أخبار الآن | الموصل – العراق (حصري وسام يوسف)
في الموصل رصدت "أخبار الآن" مبنى يسمى بمضافة داعش يضم بعض دواوينه و أهمها الشورى والخدمات التي يدعي من خلالها التنظيم تقديم الخدمات لأهالي ناحية حمام العليل جنوب الموصل, إلا أن واقع هذه المدينة يقول غير ذلك حيث الخراب والنفايات تسود أوضاعها عقاباً على عدم مبايعة السكان لقادة داعش هناك .
سنتان ونصف من إحتلال داعش لأجزاء ومساحات كبيرة من أراضي العراق في مقدمتها الموصل وتأسيسه دولة "الخلافة المزعومة" التي أنشأ فيها دواوين لتكون حسب مفهوم التنظيم مؤسسات تقدم الخدمات وتسير شؤون المواطنين , إلا أن الواقع على الأرض يختلف تماما عن الذي جاء من أجله داعش.
كاميرا "أخبار الآن" رصدت إحدى مضافات داعش في ناحية حمام العليل جنوبي الموصل التي يعتبرها بمثابة مجمع إداري له, و رصدت حجم الإستغلال الذي إنتهجه قادة التنظيم لموارد كل مدينة يحتلونها سواء كانت تابعة لمرافق عامة أو خاصة كالمنازل التي صادرها من مواطنين و منتسبين للقوات والأجهزة الأمنية العراقية.
مواطن عراقي "داعش يتخذ من منازل المواطنيين ومنتسبي الجيش والشرطة مضافات له ويدعي أنه يسير أمور الناس منها غير أنه في الواقع يعاقبهم ويفرض نهجه المتشدد إنطلاقا من هذه المضافات"
دواوين داعش كما يروي تفاصيلها أهالي ناحية حمام العليل المحررة لم تكن سوى وسيلةً يحافظ من خلالها التنظيمُ على وجوده وديمومة موارده المالية و يضع فيها خططه لجباية ضرائب وإستحصال غرامات عن كل ما يعده داعش مخالفاً لنهجه وأفكاره لاسيما من لا يعلن البيعة والولاء له بطرق وأشكال متعددة يحددها داعش نفسه.
مواطن عراقي "داعش خرب البنية التحتية لمناطقنا من أجل الحفاظ على سلامته وكان يحاسب غير المنتمين الى صفوفه ويضغط عليهم من أجل إجبارهم على إتباع أساليبه الوحشية"
و على عكس ما حاول داعش الترويجَ له عبر إعلامه الألكتروني من تقديم الخدمات البلدية التي ينفذها ما يسمى بديوان الخدمات غير أن التنظيم عاث في البنية التحتية للمدن والقرى فساداً وتدميراً فإنتشرت النفايات بين الأحياء السكنية وساد الخراب أينما إنتشرت مضافات التنظيم في حمام العليل.
مواطنة عراقية "داعش كان يعاقب الناس ويقطع التيار الكهربائي ويخرب الخدمات البلدية والشوارع في أي منطقة لا يحصل على تأييد أو ويحظى بولاء فيها , إحتلال داعش لمناطقنا أساء إليها ودمرها"
الآثارُ التي تركها داعش في المناطق المحررة وحجمُ الدمار الذي خلفه في مناطق حمام العليل لم تسيء للبنيان فحسب بل أثرت على نفسية الإنسان فضلا عن حرمانه الأهالي لسنتين ونصف من حقوقهم كافة الأمر الذي يستدعي إطلاق مشاريع بنيوية وخدمية لإعمار ما خربة التنظيم وإعادة تأهيل المدينة من جديد في المرحلة التي تحرير الموصل بالكامل.
إقرأ أيضاً