أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (غرفة الأخبار)
تكمل الثورة السورية اليوم عامها السادس، فيما تغرق البلاد بدماء الضحايا الذين قارب عددهم نصف المليون قتيل.. ثورة بدات بتظاهرات سلمية ليضطرها قمع النظام السوري بالتحول الى ثورة مسلحة..
الخامس عشر من آذار/ مارس ألفين وسبعة عشر، مع هذا اليوم تكمل الثورة السورية سنواتها الست وتدخل في السابعة، ست سنوات انقضت من عمر السوريين، تحولت خلالها الثورة إلى حرب مفتوحة وغرقت البلاد بدماء القتلى وفرغت فيها أغلب المدن من ساكنيها، وذلك بعد الإمعان بالقتل للمتظاهرين، واضطرار الأخيرين إلى حمل السلاح، وتشكيل فصائل وكتائب على مدار الوقت، لينبثق "الجيش السوري الحر".
ست سنوات توالى فيها القصف الممنهج، والقتل والتعذيب، بأبشع الصور، ودمرت مدن بأكملها.
في مثل هذا اليوم من سنة ألفين وإحدى عشرة، انطلقت الثورة السورية احتجاجا على الفساد والظلم الذي لطالما مارسه نظام الحكم وعانى منه الشعب. الا ان محاولات عدة سبقت هذا الموعد، اذ بدأت في الخامس والسادس من شباط فبراير من السنة نفسها دعوات الى يوم غضب سوري، الا ان تشديد القبضة الامنية وحجب مواقع التواصل الاجتماعي آنذاك أفشل المحاولات، فلم تشهد الساحات أي حراك.
في الوقت نفسه تتالت الدعوات إلى مقاطعة شركات الهاتف الجوال بسبب غلاء أسعار خدماتها واستغلالها للمواطن السوري. وفي وقت لاحق من الشهر نفسه اندلعت في منطقة "الحريقة" بدمشق تظاهرة شعبية على خلفية ضرب شرطي مرور لأحد الشباب، ما دفع أصدقاءه وجيرانه الى التظاهر، واتسعت مساحة التظاهرة وامتدت لتتفاقم الامور وتسوء الاحوال، وهو ما اضطر السلطات انذاك إلى إرسال وزير الداخلية آنذاك محمد سمور إلى المتظاهرين ليهدئ من روعهم.
في تلك الأثناء حفلت مواقع التواصل والتي كانت تفتح عن طريق برامج خاصة، بحادثة "الحريقة" لتنشأ صفحة "الثورة السورية ضد بشار الأسد" والتي انطلقت بالدعوة الى التظاهر في 15 آذار. بدأ يوم الخامس عشر من آذار بتظاهرة متواضعة في سوق الحميدية، وكانت مؤلفة من بضع أشخاص سرعان ما تحولت إلى عشرات يجوبون الشوارع، فيما لم تشهد باقي البقع في سوريا أي نقاط تظاهر.
تزامن ذلك مع كتابة عدد من الأطفال على جدران مدرسة في درعا عبارات تدعو إلى الثورة في سوريا، ليأمر رئيس فرع الأمن السياسي آنذاك عاطف نجيب باعتقال الأطفال، وإهانة أهاليهم، ومن هنا اندلعت الثورة في درعا بتاريخ 18 آذار.
وتوالت التظاهرات، في درعا، وامتدت إلى حمص، ثم بانياس، وريف حلب، فاللاذقية، ودير الزور، لتشمل لاحقا جميع الأراضي السورية. ست سنوات سقط خلالها نحو نصف مليون قتيل، ونزح نصف السكان عن ديارهم، فيما تصدرت أزمة اللاجئين السوريين قائمة الأسوأ في العالم.
إقرأ أيضاً: