أخبار الآن | أوربا – متابعات (علي أبو المجد)
حققت الشابة السورية "ليلاس الزعيم" ابنة دمشق وذات العشرين ربيعاً نجاحا مميزا وتفوقا باهرا باجتيازها المرحلة الثانوية في "النرويج"؛ البلد الذي لجأت إليه قبل ثلاث سنوات بمعدل 60.1 من أصل 60.4، وهو المستوى الذي لا يصل إليه إلا قلة قليلة من أبناء البلد ذاته والناطقين بلغته.
تعتبر هذه النتيجة هي أعلى بنقطة من المعدل المطلوب لدخول كلية الطب، الحلم الذي يراود "ليلاس" منذ نعومة أظفارها وبقي حاضرا في نفسها تداريه بالجد والأمل حتى كبرت وكبر معها.
تقول "ليلاس" في مقابلة خاصة لأخبار الآن: "أن أكون طبيبة هو حلم طفولتي ولا زال كذلك، أما الآن وبعد أن تمكنت من الاقتراب من تحقيقه فلن أقف عند عتبة الطب فحسب بل سأبذل كل جهدي لأكون باحثة ومكتشفة في هذا المجال، أطور نفسي وأخدم بلدي سوريا إضافة إلى البلد الذي استقبلني".
شدّت هذه الشابة بتفوقها أنظار النرويجيين من حولها وسط دهشة واضحة بدءًا من مدرسيها وليس انتهاء بزملائها الذين يستشيرونها دائما في حل المسائل والتمارين، بل أصبح هذا الخبر الأكثر انتشارا في الصحف والمجلات النرويجية، إذ لاقى إعجابا محليّاً استطاعت من خلاله أن تغيّر نظرة المجتمع النرويجي تجاه اللاجئين السوريين أنهم بناة ومنتجين لا مستهلكين، وقد بدا ذلك من خلال تعليقاتهم على الخبر قائلين "بلدنا بحاجة إلى هؤلاء وليس لدينا أية مشكلة معهم" وجُلّهم عرفوا سوريا وما يحصل فيها من أحداث دامية من خلال هذه الشابة المتميزة.
صعوبات في طريق الأمل
مشاكل وصعوبات كثيرة واجهت "ليلاس" منذ وصولها هي وأسرتها إلى البلد الذي تسكنه حالياً، منها صعوبة الاندماج في المجتمع الجديد بما فيه اللغة وكلام المثبطين من حولها بحجة استحالة تحقيق الحلم الذي رسمته منذ صغرها أمام الواقع، فضلاً عن الحالة النفسية المثقلة بأعباء الحرب وأصوات الرصاص حتى وصل بها إلى اليأس.
تشكو "ليلاس" عدم استيعابها لهذا المجتمع بكل تفاصيله وخاصة في السنة الأولى من وصولها، لكن كما تقول: "لا شيء يقف في وجه الإرادة، وأمام التصميم تتحطم كل جدران اليأس، فالحلم حقيقة واليأس من تحقيقه وهم "مؤكدة أنها كثفت جهدها خلال ستة أشهر في تعلم اللغة النرويجية وقامت بجهود فردية إضافية في المنزل لتسّهل عملية تواصلها مع الآخرين وبدأت العمل كمترجمة متطوعة من اللغة الإنكليزية إلى العربية وبالعكس بحسب خبرتها المتواضعة، وتقدمت بعد ذلك بخطى جبارة حتى عملت كمترجمة رسمية من وإلى اللغتين العربية والنرويجية، وعلى بساطته فتحت باباً لكسب الرزق .
تختم "ليلاس" حديثها لأخبار الآن شاكرة أسرتها على جهودها التي بذلتها من أجلها، موجهةً رسالة إلى اللاجئين السوريين قائلة: "لقد خسرنا كل شيء إلا الطموح والأمل، بهما نستطيع أن نحقق ما نصبو إليه مهما تكدّست العوائق أمامنا، واندماجنا في المجتمعات الأوربية لا يعني تقليدها بشكل أعمى فنحن لنا ثقافتنا وحضارتنا وأخلاقنا وديننا، الاندماج هو أن تكون فاعلاً في المجتمع الذي قدّم لك البيئة المناسبة للنجاح".