أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (وكالات)
في شهر إبريل من العام الماضي، أطلق الأمير محمد رؤية السعودية 2030، حيث شملت هذه الرؤية إصلاحات تنموية واقتصادية، واعتمدت خطة شاملة لإعداد المملكة لعصر ما بعد النفط.
وحينها بدأ العمل على تكوين اقتصاد وطني جديد، فأعلنت السعودية أنها تنوي طرح 5%، من أصول عملاقها البترولي أرامكو، وأنها ستؤسس أكبر صندوق سيادي في العالم، الأمر الذي سيعطيها دفعة مالية وقدرة على الاستثمار، وفي النتيجة تحويل اعتماد عائداتها على البترول إلى اعتماده على الاستثمار.
وضمن رؤية السعودية 2030 بدأت السعودية تعلن تدريجيا عن برامج لتنفيذها، ويبدو أن الأمير الشاب عازم فعلاً على تحقيقها بما يضمن التنمية الاقتصادية، والكفاءة التنظيمية والإدارية، في وقت يشكل فيه الشباب نصف سكان السعودية.
وبعد مرور عام على إعلان السعودية 2030 بات من الواضح أن المملكة مصممة على الاستفادة من مواردها كافة، وهي عازمة على الانتقال باقتصادها نحو المستقبل، فأعلنت عن استراتيجيتها الصناعية بعد شهور من افتتاح مشروع رأس الخير الذي دشن عصر الصناعات التعدينية الجديد على أراضيها، وأعلنت أيضا عن عزمها تفعيل الخصخصة في القطاع الحكومي للدفع بمستويات أدائه.
كما بدأ صندوق الاستثمارات العامة بتنفيذ صفقات استثمارية نوعية فاجأت العالم، وحولت الأنظار إلى قدراته كلاعب جديد في عالم الاستثمار.
نتائج هذه التغييرات بدأت في الظهور للعلن قبل فترة قصيرة أعلنت فيها السعودية عن تراجع العجز في ميزانيتها، وأنها تسير بخطى ثابتة نحو عصر ما بعد النفط.
وكانت إحدى الزيارات التي قام بها الأمير محمد بن سلمان خلال فصل الصيف الماضي إلى مركز التكنولوجيا العالمي، "سيلسكون فالي" في مدينة سان فرانسسكو الأميركية، التي قابل فيها الرؤساء التنفيذيين لأكبر شركات تكنولوجيا في العالم، من بينهم تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة أبل، مارك زوكيربيج، الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك وستايا ناتيلا الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت.
ودعا الأمير محمد بن سلمان هذه الشركات التي يصل إجمالي أصولها إلى 580 مليار دولار، إلى الاستثمار في المملكة، وتعميق العلاقات التجارية القائمة، ونقل الخبرات والمهارات إلى المواطنين السعوديين، لاسيما وأن الاقتصاد السعودي مهيأ لاستقبال هذا الكم من الاستثمارات، سواء على صعيد القوى العاملة أو البنى التحتية.
ووقع الأمير محمد بن سلمان مذكرات تفاهم مع مايكروسوفت وسيسكو من أجل تدريب السعوديين ومساعدتهم في توسعة قطاع التكنولوجيا.
ومنذ يونيو الماضي دخل صندوق الاستثمارات العامة في استثمارات مليارية في قطاع التكنولوجيا، أهمها، شراء 5%، من شركة أوبر بقيمة 3.5 مليارات دولار، كما وقع على اتفاقية لتأسيس صندوق "رؤية سوفت بنك" للكنولوجيا, بقيمة مئة مليار دولار.
ومع انطلاق عام جديد، واصل الصندوق توسعاته ليساهم في تأسيس منصة "نون" للتجارة الالكترونية بمليار دولار حصته فيها 50%.
وكانت رؤية السعودية 2030 واضحة بالنسبة لصندوق الاستثمارات العامة وهي "رفع قيمة أصول الصندوق من ستمئة مليار ريال إلى ما يزيد على سبعة تريليونات ريال لكي يصبح أكبر صندوق سيادي استثماري في العالم بعد نقل ملكية أرامكو إليه" ومن الواضح أن الصندوق يتجه في هذا الطريق.
إقرأ أيضا: