أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (خاص)
في سجن صيدنايا، يمكن للمرة أن يصدق كل شيء، أطفال ونساء، حوامل أو على وشك الولادة، رجال وعجائز، بالإضافة إلى ذلك قادة مستقبليين للإرهاب؛ هذا مايجمع عليه معظم من خرج ناجٍ من هذا السجن الخطير.
13 ألف قتلهم قوات الأسد شنقاً في سجن صيدنايا خلال فترة الثورة السورية فقط، هذا ماأكدته منظمة العفو الدولية في أخر تقرير لها؛ هذه إحدى الخدمات التي يقدمها السجن لسجنائه !، فماذا عن كونه مصنعاً للإرهابيين أيضاً؟
يقول الصحفي والكاتب السوري جورج كدر أنه تم الإفراج عن حوالي 1500 معتقل من سجن صيدنايا بموجب أوّل مراسيم العفو الرئاسيّة بتاريخ 31/ 5/ 2011، بعد اندلاع الثورة السوريّة بحوالي شهرين، أغلبهم كانوا من توجهات إسلامية متشددة من بين المفرج عنهم كان ثلاثة سجناء عرفوا باسم رفاق سجن صيدنايا، وهم حسان عبود، الملقّب بأبي عبد الله الحموي، الذي شكل لاحقًا "حركة أحرار الشام الإسلامية" ونُصب عليها أميرًا، وزهران علوش قائد "لواء الإسلام" الذي بويع فيما بعد كقائد لـ"جيش الإسلام"، أما الثالث فهو أحمد الشيخ المكنى بأبي عيسى، الذي شكل بعد خروجه "لواء صقور الإسلام" ونصب قائدًا عليه.
لكن اللافت في هذا الموضوع انه و بالتزامن مع المعلومات التي كشف النقاب عنها ، معلومات سابقة عن ان أبو محمد الفاتح الجولاني، أمير جبهة النصرة، أيضًا كان معتقلًا مع كثيرين على شاكلتهم، ومصطفى الست مريم، الشهير بأبي مصعب السوري.
و في هذا الإطار يتساءل مراقبون هل كان لجبهة النصرة ان تبصر النور لولا تسهيل النظام خروج الجولاني و غيره من المتشددين الذين تصالح معهم لينفذوا اجندته بالقضاء على الثورة السورية المعتدلة و الباسها الصبغة الإرهابية.
صيدنايا مصنع داعش!
يوثق الفصل الأخير من التحقيقٍ الرائد الذي أجراه المراسل الحائز على جائزة "بوليتزر" للصحافة روي غوتمان، أواخر عام 2016، والذي نشرته صحيفة ديلي بيست .. يوثّق مساهمات الأسد في صنع داعش… ويوضح تواطؤ ماسماه"الديكتاتور السوري" في الرعب الذي نشره التنظيم في سوريا، وذلك أثناء تخطيطه وإلهامه لإرهابيين آخرين لتنفيذ هجمات في أوروبا والولايات المتحدة. وهي حقائق يجب على الرئيس الأميركي دونالد ترامب وضعها قيد الاعتبار عندما يتحدث بعفوية عن التعاون مع روسيا والأسد في الحرب ضد داعش.
يقول أن الأسد حاول في البداية تملّق رؤساء الدول الغربية بتصوير الانتفاضة الشعبية ضده في 2011 باعتبارها ثورة يقودها الإرهابيون. وعندما فشل ذلك، أطلق الأسد سراح بعض المتطرفين الإسلاميين الذين حاربوا القوات الأميركية في العراق سابقاً من السجون، ثم نظّم هجمات وهمية على بعض المؤسسات الحكومية، واتهم الإرهابيين بتنفيذها.
وفي استراتيجيةٍ أبعد ما تكون عن مواجهة "داعش"، تجاهل الأسد إقامة التنظيم الإرهابي لدولةٍ داخل دولته، متخذاً الرقة عاصمةً لها، وترك مهمة مواجهة المتطرفين الإرهابيين للولايات المتحدة والأطراف الأخرى.