أخبار الآن | مضايا – سوريا ( عبد الوهاب أحمد )
تعرضت بلدة مضايا السورية الواقعة على بعد 45 كم غرب العاصمة دمشق إلى قصف عنيف خلال الأيام الماضية مخلفا عدد من القتلى المدنيين بينهم طفلان و عنصران في الدفاع المدني، و اكثر من 40 جريح 7 منهم على الاقل في حالة حرجة ولم يتمكن الطاقم الطبي الموجود من تقديم أي نوع من العلاج أو المساعدة لهم سوا الأسعافات الأولية بسبب نقص المستلزمات الطبية والأدوية، ومع إستمرار الحملة التي تشنها القوات التابعة لنظام الأسد مدعومة بميليشيا حزب الله اللبناني تمكن ناشطون من توثيق سقوط أكثر من 400 قذيفة مدفعية و هاون و 8 براميل متفجرة تسببت بدمار هائل في ممتلكات المدنيين، و اضطرت أكثر من 300 عائلة إلى مغادرة منازلها نتيجة الأضرار الكبيرة فيها.
يأتي هذا القصف تزامناً مع حالات التهجير القسري الذي يفرضه نظام الأسد في مناطق بريف دمشق حيث قام نظام الأسد باخلاء مدن و بلدات ريف دمشق من معارضيه ضمن سياسة التهجير القسري والتغيير الديموغرافي التي يتبعها نظام الأسد.
محمد عيسى رئيس المجلس المحلي في بلدتي مضايا و بقين يقول لأخبار الآن : " لا يمكن أن نعتبر التصعيد الحاصل في الأيام الماضية ضمن سياسة التهجير القسري، فالبلدة منذ أكثر من سنة و ثلاثة أشهر من المدن المنطوية ضمن اتفاق المدن الأربعة (الزبداني- مضايا -كفريا – الفوعة) و مع تدهور الأوضاع شمالا من الطبيعي أن نشهد هذا القصف العنيف على البلدة "
و يضيف عيس عن إمكانيات المجلس المحلي والنقطة الطبية التابعة له في تقديم الإسعافات والمساعدات للأهالي : " نحن كمجلس محلي و هيئة طبية تتبع لهذا المجلس لا يمكننا تحمل مخلفات القصف فرغم تواجد أكثر من 40 ألف نسمة داخل البلدة الا ان عدد الكوادر المدربة و المختصة قليل جدا، إصابة خطيرة واحدة قد تستنزف كل طاقة الكادر الطبي الموجود، حيث تفتقر البلدة لوجود طبيب عام او طبيب جراح "
ويضيف عيسي عن الإقتراحات لإيجاد حل جذري في البلدة يقول : " نحن مع أي مفاوضات جدية تفضي بإيقاف معاناة المدنيين المستمرة منذ عام و نصف، شريطة أن تضمن تلك المفاوضات عدم تهجير أبناء المنطقة بشكل قسري أو تتلاعب بدموغرافية المنطقة و أن تحافظ مباديء الثورة وضمان عودة مئات العوائل التي إضطرت للخروج بسبب الحصار الخناق وأغلبهم خرج خلال هدن مع نظام الأسد"
انها المرة الأولى التي يتدخل فيها الطيران المروحي منذ عقد اتفاق المدن الأربعة، أبو عمار حمادة ناشط مدني و اغاثي يقول لأخبار الآن : " ليست هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها اتفاق المدن الأربعة لخروقات منذ اتمامه في تاريخ 23/09/2015، الا انها المرة الأولى الذي يدخل فيها الطيران المروحي في خط المواجهة مع المدنيين و يهدف ذلك إلى الضغط على المدنيين في حال تقديم أي مبادرة في الأيام القادمة للرضوخ بشكل مباشر لمطالب نظام الأسد، او انه مجرد ضغط لإيقاف نيران جيش الفتح عن بلدتي كفريا و الفوعة في ريف إدلب "
يرى ابو عمار: "أن هذا التوقيت هو الأفضل لإنهاء اتفاق المدن الأربعة و إيجاد حل شامل في بلدة مضايا بعيدا عن الغرق في سياسة الشمال، إن كان الحل بخروج عدد محدود من الثوار بوجه نظام الأسد بإتجاه الشمال مقابل بقاء المدنيين و عودة المهجرين و النازحين إلى بلدتهم الأم "
حسام محمود ناشط إعلامي مستقل في البلدة شاطر ابو عمار رأيه و أضاف: "إيجاد حل لبلدة مضايا قد يكون مماثلا لما حدث في قدسيا و الهامة، فبخروج عدد محدود من الثوار من شأنه رفع المعاناة عن 40 ألف مدني داخل البلدة، حتى و ان كان يندرج في سياسة التهجير القسري ففي ظل تخاذل المجتمع الدولي و عجز أصدقاء الشعب السوري عن تغيير المعادلة على الأرض ليس أمامنا إلا الرضوخ للأمر الواقع لحماية من بقي "
عبده سعيد مدني تعرض منزله للقصف مؤخراً بالبراميل المتفجرة يقول : " المدنيون داخل البلدة لم يعودوا قادرين على تحمل أي نوع من أنواع المعاناة، على مدار السنة والنصف الماضية ذاق الناس أبشع أنواع التعذيب المتجسدة بالجوع والمرض والبرد، من الأفضل العمل على ايجاد حل شامل للبلدة ينتهي بتسوية سياسية تضمن استقرار المدنيين و تجنبهم الصراعات السياسية والعسكرية شمالا و جنوبا ".
وتعاني بلدة مضايا حصاراً خانقاً فرضه ميليشا حزب الله اللبناني وقوات نظام الأسد منذ 2015/06/15 ومنذ بدأ الحصار حتى الآن قتل أكثر من ٢٠٠ شخص أغلبهم قضواً إما جوعاً أو إستهداف من قبل القناص.
إقرأ أيضاً: