أخبار الآن | إدلب – سوريا – (معاذ الشامي)
خرجت الطفلة وحيدة معتوق والتي لا تبلغ من العمر الثلاثة أشهر من تحت الركام مع عائلتها بعد أكثر من ساعتين من البحث المتواصل لفرق الأنقاذ ,محمد الهر أبو كفاح احد المتطوعين في الدفاع المدني ومنقذ الطفلة وحيدة الذي بكاها بحرقة بعد استخراجها يروي لأخبار الآن تفاصيل انتشال العائلة من تحت الانقاض وكيف أعاد الطفلة إلى أمها التي كانت تنتظرها في احدالمشافي داخل محافظة ادلب.
يروي محمد الهر "أبو كفاح" أحد المتطوعين في الدفاع المدني السوري في المناطق المحررة عن تفاصيل استخراجه للطفلة وعائلتها من تحت ركام منزلهم الذي تهدم فوق رؤوسهم والمؤلف من ثلاث طوابق كيف استطاع بعد ساعتين من البحث ليلا في حديث خاص لأخبار الآن.
يقول " توجهنا الى مكان الاستهداف كما كل يوم يمر علينا من القصف المتواصل على المدنيين في ادلب وريفها لنرى بناء كاملا تهدم فوق رؤوس ساكنيه، بدأنا عملنا لاستخراج من هم أحياء ينادوننا من تحت الأنقاض , سمعت صوت حفيفا لبكاء طفلة صغير أولا فهلعت الى مكان الصوت وبدأنا نحاول استخراجها لنسمع بعد قليل صوت الأم تنادي, فبدأنا باستخراج الأم التي كانت تطفوا قليلا تحت سقف واحد , خرجت الأم على قيد الحياة تنادي ( بدي ولادي)! لنبدأ بأخراج الطفلة الصغيرة , بعد ساعتين من العمل خرجت الطفلة "وحيدة معتوق " على قيد الحياة دون أن أي خدش يذكر قد أصابها رغم تراكم البناء فوقها.
حملت الطفلة وعانقتها بقوة ولم أكترث بمن حولي لأذهب بها الى سيارة الاسعاف، احتضنت الطفلة داخل السيارة وكأنها ابنتي الصغيرة أبكيها بدموع القهر دون ان اعلم ما السبب!
ويؤكد أبو كفاح " ليست الطفلة الوحيدة التي أخرجها من تحت الأنقاض , يوميا نخرج عشرات الأطفال لكن هذه الطفلة كان لها أثر كبير فأبكتني بحرقة على عمرها الذي لا يتجاوز الثلاثة أشهر , طفلة رضيعة لم تعرف من الحياة إلا ركام الموت في منزلها الذي أصبح من الماضي بفعل الطائرات , بكيت أكثر عندما سلمت الطفلة لأمها التي كانت بانتظاري في أحد المشافي بمدينة إدلب , متناسية كل آلامها لتحضن طفلتها وأكمل في بكائي على الطفلة التي شعرت وكأنها ابنتي والتي ستظل في ذاكرتي ما حييت".
خرجت عائلة وحيدة على قيد الحياة بسواعد أصحاب القلوب والقبعات البيضاء لكن فرحتهم باالعودة للحياة من جديد لم تكتمل بفقدان طفلتهم الثانية "سينار معتوق" أخت حميدة متأثرة بجراحها لتنبع كلمات من قلب يملؤه الألم لـ "يحيى معتوق" والد الطفلة (التفتت أنظار العالم إلى حميدة لكنها غابت عن سينار التي قتلتها طائرات النظام وغيرها آلاف الاطفال في سوريا).
ليست قصة وحيدة معتوق في ادلب وعمران في حلب إلا واحدة من آلاف القصص التي تروي من واقع مأساوي ومرير من رحم الآلام التي يعيشها السوريون كل يوم على إثر الغارات الحربية التي لا تتوقف على مدنهم وبلداتهم فالاطفال والنساء اليوم هم من باتوا يدفعون ثمن تعثر العمليات السياسية وضريبة انتقام السلطة الحاكمة من الحاضنة الرئيسة للثورة السورية وسط صمت أممي ودولي أمام مأساتهم.
إقرأ أيضاً