أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة (الخليج)
نشرت صحيفة الخليج الاماراتية أن يوم بلا مركبات الذي شهدته دبي في 2016 في دورتها السابعة خفض 150 طناً من انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون، حيث تنازلت 1000 جهه حكومية من مختلف القطاعات الحكومية وشبه الحكومية والخاصة، عن استخدام سيارتها الخاصة واستخدام وسائل النقل الصديقة للبيئة عوضاً عنها، للمساهمة في ما يدعم، وبفاعلية، جهود خفض البصمة الكربونية بالإمارة، كذلك يعكس حجم الإنجاز المتحقق في مجال رفع مستوى التوعية بأهداف المبادرة والتعريف بالممارسات البيئية السليمة التي تدعم أهدافها. بنصب العديد من أجهزة القياس الخاصة بقياس مستويات تركيز مؤشرات نوعية الهواء والضجيج في مناطق مختلفة من الإمارة قبل وبعد تنفيذ المبادرة، للتعرف بشكل تفصيلي إلى النتائج البيئية المتحققة من خلال تنفيذ المبادرة.
وأبدى المهندس حسين ناصر لوتاه مدير عام بلدية دبي، ارتياحه الكبير لهذا الإنجاز المتميز للإمارة الذي يؤكد ريادتها عالمياً في المجال البيئي.
اقرأ أيضا: بلدية دبي تطلق الدورة الثامنة لمبادرة "يوم بلا مركبات" لعام 2017
وأضاف لوتاه أن تنفيذ هذه المبادرة والارتقاء بها عاماً بعد آخر يشكل دليلاً حياً على مدى التزام إمارة دبي بالاتفاقيات البيئية الدولية ذات العلاقة، ومنها اتفاقية الأمم المتحدة حول التغير المناخي "بروتوكول كيوتو"، التي تهدف للحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
وهي أيضاً جاءت متناغمة مع التوجه الحكومي لدولة الإمارات لإعطاء الأولوية لملف التغير المناخي الذي تجسد من خلال استحداث وزارة التغير المناخي والبيئة، خاصة أن مبادرة "يوم بلا مركبات" ترتكز بالأساس على عدم استخدام المركبات الشخصية في التنقل والوصول لمواقع العمل، والاستعاضة عن ذلك باستخدام الوسائل الصديقة للبيئة، الأمر الذي يسهم في الحد من انبعاثات المركبات، خاصة غاز ثاني أوكسيد الكربون، وبالتالي خفض البصمة الكربونية للإمارة.
قضايا البيئة
وأكد لوتاه أن الجهود المبذولة من قبل كل الشركاء الاستراتيجيين للبلدية من الدوائر الحكومية والرعاة والمؤسسات الخاصة، وكل القطاعات الأخرى المشاركة في المبادرة، وتنوع طبيعة هذه المشاركات والنتائج المتحققة من خلالها، تشير بشكل واضح إلى تنامي الحس بالمسؤولية المجتمعية تجاه قضايا البيئة على مستوى الإمارة من قبل شرائح المجتمع كافة، وهذا مؤشر هام سوف يسهم بشكل أكيد في تعزيز المكتسبات في مجال حماية البيئة واستدامة الموارد الطبيعية في الإمارة لأجيال الحاضر والمستقبل، كما أنه يشكل دعامة حقيقية نحو جعل دبي المدينة الأولى عالمياً في مجال المدن الصديقة للبيئة عبر تبنيها لمختلف الحلول الإبداعية والمستدامة للتحديات البيئية التي تواجهها، خاصة تلك المتعلقة بتلوث الهواء وزيادة البصمة الكربونية الناجمة عن انبعاثات المركبات وما يرتبط بذلك من تفاقم لظاهرة الاحتباس الحراري. فضلاً عن ترسيخ مفهوم التنقل المستدام في المدينة الذي يسهم في الحد من ظاهرة الازدحام المروري والضجيج وبما يعزز من فرص الحفاظ على الصحة العامة.
