أخبار الان | دبي – الامارات العربية المتحدة
بالنسبة للجماعات المتشددة، يوجد شيئ واحد فقط أكثر تدميرا من خسارة القادة في الضربات الجوية: انشقاق القادة والانفصال. مؤخراً، فرع القاعدة في سوريا جبهة فتح الشام خسر واحداً من اهم واقوى اعضائها الاجانب من خلال استقالته.
من كان فرج وماذا تظهر استقالته
الاسترالي أبو سليمان المصري، المعروف أيضا باسم مصطفى فرج كان المسؤول عن الاعلام الاجنبي وعضو في مجلس الشورى في فرع تنظيم القاعدة في سوريا. وبينما ظهر مؤخرا في مقابلة مع بي بي سي أنكر فيها الصلة بين القاعدة وجبهة فتح الشام فمن المفارقات، انه نفسه دليل اثبات على وجود هذا الرابط.
أعماله المتشددة تعود الى استراليا، حيث انخرط في العمل المتشدد جنبا إلى جنب مع رجل القاعدة بلال خزعل الذي التقى أسامة بن لادن في أفغانستان. كما انه كان يرتبط مع زعيم الميليشيا اللبناني حسام صباغ، الذي اعتقل في عام 2007 فيما يتعلق بالجرائم المرتبطة بالقاعدة.
هذه العلاقة طويلة الأمد مع القاعدة ربما تفسر لماذا أعطي مصطفى فرج هذا الاهتمام وتم التعامل معه بمستوى عال من جانب النصرة عندما وصل الى سوريا.
وبعدها مباشرة أصبح هو المتحدث الرسمي وأكبر الخبراء الدينيين، فقد استلم منصب أعلى بكثير من كبار القادة. هذا أحد الأسباب التي تجعل من استقالته أمراً مهماً بشكل كبير في هذه الاونة.
أيضا، استقالته يوم 17 أكتوبر تأتي في أعقاب فقدان القاعدة في سوريا سلسلة من كبار القادة في الأسابيع الأخيرة.
الاستقالة تثير تساؤلات هامة حول دوافع فرج : هل كان ذلك بسبب اختلافات إيديولوجية أم هي مجرد محاولة لإنقاذ نفسه من الشقوق الآخذة في الاتساع في فرع القاعدة السوري.
محتوى ونبرة الرسالة تدعم منظور المصلحة الشخصية: ويبدو، كقائد داخلي كبير، فان فرج استطاع أن يرى كيف باتت جبهة فتح الشام محطمة ومدى السرعة التي تتجه بها نحو الفشل.
استقالة فرج أطلقت نقاشا مكثفا في وسائل التواصل الاجتماعي بالعربية والتركية والإنجليزية، المتعاطفون مع القاعدة اعربوا عن تخوفهم وقلقهم العميق إزاء الخلافات الداخلية. ويبدو ان موقف فرج باعتباره شخصية دينية كبيرة في جبهة فتح الشام عزز المخاوف لدى المؤيدين.
بالقول ان فرج الان سوف يهتم ويتابع "مشاريعه المستقلة"، وباظهار ان جبهة فتح الشام لم تستطع تأمين البيئة المناسبة له، أظهر فرج أن انقسامه عن القاعدة في سوريا أمر كبير، وأنه يرى الفشل يظهر في الأفق.
اقرأ ايضا: