أخبار الآن | منبج – سوريا – (جلال زين الدين)
تجري معارك ضارية في منبج بعيداً عن الإعلام، وربما تعد الأشرس والأصعب لداعش نظراً لإحكام الحصار عليه، وصعوبة فكّه.
ارتكب داعش خطأ استراتيجياً وفق عسكريين عندما انسحب من الريف المنبجي وتحصن في المدينة، يقول النقيب المنشق أبو عبدالله: " حكم التنظيم على نفسه بالموت البطيء، فهو يتآكل داخل منبج، ولا يستطيع تعويض الخسائر في العتاد والسلاح والمقاتلين لصعوبة الإمداد".
وانتقلت المعارك حالياً من أطراف منبج لداخلها مما يزيد من صعوبة الموقف الدفاعي لداعش، يقول الناشط الإعلامي أبو عمر من منبج: " سيطرت قوات سوريا الديمقراطية على دوار الدلة، الحزاونة، كما تمت السيطرة على المنطقة خلف جامع الفتح والمنطقة الواقعة خلف المجمع التربوي القديم" وتتطابق هذه المعلومات مع رواية الجامعي عصام عن نزوح عمّه من شارع الرابطة القريب من المجمع باتجاه طريق جرابلس.
مدير مستوصف: داعش أوقف العمل بالمراكز الطبية في منبج
وتجري معارك ضارية قرب المشفى الوطني الذي يتعرض محيطه لضربات عنيفة من طيران التحالف، ويتوقع سيطرة قوات سوريا الديمقراطية عليه قريباً، يقول مأمون من الحارة الشرقية: " أتوقع سقوط المشفى، لأن جاري الممرض في المشفى أخبرني أنه أخلي بشكل كامل" ولا يجد التنظيم سلاحاً سوى المفخخات لاستعادة النقاط التي يخسرها، يقول الناشط أبو عمر: "ضربت المفخخات اليوم في شارع البريد، وأحدثت دماراً هائلاً" ويتخوف الأهالي من أن تأخذ المعارك طابع الكر والفر، يقول الأستاذ فارس ص من منبج: "طول المعارك يعني دمار المدينة، ونخشى أن تتحول منبج لعين العرب-كوباني، التي لحق بها دمار كبير قبل ان ينسحب داعش منها".
وتؤثر المعارك سلباً على حياة المدنيين ولا سيما مع رفض التنظيم نزوح الأهالي لخارج المدينة، فقد أصبحت الحركة محدودة مع اقتراب المعارك لقلب المدينة، وانتشار عمليات القنص، يقول الناشط الإعلامي أبو يوسف من منبج: "لا يجرؤ أي مدني تجاوز دوار السفينة،أزل طريق حلب، فالاشتباكات عنيفة جداً، وهناك جثث حول الدوار لا يستطيع أحد سحبها" وتزايدت حوادث القنص بشكل لافت، يقول أبو عمر: "مشفى المدينة يمتلئ بالجرحى المدنيين الذين تعرضوا للقنص" أما داعش فله أكثر من مشفى ميداني خاص، وهناك أنباء عن إخلاء المشفى الميداني بشارع الوادي، يقول سعد يسكن بالقرب منه: "رأيتهم ينقلون المعدات، وبعد ذلك لم أشاهد أي سيارة مما يعني إغلاقه لاقتراب المعارك منه".
سيناريوهات معركة منبج.. كوباني أخرى أم شدادي؟!
ويحاول داعش ما أمكنه تسيير أمور المدينة دون جدوى، يقول الناشط الإعلامي أبو محمود: "يباع سعر ربطة الخبز بسعر مقبول200 ل س ولكنه يتوفر بكميات قليلة فتعطى العائلة كيساً واحداً" وتشهد المدينة شحاً بالمحروقات، ويتولى داعش منذ يومين بيع وتوزيع المحروقات، ويبيع حالياً 3 لتر بنزين بألف وسبعمئة ل. س وهذا السعر يعد مرتفعاً لأهل منبج.
وتكمن مأساة أهالي منبج في تكدسهم وسط المدينة، إذ تعيش أكثر من عائلة في بيت واحد، يقول الناشط أبو عمر: "أمام نزوح الأهالي من الأحياء الواقعة على الأطراف من كل الجهات وتقدم قوات سوريا الديمقراطية الأخير أصبحت الكثافة السكانية عالية جداً" ويخشى الأهالي أن يستخدمهم داعش في النهاية دروعاً بشرية.
ويؤكد عسكريون أن المعارك لن تطول كثيراً إذا بقيت تسير في هذه الوتيرة، ويبدو أن مخطط المعركة يهدف لتقطيع أوصال داعش داخل منبج من خلال قصف جسر السرب وجسر طريق جرابلس، يقول الناشط أبو محمود من منبج: "يخشى أن يدمر وسط المدينة عقب لجوء الجميع إليه. والخشية الكبرى على المدنيين" ورغم ذلك لم تتوقف حملات الاعتقالات في صفوف الكرد، ويتوقع اعتقالهم لجعلهم دروعاً بشرية.
ويأمل الأهالي أن تفك قوات سوريا الديمقراطية الحصار عن إحدى الجهات عسى ذلك يدفع داعش للخروج من المدينة حتى لا تدمر، ويقع المزيد من الضحايا في صفوف المدنيين الأبرياء.