أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة – (بي بي سي)
جهد غير عادي يقوم به "مهرب الفرحة للأطفال" في سوريا، السوري الفنلندي رامي أدهم، وينقل مئات الدمى في رحلته من هلسنكي إلى سوريا.
يقول أدهم في حديثه لهيئة الإذاعة البريطانية إن الإحساس المصاحب لتوزيع الألعاب، على أطفال يعيشون في حرب عمرها أكبر من عمر كثير منهم، "لا يوصف".
أقرأ أيضا: يونسيف: غارات روسيا والنظام على حلب قتلت 96 طفلاً
ويشير إلى "الابتسامة التي يبتسمونها في وجهك، وشعورهم بالامتنان… لأنك ساعدتهم على نسيان أنهم قد فقدوا منازلهم ومدارسهم وألعابهم".
ويوضح أنه وبعد 28 زيارة إلى سوريا أصبح متمكنا من عمله، ويوضح أنه "يحشر على الأقل 100 دمية داخل حقيبة يده. كما يحزم المئات من الألعاب المرنة ويختارها؛ لأنها يمكن تعبئتها جيدا في الحقائب الفارغة دون أن تتعرض للكسر".
أقرأ أيضا:تحديات التعليم في مناطق درعا المحررة
وبعد سفره من هلسنكي إلى تركيا، يحمل نحو 70 كيلوغراما من الألعاب سيرا على الأقدام، عبر المناطق الجبلية الحدودية؛ للعبور بها داخل سوريا؛ وذلك لأن الحدود الرسمية مغلقة أمام معظم حركات المرور.
وتستغرق هذه الرحلة في بعض الأحيان 16 ساعة، وفي أحيان أخرى يتمكن من اختصار الطريق؛ ليستغرق وقتا أقصر.
ويوضح التقرير أن أدهم "يسهم في توفير الأغذية ومواد أساسية أخرى، عبر الجمعية الفنلندية السورية التي أسسها لجمع التبرعات لهذا الغرض. كما يحاول أيضا بناء مدارس في مخيمات اللاجئين".
ويوضح أنه قبل رحلته الأولى "اقترحت عليه ابنته، وكان عمرها حينها ثلاث سنوات، أن يصطحب معه ألعابا للأطفال، وكانت ردة فعل الأطفال هي ما جعله يكرر الرحلة مرات ومرات". ويضيف: "هذا الإحساس هو ما يغذيني، إنه يشحن بطارياتي".
ويضيف: "هؤلاء الأبطال الصغار، الذين يمثلون مستقبل سوريا، شيء ثمين بالنسبة لي يجب الحفاظ عليه، ويجب أن نوفر لهم لحظات بعيدة عن الخوف وعدم الاستقرار".
قصة لن تنسى
ويروي أدهم قصة طفلة صغيرة لم تتحدث قط، تبلغ من العمر ست سنوات، قيل له إنها شاهدت والدها حينما جاءت قوات حكومية وداهمت منزله، فوضعت الرجل داخل خزانة للملابس، ثم أشعلت فيه النيران"، كما أخذوا أمها إلى مكان غير معلوم. يقول: "لقد صرخت إلى أن فقدت صوتها".
أقرأ أيضا: لوحات رسمت بأنامل أطفال سوريين.. تعرض في شنغهاي
زار أدهم الطفلة عدة مرات، وأعطاها دمية باربي ودمية حصان، و"كان رد فعلها دائما لا يتغير. ابتسامة جميلة". كثير من الأطفال الذين يلتقيهم أدهم يتّمتهم الحرب.
يوضح أدهم: "لا توجد مدارس، أو أي شيء. إنهم دائما متحصنون في مبنى من طابقين أو تحت الأرض".
ويضيف: "لم يعد الأطفال خائفين من الموت. إنهم يتمنون الموت بدلا من الإصابة. إنهم يقولون إنك إذا مت فلن تعاني بعدها". وعاد أدهم مؤخرا من رحلة إلى سوريا استغرقت 12 يوما.