أخبار الآن | حلب – يمان خطيب
أربعة أعوام من القصف المستمر من قبل قوات النظام السوري على مدينة حلب، كانت كفيلة بأن تحيل المدينة إلى ركام، وتطمس حضارة تعود للألفية السابعة قبل الميلاد.
هذه هي حلب، أو قُل ما تبقى منها، حالُ أقدم مدينة سكنها الإنسانُ على مرِّ العصور، بعد أن استباحَتْها ترسانةُ الأسدِ العسكرية، يضافُ إليها سلاحُ روسيا الأشدُ فتكاً وتدميراً، بغطاءٍ دوليٍّ تمَثَّلَ بالصمتِ المطبِق.
حلبْ واجهةُ سوريا الحضارية التي تغنَّى بِعُمرانها الشعراءُ العرب وآثرَ بعضُهُم الإقامةَ فيها، أضحت جلُّ أبنيتِها وآثارِها مجردَ أطلالٍ لا بواكيَ لها، وربما لو شهد الشعراءُ ما حلَّ بمُلْهمتِهِم لعدلوا عن فكرة البقاء تحت مطارقِ البراميل والصواريخ.
صواريخٌ، كانت كفيلةً بأن تدمر ما شقيَ أبو حسن طِوَالَ عُمُرِه لسدادِ ثمنه.
ويقول العم أبو حسن الذي يقطن في حي طريق الباب في حديثه لأخبار الآن " منزلي يعني لي وطن، أفنيت حياتي وأنا أعمل لأجمع ثمنه، في لحظة واحدة فقدته مع اثنين من أولادي عقب استهدافه من الطائرات الحربية، لم يتبقى لي سوى كومة الركام هذه".
المآسي والكوارثُ في هذه المدينةِ الجريحةِ تصيبُك بالذهول، ولكن بين هذه الأطلال ثمة تفاؤلٌ يراهنُ عليه سكانُ حلبَ من أجلِ البقاء.
وقال الناشط حذيفة دهمان لأخبار الآن " الهدف من كتابة العبارات على الجدران المدمرة بث التفاؤل في نفوس السكان، فأختار مثلاً عبارات ترسم الابتسامة على وجوه التي أتعبها الحصار والقصف".
أينما تولي وجهك في شوارعِ حلبَ يَلْفُتُ انتباهَك الدمارُ، دمارٌ لم ينجو منه منزلٌ أو مسجد أو مدرسة أو حتى مشفىً، لا حرمة في قاموس حاكم دمشق تثنيه عن تدمير حضارة عمرها آلاف الأعوام، لتتصدر المدينةُ حجم الخراب في سوريا بنسبةٍ تجاوزت الأربعينَ بالمئة، وتصنف أيضاً المدينة الأخطر والأكثر ترديا من الناحية المعيشية.
اقرأ ايضا:
الائتلاف يعلن توقف المفاوضات المتعلقة بالسلام في سوريا