أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة – (زكريا نعساني)
ماهي إلا ساعات من إعلان الملا هيبة الله لخوند زاده زعيما جديدا لطالبان، حتى خرج أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة في حديث مقتضب، يعلن فيه البيعة مجددا لطالبان وزعيمها، على الرغم من كل الخلافات التي عصفت بالتنظيمين خلال السنوات الخمس الأخيرة.
هذه السرعة في البيعة أُرْجَع أسبابها مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، الى أن تنظيم القاعدة بزعامة أيمن الظواهري يسعى إلى استعادة العلاقة القوية مع جماعة طالبان الأفغانية، باعتبارها الحاضن الأكبر للتنظيم، هذا ما ظهر؛ لكن في الخفاء هناك نقاط خلاف جوهرية بين التنظيمين لا تسمح لهما بالتقارب الحقيقي نتابعها مع الزميل زكريا نعساني.
ظاهريا نجد طالبان و القاعدة يواجهان مصير مشترك فى أفغانستان و يتعرضان لضغوط كثيرة إلا ان هناك عدة نقاط إختلاف بينهما!
عضو رابطة علماء الاردن الدكتور حمدي مراد قال لأخبار الآن: "بدات العلاقة على اعتبار ارض افغانستان ثم نقلها اسامة بن لادن الى خارجها، وكان هناك توافق نسبي حينها بين الطرفين، لكن هناك فواصل انقسامية منذ البداية وما جمعهما هو المصالح، ومع مرور الوقت ظهر الخلاف على تفاصيل عدة، لا سيما مؤخرا".
تنظيم داعش يشن هجوما شرق افغانستان
وأبرز تلك النقاط تتمثل في التمايز الأيديولوجي بينهما، فالقاعدة هي تنظيم "عالمي" لا يعترف بالحدود السياسية خاصة في العالم الإسلامي، على عكس طالبان تماما اذ انها تدعي بانها تعمل كحركة تحرر وطني ، تلتزم في ممارساتها بالحدود الأفغانية، و تحاول ان تظهر انها تحترم إقامة علاقات حسن الجوار مع الدول.
اما ثاني نقاط الخلا الجوهرية بين الطرفين فتتمثل بالمنهج الديني والعقائدي فالقاعدة تنتمي الى المدرسة السلفية الجهادية وتدعي انها ممثل ديني قويم، اما طالبان فانها تتبع المدرسة الديوبندية التي تستمد أصولها من المذهب الحنفي التقليدي.
ثالث النقاط الخلافية تتمثل في نظرية التوسع فالقاعدة تعتبر ان القوة في الأرض الواحدة وتدعي انها من افغانستان تريد توحيد العالم الاسلامي في حين طالبان لم تنفذ أي عملية مسلحة خارج إطار افغانستان كبلد تعمل بداخله.
وهذا كان واضحا فالخلاف الحاصل بينهما في فترة زعامة الملا أختر منصور، والذي رفض دعوة الظواهري إلى شن هجمات على المملكة العربية السعودية وحلفائها الغربيين.
افغاستان و باكستان… ملاذ قيادات القاعدة الآمن الى افول
رابع نقاط الخلاف هو العرقية فطالبان تشترط لزعيمها ان يكون تحديدا من الاثنية البشتونية وكذلك يطبق هذا الشرط على كبار القادة اما القاعدة فلا حدود ولا جنسبة لزعيمها او قادتها الكبار.
ومن نقاط الخلاف الجوهرية العمل السياسي فانننا نجد ان القاعدة ترفض المهادنات ولا تعمل تحت اطار اي حكومة كان شكلها ولو كانت تنتهج نفس منهجها، أما طابان فانها تعتبر ان ارتباط القاعدة بها بعطل عملية السلام التي من المفترض ان تمضي بها مع حكومة الرئيس اشرف غني ما يعني ان هلو هادنت طالبان الحكومة الافغانة فان حربا ضروسا ستقوم بين الطرفين لان كلا منهما معرض للملاحقة و الضغوط وبالتالي لم يعد المجال متاحا لكي يدافع احدهم عن الآخر.
واخير واذا نقلنا ما قاله نجل اسامة بن لادن عمر بن لادن سنة الفين وعشرة فان حقيقة العلاقة هي انهما تتوحدا معًا عندما هناك هناك ضرورة لذلك، فانهما غالبا سيتقاتلان إذا لم يعد هناك أعداء آخرون على الأرض.
وهنا يتضح أن العلاقة بين القاعدة وطالبان قائمة فقط على أساس المصلحة، وأن الود لا يربط بين الجماعتين وان الواقع يفرقهما و الاهداف كذلك و لكن ما ظهّر الموضوع اكثر هي قيادة الظواهري للقاعدة والنظرة التي يكتنزها أفراد طالبان لشخص ايمن الظواهري الذي فشل بنظر الكثيرين في قيادة القاعدة.