أخبار الآن | مضايا – سوريا ( عبد الوهاب أحمد )
تزداد الأوضاع الإنسانية سوءاً في مدينة مضايا بريف دمشق إذ تخضع هذه المدينة لحصار خانق من قبل ميليشيا حزب الله اللبناني، ويزيد الحصار من معاناة الأهالي خصوصاً المرضى والجرحى، علي أحد المرضى داخل مدينة مضايا يعاني أوضاعاً صحية صعبة وقد يفقد حياته بسبب نقص الأدوية والمساعدات الطبية.
تقول رولا شقيقة علي : " نستيقظ كل يوم لنتفقد علي إن كان على قيد الحياة أو وافته المنية بتنا لا تعرفه ولا يعرفنا بسبب فقدانه لذاكرته، أعتقد أن فقدانه لذاكرته بشكل مؤقت قد يكون نعمة تخفف من معاناته وألامه أشعر أن فقدانه لجزء من ذاكرته قد تكون أمر جيد له لكي ينسى أنه عاجز عن كل شيء ولم يعد بإمكانه المشي أو الحركة وحتى تناول الطعام بمفرده، العجز قد يكون شعوراً أصعب من المرض بكثير ".
تتابع رولا أخي علي في الثلاثين من عمره وهو مصاب بالفشل الكلوي منذ ثلاثة أشهر تقريباً بسبب الحصار الخانق الذي نتعرض له وبسبب نقص المساعدات الإغاثية والخدمات الطبية في مضايا، بدأت مشكلة علي الصحية منذ ما يقارب الثلاثة أشهر ونصف تقريباً بدأ علي يعاني من صداع في الرأس وإرتفاع حاد في ضغط الدم، والإقياء المستمر ووزمات تنتشر في أغلب جسده، تقول رولا لأخبار الآن : " بعد معاناة إستمرت لأكثر من عشرين يوماً وعدم قدرة الأطباء على تحديد مرضه بدقة لعدم توفر المعدات والأدوية اللازمة لذلك بسبب الحصار، إضطررت إلى التواصل مع أطباء في العاصمة دمشق وأرسلنا لهم بعض التحاليل وبعد معرفة نتيجة التحليل فوجؤوا ببقائه على قيد الحياة فهو يعاني فشل كلوي حاد ووضعه خطير جداً يتوجب علينا إجراء عملية غسيل كلوي خلال ساعات وهذا الأمر غير متوفر في بلدة مضايا المحاصرة ولا يوجد لدينا أي وسيلة سوى الإنتظار علنا ننجح في نقله خارج مضايا لتلقي العلاج ".
وتشرح رولا الصعوبات التي تعانيها بسبب الحصار المفروض عليهم فلا توجد صيدليات ولا مشافي لتأمين بعض الدواء حتى المسكنات لتخفيف ألم أخيها علي أو مضاد الإقياء وتؤكد أنه تطرق كل الأبواب والوسائل وهي تحاول جاهدة إنقاذ أخيها وأنا أعرف أني قد أخذ كبسولة أو أمبولة داء وحرمت مريض أخر منها لا أعرف ماذا أفعل لم يعد بيدي أي وسيلة أو حيلة لمساعدة أخي ولكن سأحاول سأبذل كل ما بوسعي لإنقاذه.
تقول رولا : " إن توفرت أمبولة دواء واحد فسعرها يتجاوز الثلاثين دولار وأحياناً خمسين دولار وهذا أمر يزيد من صعوبة حصولي عليها أيضاً " تؤكد رولا أن حاولت بكل الوسائل لنقلها خارج مضايا لكنها لم تنجح في ذلك وتقول إن المنظمات فشلت أيضاً كذلك في مساعدة أخيها : " عجزت كافة المنظمات الإنسانية عن اجلائه خارج البلدة ليتلقي العلاج بعد ان أطلق نشطاء في بلدتي مضايا وبقين حملة على مواقع التواصل الاجتماعي نهاية العام الماضي طالبوا فيها المنظمات الدولية بضرورة أخلائه، ردود خجولة ورسائل تعاطف من أغلب المنظمات الانسانية وعلى رأسها الامم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الاحمر لم تتمكن من وضع حد لتدهور وضعه الصحي والذي يشهد تراجعاً حاداً ".
في منزل متواضع وسط مضايا يعيش علي وشقيقته ووالدتهما يعانون ظروفاً إنسانية صعبة خصوصاً مع هطول الثلج وإنخفاض درجات الحرارة ولن يعد لديهم أي وسيلة سوى بيع ما يملكون تارة يبيعون قطعة أرض حتى وصل الأمر بهم إلى بيع جهاز الموبايل وأثاث المنزل كي يتمكنوا من تأمين العلاج لعلي وتأمين الحطب والدفء بشكل مستمر فكما تقول رولا لا يمكن الإستسلام ومراقبة علي وهو يصارع الموت تؤكد أنها ووالدتها تسعى لتأمين كل شيء أملاً في إنقاذ أخيها".
قصة علي هي واحدة من عشرات الحالات الإنسانية الصعبة في بلدة مضايا هذه البلدة التي تخضع لحصار خانق من قبل ميليشيا حزب الله اللبناني وتتعرض لقصف متفرق من قبل قوات نظام الأسد وميليشيا حزب الله، وفي ظل هذه الظروف الصعوبة والحصار تأمل رولا أن تجد بصيص أمل لإنقاذ أخيها ونقله خارج مضايا لتلقي العلاج وإنقاذه من الموت، وتسعى رولا بكل الوسائل لتأمين نقل علي من مضايا إلى مشافي العاصمة السورية دمشق ليتمكن من تلقي العلاج وإستعادة صحته وجل ما تخشاه رولا ووالدتها أن يفقد علي حياته وتقول رولا : " نخشى كثيراً أن نفقد علي لن نسامح أنفسنا لأننا عجزنا عن نقله خارج مناطق الحصار ليتلقى العلاج سنبقى نعيش في معاناة وألم كبير ما حيينا ". رغمكل ما تعانيه وتفعله رولا وهو أمر يعجز عنه حتى الرجال إلا أنها تشعر بالتقصير والتأنيب تجاه أخيها تعيش على أمل إنقاذه من الموت وعلى أمل إيجاد أي منظمة أو جهة دولية تقوم بنقله خارج مضايا لتلقي العلاج، كما تأمل رولا على أن يأتي يوم إنتهاء الحصار قريباً ويتلقي كل المرضى العلاج وكذلك تنتهى معاناة الحصار ونقص المساعدات الإغاثية والإنسانية والطبية.
المزيد من الأخبار: