سوريا – (محمد الحوراني)
بصرى الشام، واحدة من أقدم المدن الأثرية في سوريا، كانت قبل بضعة أشهر مسرحا لمعارك عنيفة بين الثوار وقوات النظام اسفرت عن تحريرها من قبضة النظام. وتفاديا لأعمال التخريب والسرقة التي قد تلحق بالآثار، أنشأ نشطاء المدينة بالتعاون مع الجيش الحر "دائرة آثار بصرى الشام"، التي تعمل على ترميم ما افسده النظام في قصفه عليها، وحماية الإرث الحضاري لسوريا، خلافا لما فعل داعش في مدينة تدمر حيث خرب آثارها وسرق جزءا كبيرا منها. تفاصيل أوفى في تقرير مراسلنا محمد الحوراني.
كانت فيما مضى تجذب آلاف السياح من جميع أنحاء العالم، هي بصرى الشام أشهر واجمل المدن الاثرية في درعا جنوب سوريا، فحولها النظام إلى مسرح لعملياته العسكرية قبل أن يحررها الجيش الحر أواخر مارس آذار الماضي. وأنشأ نشطاء المدينة دائرة آثار بصرى الشام لحماية وترميم ما افسده النظام ولمنع اللصوص من سرقة أثارها وتخريبها. وعلى الرغم من قلة إمكاناتها تعمل دائرة الآثار على توثيق المواقع والقطع الاثرية والحفاظ على ما تبقى منها.
أثناء اعتقالي في درعا.. وضع المحقق فحم الأرجيلة المشتعل في فمي
يقول الاستاذ سليمان العيسى مسؤول دائرة الاثار في بصرى لأخبار الآن: "قمنا كدائرة اثار بصرى الشام بعد تحرير المدينة من عمليات الترميم وتنظيف المدينة كما قمنا ببعض الترميمات الإسعافية لبعض المواقع الاثرية في قلعة بصرى بالإضافة لقيامنا بحملة تنظيف المدينة من السواتر الترابية التي وضعها النظام، كما نقوم بتوثيق الاثار والتحف الموجودة ووجهنا كتابين لمنظمة اليونيسكو المعنية بحماية الاثار وتوثيقها، الكتاب الاول كتاب تعاون ان يتعاونوا معنا في حماية اثار بصرى وترميمها وكتاب ثاني ان يرسلوا المعنين لتوثيق اعمالنا وتوثيق ما تبقى من الاثار ولكن لم نجد ردا ونسعى جاهدين ان نحضى باعتراف منظمة اليونسكو".
واضاف العيسى ان الجيش الحر في درعا وبصرى الشام تحديدا كان متعاون ومدرك اهمية الاثار التي تحكي حضارة سورية على عكس تنظيم داعش الذي دمر اثار تدمر وخربها. ولحماية هذه المواقع الأثرية خصص الجيش الحر مجموعة من قواته لحراستها ومنع عمليات السرقة والتخريب، وذلك خلافا لما فعله تنظيم داعش في مدينة تدمر الأثرية في حمص، فبعد أن احتلها مسلحوه، دمروا جزءا كبيرا من آثارها.
حرفيون سوريون يوظفون خبراتهم لإعادة إعمار سوريا
قابلنا ايهاب المقبل قيادي في فرقة شباب السنة واخبرنا: "نحن في فرقة شباب السنة بعد تحرير مدينة بصرى الشام قمنا بحماية المدينة وأثارها فهي تعني لنا الكثير وهي على مدى العصور تحكي حضارتنا وتاريخنا ونحن في الجيش الحر في درعا نستنكر لما فعله داعش في مدينة تدمر من تخريب وتدمير لاثارها ونحن في بصرى الشام نسعى لحماية الاثار وترميم ما اتلفه النظام خلال السنوات الماضية". حضارة يعود عمرها لآلاف السنين يسعى الجيش الحر ودائرة آثار بصرى إلى حماية معالمها الاثرية وترميم ما دمره النظام بالقصف خلال السنوات الماضية.