أخبار الآن | مضايا – سوريا ( عبد الوهاب أحمد )
تعتبر ميليشيات حزب الله نفسها الوصي الرسمي على المنطقة الممتدة من جسر بيروت غرب العاصمة السورية دمشق مروراً بقرى و بلدات وادي بردى الى مضايا والزبداني حتى أرض الشعرة المحاذية لبلدة سرغايا على الحدود السورية اللبنانية فمنذ ان إستقدم نظام الأسد هذه الميليشيا إلى تلك المنطقة بتاريخ 6/1 / 2015 أخذت هذه الميلشيا تقوم بتهجير الأهالي وسكان تلك المناطق بأساليب وأشكال متعددة وتضييق الخناق على من بقي لتجبرهم على المغادرة.
أمجد المالح ناشط اعلامي في منطقة الزبداني يقول لموقع أخبار الآن : "منذ أن وصلت ميليشيا حزب الله الى المنطقة، بدأت قوات نظام الأسد بالانسحاب بشكل تدريجي لصالح توسع تلك المليشيات، حيث أصبحت أغلب الحواجز والنقاط العسكرية والتي يقدر عددها بأكثر من 250 حاجز ونقطة تتبع مباشرة لقيادة حزب الله دون أن يكون أي دور للضباط أو للعناصر السوريين ".
ويضيف المالح : "تعمل تلك الميليشيات على تثبيت موطئ قدم لها في المنطقة من خلال إنشاء قواعد تدريب خاصة بها في أرض الشعرة حتى سهل سرغايا وأخرى في ظهر القضيب، و من خلال إنشاء أو ترميم مقرات عسكرية كمرجة التل التي شيدت فيها مقر عسكري ضخم لها خلال الصيف الفائت وفي معسكر الطلائع الموجود بالقرب من نبع بردى "
ابو نضال السوري ناشط مدني ومدير الهيئة الطبية الوحيدة في مدينة الزبداني، هو من بين 200 شخص لا زالوا في المدينة منذ إتمام اتفاق المدن الاربعة يقول لموقع أخبار الآن: " تقوم عناصر حزب الله المتواجدة على تخوم المدينة المحاصرة بتقديم عروض للذين لا زالوا بداخلها بين الفينة والأخرى، تتضمن بها خروج من تبقوا من المدنيين والمقاتلين من مدينة الزبداني دون التعرض لهم شريطة مغادرة ريف دمشق بشكل نهائي وعدم العودة إليه مجدداً حيث تقوم تلك المليشيات بتأمين عبورهم من الزبداني الى الأراضي اللبنانية مباشرة أو الى وجهة بعيدة نسبيا عن ريف دمشق ".
ويتابع أبو نضال : " إنه وفي كل مرة ترفض فيها مبادرات الحزب القاضية بخروجنا من المدينة و تسليمها لهم، كانت نيران مدفعية وقناصة عناصره تدك المحاصرين وتحقق إصابات كردة فعل على صمود أبناء المدينة رغم الضغوطات من جهة والتسهيلات للخروج من جهة أخرى".
تعددت أشكال السيطرة على الأرض وتهجير سكان المنطقة بعيدا عنها من إجبار المدنيين الراغبين بالمغادرة على اوراق تنازل عن ممتلكاتهم الى توقيع أوراق تعهد بعدم العودة أو التهجير بشكل قسري من خلال الإنذارات الشفوية التي تتطور الى تهديد بالسلاح في وقت لاحق.
عليا الدرساني من مدينة الزبداني كانت تعيش في بلدة مضايا أثناء المجاعة العام الماضي واضطرت أن تغادر بسبب تدهور الوضع الإنساني تقول لأخبار الآن : " عندما إتخذت قراراً بمغادرة مضايا قام أحد الأشخاص بالتواصل مع تاجر يتعامل مع ميلشيا حزب الله وتواصل هذا الشخص مع قيادي في الحزب موجود بالمنطقة وسهل خروجي من مضايا حتى قلعة المضيق شمالاً رغم أني ملاحقة أمنياً بتهمة مشاركة بالتظاهرات وإسمى لدى قوائم المطلوبين لنظام الأسد إلا أنني خرجت بعد أن تم دفع مبلغ 3000$ وأجبرت على التوقيع على ورقة تعهدت بها عدم عودتي للمنطقة مجدداً".
عليا واحدة من أصل مئات الحالات التي اضطرت إلى الخروج من المنطقة بهذه الطريقة وبتسهيلات من ميليشيات حزب الله تاركين خلفهم كل شيء من بيوت وأراضي وآليات قد لا يتمكنوا من العودة حتى زمن بعيد ما لم يحدث تحول جذري في سوريا.
ويرى اغلب النشطاء الموجودين في المنطقة ضرورة الحفاظ عليها والحيلولة دون سقوطها بشكل كامل بيد ميليشيات حزب الله ويسعى من بقي في مضايا إلى الإستمرار في الصمود في وجه الضغوط التي يمارسها حزب الله اللبناني ويتحمل المحاصرون أعباء الحصار ومعاناته على أمل حل سياسي قريب قادم لا محال، يعيد الأهالي إلي منازلهم وبيوتهم وتنتهي المأساة والمعاناة مع خروج تلك الميليشيات من هذه المناطق والأراضي المحتلة وإعادة الحقوق لأهلها كاملةً ".
إقرأ أيضاً