وأشار لوتاه إلى أن هناك عوامل أساسية أسهمت في تحقيق هذا النجاح الواضح لمبادرة "يوم بلا مركبات" عام 2012 يأتي في مقدمتها الدعم الحكومي الواضح لها، والذي تجسد في الرعاية الشخصية للشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، للمبادرة التي شكلت عامل إلهام وحافزاً كبيراً للجميع نحو المشاركة الفاعلة في المبادرة التي حققت نقلة نوعية لها، كونها تمثل الدعم الحكومي المباشر للمبادرة بأرقى صوره، وأسهمت بشكل فاعل في تشجيع ثقافة استخدام وسائل النقل العام بدلاً من المركبات الشخصية للتنقل والوصول لمواقع العمل، فضلاً عن أنها حملتنا مسؤولية إضافية للارتقاء بها إلى أعلى المستويات وفي مختلف المجالات.
فرص التحول
وقالت المهندسة علياء الهرمودي مديرة إدارة البيئة ببلدية دبي، ورئيسة اللجنة العليا للمبادرة، إن النجاح الأبرز للمبادرة تمثل في تحولها من مبادرة دوام بلا مركبات إلى مفهوم يوم بلا مركبات، وكذلك التطبيق الفعلي لشعار المبادرة "ليس يوماً.. اجعله دوماً"،
حيث أصبحت فكرة وروح المبادرة جزءاً من الثقافة الحياتية اليومية لأفراد المجتمع، ما أكسبها بعداً جديداً تمثل في تحولها من مشاركة بيئية تطوعية ليوم واحد إلى ممارسة يومية مستدامة يتم تبنيها من قبل مختلف أفراد المجتمع، لدعم فرص تحول مجتمع الإمارة إلى مجتمع مستدام بيئياً وصحياً، كون المبادرة تحفز التحول نحو التخلي عن التنقل بالمركبة الشخصية داخل المدينة واستخدام وسائل صديقة للبيئة عوضاً عنها، ومنها المشي للوصول للأماكن المطلوبة، ما يتيح فرصة أكبر لحرق السعرات الحرارية بدلاً عن حرق الوقود والتسبب في حدوث التلوث الناجم عن انبعاثات المركبات.
وأكدت الهرمودي أن تبني إدارة البيئة ببلدية دبي لتنفيذ هذه المبادرة يأتي انسجاماً مع توجيهاتالشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، المتمثلة بقول سموه "الإمارات وشعبها يستحقون منا الكثير، وفي مقدمتها أن نوفر لهم بيئة صحية وهواء نقياً.. علينا أن نسابق الزمن لابتكار حلول أكثر استدامة"، مؤكداً سموه أن الحفاظ على سلامة ونظافة البيئة المحلية وحمايتها هي في مقدمة اهتماماته ومتابعته المباشرة لأنها تمس صحة وحياة المجتمع التي هي فوق كل اعتبار.
كذلك شهدت الدورة السابعة للمبادرة إطلاق الموقع الإلكتروني الخاص بها الذي يمكن الدخول له من خلال رابط خاص تم وضعه على موقع البلدية الإلكتروني www.dm.gov.ae، وهذا الموقع أتاح للأفراد والجهات فرصة التسجيل الإلكتروني للمشاركة في المبادرة، وكذلك تم توفير المعلومات والصور الخاصة بالمبادرة، إضافة إلى أنه أتاح إمكانية احتساب كمية الانبعاثات من غاز ثاني أوكسيد الكربون التي يتم توفيرها وفقاً لكمية الوقود التي تم حرقها والمسافة المقطوعة خلال رحلة المركبة من مكان لآخر.
