أخبار الآن | أبوظبي – الامارات العربية المتحدة (الخليج)
بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آلِ نهيان ولي عهد ابوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وصل الى العاصمة أبوظبي اللاجى السوري المريض خلدون سنجاب وأفراد عائلته على متن طائرة مجهزة طبياً لتلقي العلاج في أبوظبي. حيث أشرفت سفارة الدولة في بيروت على نقل المريض.
تولى فريق طبي الإشراف على نقل المريض فور وصوله مطار أبوظبي الى مستشفى كليفلاند كلينيك حيث باشر فريق طبي يضم مختلف التخصصات إجراء الفحوص فور وصوله المستشفى. وكانت "الخليج" في استقبال المريض ورصدت بالصور وصوله لحظة بلحظة.
أقرأ أيضا: عبدالله بن زايد: هناك تنسيق بين دول الخليج وتركيا بشأن أزمات المنطقة
ونقلت صحيفة الخليج الامارتية قصة سنجاب المرتبطة بالكهرباء بالكامل: هي حياة أو موت يرتبط ارتباطاً مباشراً بالكهرباء لأن انقطاعها يهدد حياته بالخطر، كونه مصاباً بشلل رباعي يلزمه فراشه إلى جهاز التنفس الخاص به، وجهاز الشفط الكهربائي الذي يبقيه على قيد الحياة. وبالتالي، يستحيل على خلدون الاستغناء عنهما أكثر من خمس دقائق، وفي حين تنقطع الكهرباء في لبنان ساعات طويلة تتناوب زوجته يسرى هلال وابنتها على ضخ الهواء في صدره عبر جهاز يدوي لإنقاذه من الاختناق.
خلدون السوري الجنسية والمقيم في لبنان في عداد مئات آلاف النازحين لا يطالب إلاّ بالهجرة إلى أي بلد تتأمن فيها الكهرباء، ويسأل: "لماذا تم رفض طلبه من قبل مفوضية اللاجئين السوريين في لبنان واعتباره لا يطبق المعايير اللازمة للحصول على إعادة توطينه في بلد يعتد بثقافاته وانفتاحه.." بالتالي يحترم علمه وعقله، ذلك أن خلدون خبير في برمجة الكمبيوتر والمعلوماتية.
اقرأ: الأميرة هيا بنت الحسين ترافق شحنة الإغاثة العاجلة إلى هايتي
كذلك يطالب بمساعدته لإعادة تشغيل جهاز تنفس اصطناعي مزروع في أسفل صدره يغنيه عن خرطوم التنفس الاصطناعي المتحرك الذي غالباً ما ينزلق، ما يستدعي نجدته سريعاً فيهرول أحد أفراد أسرته لتلبية استغاثته قبل انقطاع أنفاسه.
اللافت في خلدون المصاب بالشلل الرباعي وضمور الأطراف أن وحدها عضلات وجهه تتحرك.
ومع ذلك فالبسمة لا تفارق ثغره. يمكنه أن يتكلم لكن الألم الذي يصيب حنجرته ونقص الأوكسجين الذي يضيّق صدره يمنعانه من متابعة الحديث فيأتي صوته حزيناً شجياً لتقاطعه زوجته يسرى وابنتها جودي لتتابع وهي تحاول استجماع قدراتها كي لا تغلبها دموعها. تقول: "خلدون ليس كأي لاجئ سوري يريد العيش بسلام فحسب بل إنه علم من أعلام سوريا وهو مدير ومبرمج مبدع. أسس شركة إثر إصابته ومنتج ورب أسرة.. وأقل حق من حقوقه كإنسان وليس كلاجئ أن يتنفس ويعيش حيث تتواجد الكهرباء لأن أجهزته تعمل كهربائياً، أو أن يخضع لعملية إعادة ترميم جهاز تنفس اصطناعي مزروع في جسده يساعده على التنفس"..
تضيف: "أُصيب خلدون بالشلل عندما كان في السابعة عشرة من عمره حيث كان ضمن فريق سباحة وتعرض لحادث خلال رحلة غطس. كسرت رقبته وحدث قطع بالنخاع الشوكي فشلّ جسمه شللاً تاماً ولم يعد قادراً إلاّ على تحريك عضلات وجهه، وتوقع الأطباء ألاّ يعيش لأكثر من عام لأن حالته مزرية جداً، لكنه لم يستسلم. قهر مرضه وأصرّ على مواصلة دراسته عبر النت"
كان شغوفاً بالكمبيوتر والبرمجة وقد ساعده ذووه على التعلم فأحضروا له كتباً ما لبث أن ترجمها وطبقها عبر الكمبيوتر ليفيد غيره، وذلك بمساعدة موظفة الطباعة في شركته. ثم قرر مع رفاقه أن يخترعوا له أداة تحريك "ماوس" للكمبيوتر حتى يتابع أموره بنفسه. وبالفعل نجحوا وبات قادراً على تحريك الفأرة بشفتيه ولسانه وبالتالي التواصل مع كل الناس عبر النت ومتابعة عمله مع أربع شركات برمجة كمبيوتر بعدما اكتشفوا إمكانياته العلمية الهائلة، خصوصاً في البرمجة الثلاثية الأبعاد.
أقرأ أيضا: أطباء بلا حدود: حلب منطقة موت لأطفال سوريا