أخبار الآن | اربيل – العراق (رويترز)

قال مسؤول كبير في المخابرات الكردية لوكالة "رويترز" إنه إذا ما تم طرد تنظيم "داعش" من معقله في مدينة الموصل العراقية، فسيغير من أساليبه ليشن هجمات من الجبال والصحاري، وعبّر لاهور الطالباني، وهو مسؤول كبير في جهود مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق ، عن قلقه من ظهور جماعة أخرى على شاكلة تنظيم "داعش" لتهدد العراق من جديد إذا ما أخفق القادة السياسيون في تحقيق المصالحة بين مختلف الطوائف في البلاد.

وقال الطالباني: "الموصل ستسقط.. أعتقد أن الحرب غير النظامية هي التي يجب أن نقلق بشأنها.. مهمتنا ستصبح أكثر صعوبة بكثير. فالجيش سيستريح قليلا لكن مهمة قوات الأمن هي التي ستصبح أكثر صعوبة".

وتابع أن ثمة علامات على أن رجال تنظيم "داعش" يعتزمون الاختباء في جبل حمرين في الشمال الشرقي، حيث يمكن أن يصبح قاعدة لشن هجمات على عدة محافظات، واستشهد على صحة كلامه بنحو خمس هجمات على قوات الأمن في محافظة ديالى في الشهر الأخير.

وقال الطالباني إن تلك المنطقة "في غاية الوعورة. ومن الصعب جدا على الجيش العراقي السيطرة عليها.. هذا مكان صالح للاختباء ويمكنهم منه التنقل من محافظة إلى أخرى من دون أن يتم رصدهم".

وقال الطالباني إن المعركة ستشهد المزيد من القتال من شارع لشارع ومن بيت لبيت على مدى شهور قبل تحرير الشطر الغربي من مدينة الموصل، والذي سيؤذن بنهاية "داعش"، غير أنه توخى الحذر في تقدير عدد قتلى الإرهابيين حتى الآن. وقال إن عدد المقاتلين في الموصل كان يقدر بنحو 6000 في بداية الهجوم وليس هناك من دليل على أن عدد القتلى يقترب من هذا العدد.

وأضاف: "نحن نعرف أن بعضهم هرب. وهم يحاولون إخراج الناس من أجل المرحلة التالية. مرحلة ما بعد الموصل للاختباء والتحول إلى خلايا نائمة"، وقال: "عليك أن تحاول العثور عليهم عندما يختبئون وعليك أن تحاول إخراج تلك الخلايا النائمة من جحورها. من المؤكد أن هذه المنطقة ستشهد اضطرابات في السنوات القليلة المقبلة".

واعتبر الطالباني أن على العراق ألا يقلل من شأن أبو بكر البغدادي زعيم "داعش". وأضاف أن البغدادي في غاية الحرص "فهو لا يستخدم أي نوع من الاتصالات. وهو في المنطقة الصحراوية ونعتقد أنه يروح ويجيء بين سوريا والعراق".

وأضاف: "خططهم أن يبدؤوا شكلاً من أشكال الحرب غير النظامية ضد المنطقة وعلى المستوى العالمي. كذلك سنشهد هجمات للذئاب المنفردة هنا وهناك في المنطقة"، وفي سياق آخر، حذّر الطالباني أنه "ربما ليس داعش بل جماعة أخرى ستظهر باسم مختلف وعلى نطاق مختلف. علينا أن نتوخى الحرص فعلا. السنوات القليلة المقبلة ستكون في غاية الصعوبة علينا سياسيا".

وأضاف: "يوجد خطر آخر لا يراه كثير من الناس. وقد نشتبك مع الفصائل (الحشد الشعبي) في المستقبل إذا لم يكن هناك حوار مع بغداد.. الفصائل على حدودنا.. إذا حدث فك اشتباك من جانب بغداد ولم يحدث حوار أعتقد أن السيطرة عليهم أصعب كثيرا. فهم ليسوا مثل الجيش النظامي العراقي. وأخشى أن نصطدم".

 

اقرأ أيضا:
داعش يفشل في التأثير بأمن مدارس الموصل

ممرضة سابقة عند داعش: التنظيم لا دين له ولا يمثل الإسلام