أخبار الآن | ريف إدلب – سوريا (إيهاب بريمو)
"أم خالد" 49 عاما، من مدينة معرة النعمان، لم تنجب إلا بعد عشر سنوات من زواجها. كان "خالد" هو وحيدها 20 عاما. اعتقلته جبهة النصرة "منذ حوالي شهرين" حيث لفظ أنفاسه الأخيرة في سجونها المظلمة.
تقول أم خالد لأخبار الآن: عشت عشر سنوات من عمري وأنا أدعو الله أن يرزقني بطفل يزين حياتي، واستجاب الله لدعائي. في اللحظة الأولى التي رأت عيني وجهه الأبيض لم أكن أعلم بأن هذا النور سوف ينطفئ وتسرق فرحة عمري والشيء الوحيد الذي أحيا لأجله.
من معتقلات النظام إلى الموت عند النصرة
وتتابع بصوتها المبحوح: كان "خالد" من أوائل الشباب الذين دفعهم حماسهم وانخرطوا في الثورة السورية، اعتقله النظام وكان عمره 17 عاما وبقي لمدة أربعة أشهر. لم أتوقع بأن يخرج حيا من معتقلات النظام خاصة أن الشباب الذين اعتقلوا معه من المدينة استشهد البعض منهم تحت التعذيب.
قرر خالد الانضمام إلى الجيش الحر بعد خروجه من المعتقل، ولم يكن بمقدور أمه منعه من المضي مع أصدقائه وأبناء بلده من أجل تحريره من بطش النظام.
"كنت في كل معركة أو مناوبة أنتظر على نار من الخوف عليه".
ذهب خالد إلى مقر الفرقة 13 على أن يعود في اليوم التالي مع رفاقه لتنازل الطعام لدينا. ولكن لم يعد في الصباح لأنه وعند وصوله إلى مقر الفرقة اقتحمت "النصرة" المقر واعتقلت كل من فيه واستحوذت على الذخائر.
كان خالد من الأسرى لدى جبهة النصرة: "ذهبت إلى مقر تابع للنصرة لأسألهم عن ولدي. منعوني من الدخول إلى المقر وقالوا لي "اذهبي ابنك ورفاقه يتبعون الغرب والائتلاف الكافر". حاولت كثيرا لكنهم لم يستجيبوا أبدا".
كان الأهالي والشبان في البلدة يتظاهرون ضد النصرة ومن أجل المعتقلين لديها. خالد ورفاقه شاركوا في التظاهرات حتى خرج أحد الشبان ليخبرني بأن "خالد" لم تكن لديه القدرة على تحمل أساليب ووحشية التعذيب الذي يتبعه المجرمون من ما يدعون بانهم جاءوا لنصرة أهل الشام!. واستشهد تحت التعذيب.
انتفاضة المعرة ضد النصرة
في يوم الجمعة الثالث من آذار من العام الجاري، عادت من جديد روح الثورة إلى المناطق المحررة من نظام الأسد، وخاصة، في مدينة معرة النعمان، فخرج المئات إلى الشوارع للتذكير بشعارات الثورة السورية الأولى، "الشعب يريد إسقاط النظام"، "سوريا بدا حرية"، وغيرها. في ذاك اليوم، شهدت المعرة أحداثاً جديدة، فبعد انتهاء مظاهراتها، ضد النظام، جاء عناصر من جبهة النصرة إلى ساحة المظاهرة بالمدينة، ونددوا بتظاهرة الناشطين المعارضين للأسد، وأطلقوا شعارات ضد الفرقة 13 التابعة للجيش الحر، والتي تسيطر على المعرة.
وبعد مضي أكثر من 100 يوم من التظاهر ضد النصرة في معرة النعمان، يتعرض أهالي المدينة للقمع والانتهاكات من قبل جبهة النصرة التي تحاول إحكام السيطرة على المدينة.
وتحت شعار "شارك معنا وتضامن مع المعرة وضحايا تنظيم القاعدة في سوريا" أطلقت مجموعة من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي حملة تحت مسمى "انتفاضة أحفاد المعري".
الكاتب والناشط السوري "حسين بصبوص" قال لأخبار الآن: "دعم هذه الحملة هي واجب على كل ثائر إيمانا بسلمية ثورتنا ضد كل طاغية. بعد الذي قامت به جبهة النصرة في معرة النعمان من مداهمة الفرقة 13 واعتقال عدد من عناصرها ومصادرة الأسلحة الخفيفة والمتوسطة منها واقتحامها المظاهرات السلمية، انكشف الوجه الحقيقي لها والذي يتعارض مع الأهداف التي خرج من أجلها السوريون".