أخبار الآن | حلب – خاص
لا تزال حلب حتى اليوم تحت قصف عنيف من قوات نظام الأسد والميلشيات التابعة لها والطائرات الروسية، مع فرض حصار يعتمد على سياسة التجويع وقصف النقاط الطبية والخدمية في المدينة لإجبار المدنيين على الخضوع، حيث قدم السكان المحاصرون لأخبار الآن شهادات عن فظاعة ما يحدث.
"علاء الشريف" ناشط من داخل حلب المحاصرة يتحدث عن الوضع الداخلي حيث يقول: "حلب اليوم تعيش 121 يوما من الحصار الذي تفرضه قوات نظام الأسد وروسيا والميلشيات المتحالفة معها، وكما تعيش اليوم الثامن والعشرين من مذبحة حلب الكبرى، كانت مدينة حلب تملك 69 حيا تحت سيطرة قوات المعارضة جميعها محاصرة واليوم لا تملك سوى أربعة أحياء نتيجة القصف العنيف بالأسلحة المحرمة وغير المحرمة على مناطق تواجد المدنيين والطواقم الطبية واستخدامها لسياسة الارض المحروقة".
انتهاك وتدمير
استخدمت سياسة الأرض المحروقة في منطقة هنانو من القصف العنيف بالطيران وراجمات الصواريخ ومن ثم قامت باقتحامها حيث ما زال حتى هذه اللحظة العشرات من جثث الشهداء تحت ركام منازلهم ولم نستطع إخراجها نتيجة سيطرة النظام على المنطقة.
كما أنه استخدم سياسية الأرض المحروقة على طريقة الموت البطيء، حيث قام بقصف الكلور السام لليوم الحادي عشر من أيام مذبحة حلب الكبرى في منطقة الميسر بثلاثة براميل من مادة الكلور ومنطقة الجزماتي وسقط عشرات الشهداء من الأطفال والنساء ومن ثم أمطرت المنطقة بالقذائف وكانت الجثث على الطرقات ومن ثم هرب المدنيين ومن ثم قامت قوات النظام والميليشيات التابعة لها باقتحامها.
وعن الوضع الميداني يتابع علاء قائلاً: "منذ بداية الحصار كانت حلب المحاصرة تمتلك 5 فرق من الدفاع المدني والآن جميع هذه الفرق خرجت عن الخدمة نتيجة استهدافها بشكل مباشر من قبل قوات النظام، حتى فيما يخص المشافي كان في حلب حوالي 6 مشافي تقوم بتخديم المدنيين في حلب وكلها تعرضت للقصف بشكل وحشي مقصود لإخراجها عن الخدمة، وحاليا لم يبق أي مشفى يعمل ولا حتى أدوات طبية ولم يتبق لدينا سوى نقطة طبية واحدة خالية من معظم الأدوات الطبية المطلوبة".
وعن الإعدامات الميدانية التي قامت بها قوات النظام والميليشيات التابعة لها يقول علاء: "عند دخول النظام أو سيطرته على أحياء من حلب المحاصرة كان في البداية يقوم بأخذ العائلات إلى مناطق تابعة له، ومن ثم يقوم بأخذ الشباب بحجة القتال إلى جانبه في الجيش أو اعتقال الأسماء المطلوبة من قبله لأفرع المخابرات، وقد وثقنا عدة حالات تصفية ميدانية لعائلات تم قتلها في منازلها بينهم نساء وأطفال".
يتابع علاء حديثه: سيطرت قوات النظام على الحي الذي يسكن به، وقامت بأخذه مع عائلته (أم وخمس أخوات) مع عائلات أخرى إلى مناطق تابعة لهم، وتم نقلهم إلى منطقة "الميريديان" وبقي لمدة يومين ومن ثم قامت عناصر المخابرات الجوية باعتقاله مع عدد كبير من الشبان الذين نزحوا معهم وحتى هذه اللحظة لا يعرف عنه أي شي، كما أن الأمر لم يتوقف عند هذا فقد وثقنا شهادات لعائلات بعد خروجها من حلب المحاصرة تم اعتقال فتياتهم أغلبهم بين عمر 17 – 20 سنة ومن ثم يتم اقتيادهن إلى مناطق مجهولة وبعد عدة أيام يتم الاتصال بذويهم ويطلب منهم استلامهم مع دفع مبالغ تترواح بين 700 ألف ليرة سورية الى مليون ليرة".
كارثة الوضع الطبي
وعن الوضع الطبي في الأحياء المتبقية من حلب المحاصرة يحدثنا المسعف وفني الأشعة "حكمت" وهو يعمل في النقطة الطبية الوحيدة المتبقية حيث يقول: "الوضع الطبي كارثي بكل ما تعنيه الكلمة، حالياً لم يبق لنا سوى نقطة طبية واحدة تخدم حوالي 80 ألف محاصر، لا يوجد به كهرباء ولا أدوات طبية ولا حتى مخدر لاجراء العمليات وأغلب العمليات تجرى بدون مخدر، حيث يتم إجراء العمليات في غرفتين تحت الأرض وقد اضطر الأطباء إلى بتر الأطراف نتيجة عدم توافر العلاج الكافي للجرحى ولا يوجد سوى مولدة كهربائية واحدة فقط هي التي تخدم كامل هذه النقطة، وبما يخص الأطفال فلدينا الكثير من الجرحى منهم ممن تعرضوا للقصف خلال عمليات النزوح الأخيرة بين الأحياء وقسم كبير منهم بدأ يعاني من أمراض ناتجة عن نقص التغذية بالإضافة إلى حالات تسمم نتيجة شرب مياه غير صحية فنحن حالياً نشرب من مياه الآبار وأغلبها غير صالح للشرب، فضلا عن فقدان كثير من الأطفال لذويهم نتيجة القصف حيث نعالجهم بصعوبة بالغة ومن ثم يتم أخذهم إلى دار الأيتام".
المهندس "وليد زيات" من المجلس المحلي لمدينة حلب المحاصرة يحدثنا عن الوضع بالمدينة حيث يقول: "دمر النظام كامل البنية التحتية في المدينة، دمر كل الأفران وكل المراكز الصحية ومارس الحصار بكل قوة واستخدم أسلوب الجوع كسلاح ضد المدنيين".
وعن الأحياء التي سقطت بيد النظام فقد تم سرقة كل ما تحتويه المنازل بحسب أهالي حلب، وبعض العائلات تم إخراجهم من منازلهم وتم أخذ كامل أغراض منازلهم أمام أعينهم وتعبئته في سيارات تابعة لميليشات طائفية، فقد وردتنا شهادات من منطقة وادي عسكر بعد دخول قوات النظام إليها حيث تم سرقة المنازل والذهب وكل ما يملكه السكان أمام أعينهم مقابل تركهم أحياء دون قتلهم".
اقرأ ايضا:
مسؤولون بالمعارضة السورية: تنفيذ اتفاق هدنة حلب يبدأ خلال ساعات