معرض خاص
وقالت علياء الهرمودي مديرة إدارة البيئة، إن المعرض الخاص بالدورة السابعة للمبادرة الذي تم تنظيمه والذي أصبح يعد أكبر معرض يجمع المركبات الصديقة للبيئة، الكهربائية منها والهجينة، بحلة جديدة أكثر تألقاً وفي موقع جديد وبمشاركات أوسع وذات نوعية متميزة تتمحور حول ثلاثة محاور هي: السيارات الصديقة للبيئة التي تعتمد في تشغيلها على مصادر الوقود البديلة، سواء الطاقة الشمسية أو الطاقة الكهربائية أو الوقود الحيوي، القسم الخاص بعرض أحدث الممارسات والتقنيات والإنجازات المتعلقة بنوعية الهواء، في حين أن القسم الثالث من المعرض سيركز على عرض التقنيات والمبادرات والإنجازات المرتبطة بالمحافظة على الموارد الطبيعية.
مجسم لشجرة القرم
شهدت المبادرة عرض مجسم لشجرة القرم التي تتواجد بإعداد كبيرة في محمية رأس الخور للحياة الفطرية التي تعد أول موقع رامسر في الدولة، للتعريف بأهمية هذه الشجرة في تخزين الكربون، وكذلك التعريف بمفهوم الكربون الأزرق الذي يشير إلى قدرة الغطاء النباتي الساحلي على تخزين الكربون.
أما القسم المتعلق بنوعية الهواء، فقد شهد عرض مركبة تمثل محطة متنقلة لرصد ملوثات الهواء والملوثات السمية مدعمة بأجهزة وتقنيات رصد متطورة ومعتمدة من الوكالة الأمريكية لحماية البيئة.
المشاريع الفائزة
اسفرت نتائج المسابقة عن فوز طلاب الجامعات على مدار ثلاثة أشهر بالنماذج الأولية لهذه المشاريع التي تهدف إلى قياس وتحليل جودة الهواء وتوفير حلول تقنية تدعم جهود الحكومة في هذا المجال. والمشاريع الثلاثة الفائزة في المسابقة المذكورة التي تم عرضها في معرض المبادرة:
الفائز بالمرتبة الأولى فريق كليات التقنية العليا للطلاب في رأس الخيمة، وهو مشروع نظام مراقبة وجمع بيانات جودة الهواء باستخدام الطائرات من دون طيار، ويوظف المشروع الطائرات من دون طيار لقياس جودة الهواء داخلياً وخارجياً، حيث تقوم هذه الطائرات المزودة بمجسات لقياس مستويات الانبعاثات بفحص جودة الهواء في مواقع محددة، ومن ثم تحويل البيانات وتخزينها باستخدام قواعد البيانات السحابية، ليصار بعد ذلك إلى تحليلها واستخلاص النتائج للاستفادة منها في تحسين جودة الهواء.
وفاز بالمرتبة الثانية فريق جامعة نيويورك أبوظبي عن مشروع أنظمة جودة الهواء الثنائية، وقد طور فريق المشروع نظاماً ثنائياً لقياس جودة الهواء، يتم من خلاله تركيب وحدات قياس على أسطح حافلات النقل العام لجمع عينات من الهواء على طول مسار رحلاتها.
أما المشروع الفائز بالمرتبة الثالثة فهو لفريق جامعة زايد عن مشروع مستقبل مراقبة تلوث الهواء في الإمارات، وقد ابتكر فريق المشروع نظاماً يقيس مستوى جودة الهواء ويرسل البيانات إلى تطبيق خاص بالهواتف الذكية يحلل البيانات، ويتيح للمستخدم التعرف إلى مستويات جودة الهواء في يوم معين، ويعطيه نتائج وافية عنها، ويقدم له نصائح
وذكرت المهندسة عائشة العبدولي مديرة إدارة التثقيف والتوعية، أن المبادرة تهدف إلى المساهمة في خفض انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون ونشر الوعي حول ظاهرة الاحتباس الحراري وكيفية الحد منها، إضافة إلى تعزيز الشراكة مع الدوائر الحكومية والقطاع الخاص في مجال الحفاظ على البيئة، ونشر ثقافة النقل الجماعي ما يسهم في خفض معدلات الازدحام المروري في إمارة دبي، وتحقيق إنجاز جديد لدبي كمدينة صديقة للبيئة.
اقرأ أيضا: