أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (نضال عمرية)
بعد احتلال داعش لمدينة الموصل لجأ كثير من الآباء إلى إخراج أطفالهم من المدارس وذلك بعد محاولة التنظيم تهيأتهم نفسيا ودراسيا واستقطابهم للقتال في صفوفه.
في حين تقدر منظمة الأمم المتحدة للطفولة أن ما يزيد على مليون طفل عراقي لا يذهبون للمدارس على مستوى البلاد.
رصاصة زائد رصاصة؟ بندقية يضاف اليها ثلاثة؟ انفجار تلاه انفجاران؟
انها ليست اسئلة داخل معهد حربي..او خيارات مطروحة على الطاولة لهجوم عسكري مباغت على مواقع العدو!
انها وسيلة تعليمية استخدمت لتعليم اطفال لا تتجاوز اعمارهم العشرة اعوام في القرن الحادي والعشرين..لنا ان نتخيل ذاك الأثر المرعب الذي تخلفه وقع تلك الكلمات على نفسية طفل صغير كان جل همه التخفي خلف العابه.
تنظيم داعش ومن دون حسيب ورقيب اراد احتلال عقول الاطفال بعد ان احتل اماكن عيشهم..وفرض اسلوب تعليمي لا يمت للعلم بصلة..بقدر ما يهدف الى ترويض اولئك الاطفال وتهيأهم نفسيا للحرب على ان يزج بهم بعدها في مصير مجهول لم يختاروه يوما ما.
في الموصل…وبعد تحرير احياء كثيرة من احتلال داعش..ثمة قصص مرعبة تتوالى تفاصيلها على الملأ واحدة تلو الاخرى..حقائق وارقام واحداث يصعب تصديقها للوهلة الاولى..الكاميرات المتجولة في شوارعها رصدت عشرات الآلاف من الأطفال الذين أصبحوا يتامى أو مشردين .. كثير منهم يعملون في جمع القمامة وبيع الخضار أو في ورش إصلاح السيارات..ليس بمحض ارادتهم.. وانما لإعالة أسرهم الذين شردهم التنظيم تحت تهديد السلاح.
سياسة التنظيم الارهابي في قلب موازيين العملية التعليمة وتحرفيها لخدمه مآربه الخاصة دفعت كثيرا من الاباء الى اخراج اطفالهم من المدارس قبل فوات الاوان..ما ادخل جيلا تعليما كاملا في خطر.. منظمة الأمم المتحدة للطفولة تقول أن ما يزيد على مليون طفل لا يذهبون للمدارس على مستوى العراق منوهة الى ضرورة إعادة هؤلاء الأطفال إلى الدراسة باسرع وقت ممكن لتفادي الاصطدام بجيل جاهل.
في حين تقدر إدارة التعليم المحلية في محافظة نينوى التي تمثل الموصل عاصمتها أن عشرة في المئة من الأطفال في شرق الموصل ما زالوا خارج المدارس.
كثيرة هي المهام المنوطة بالحكومة العراقية واهل الموصل بعد تحريرها من داعش..جل الاهتمامات ستصب على اعمار المدينة من جديد وعودة ساكنيها الى بيوتهم ان وجدت…لكن هناك ما هو اهم من ذلك كله..اعادة هؤلاء الاطفال الى مقاعد الدراسة من جديد..ونسيان ما مضى وفتح صفحة بيضاء..واستبدال الرصاص..بقلم الرصاص !!
اقرأ أيضا:
داعش خسر الموصل ولا مفر لمقاتليه من الموت
داعش يستهدف المدنيين في الموصل القديمة بقذائف كيماوية إنتقاما لخساراته