أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (حنان ظاهر)
بدأ، اليوم، خروج مقاتلين ومدنيين من حي برزة شمال شرق العاصمة دمشق، جنوب سوريا، وذلك ضمن اتفاق توصلت إليه فعاليات مدنية وعسكرية من الحي مع قوات الأسد، حسب ما أفاد المجلس المحلي للحي كيف يؤثر هذا الاتفاق على خارطة سوريا.
بثلاث حقائب لكل عائلة فقط ..خرج الـ الف وخمسمائة مدني ومقاتل سوري في اثنين وعشرين حافلة.. تاركين خلفهم منازلهم وذكرياتهم .. ودعوا حيهم الدمشقي برزة بدموعهم ، وكلهم أمل بعودة قريبة ..
هكذا كان المشهد في دمشق مع بدء تهجير الدفعة الأولى من المدينة ضمن الاتفاق الذي توصلت إليه فعاليات مدنية وعسكرية من برزة مع قوات الأسد
وحتى وإن سمي اتفاقاً .. يبقى تهجير 8 الاف مدني ما هو الا استمرار للسياسية الممنهجة التي يتبعها نظام الأسد ليحدث التغيير الديمغرافي الذي يطمح إليه حي برزة شهد معارك عنيفة بين الثوار وقوات الأسد في العامين 2012 و2013 مع اتساع رقعة النزاع المسلح في سوريا، الى ان تم التوصل الى هدنة في العام 2014 حولته الى منطقة مصالحة.
لكن السلام لم يسكن الحي أبداً فقد شهدت دمشق عموماً خلال الاشهر الماضية تصعيدًا عسكريًا في محيط الاحياء التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة، ومنذ بداية شهر ابريل الماضي حاصرت قوات الأسد حي برزة وعزلته عن باقي الاحياء الشرقية. لتضغط على قاطنيه وتجبرهم على الخروج بموجب " اتفاق"
اتفاق آخر يحوم في الأجواء بعد برزة فالأسد على ما يبدو يريد أن يعيد رسم سوريا وتكوينها البشري التاريخي كيفما يشاء وهاهي ذي أعينه مصوبة باتجاه حي القابون الذي لم تهدأ سماؤه من نيران القصف الذي طال الحجر والبشر مؤخراً .. وفي الحقيقة هناك أنباء مؤكدة أن مفاوضات تجري الآن ايضًا لإجلاء المعارضة من حي القابون
إذاً هو برزة اليوم وقبله كان داريا و الزبداني وكان مضايا في ريف دمشق وأحياء حلب الشرقية وحي الوعر في حمص .. أحياء ستبقى في قلوب أهلها جرحاً لن يندمل إلا بعودتهم إليها يوماً ما ..