أخبار الآن | زمرين – ريف درعا – سوريا (عبد الحي الأحمد)
مطالب التوحد والقضاء على الارهاب في كل سوريا وخاصة في الجنوب حاءت بعد الهدنة التي اقرتها روسيا وامريكا والاردن في عمان، وهو الامر الذي أعاد الهدوء إلى مدن وبلدات الغوطة ودرعا اذ يساهم اتفاق التهدئة في الجنوب السوري في خَلقِ متنفس للأهالي، فأسرة أبي أمير نزحت لأربع سنوات عن منزلها في ريف درعا لأن بلدتهم كانت تقصف بإستمرار من قبل قوات الأسد، ولكنها تعود اليوم بعد أعوام من الإنتظار على حدود أرضهم آملين بإستمرار الهدنة وإنتهاء المعارك كليا.
عادت البهجة إلى باحة هذا المنزل مع توقف أزيز الرصاص، وأصوات الأطفال باتت تملأ المكان حياة من جديد، لأربع سنوات لم يكن هذا ممكنا فالبلدة بأكملها كان ترزح تحت حمم القذائف لكونها خط اشتباك، فلا أناس كنت تشاهد ولا عدسات الكميرا كانت تستطيع التجوال هنا.
إنها بلدة صغيرة في الريف الشمالي لدرعا تسمى زمرين تقع في بقعة جغرافية أُطلقَ عليه " مثلث الموت" ولهذه الأرض من إسمها نصيب.
يستذكر أبو أمير لحظات الهروب من البلدة قائلاً " إضطروا أهالي بلدة زمرين إنهم ينزحوا نتيجة القصف من جيش النظام , قصف بكل أنواع الأسلحة، تهدمت البيوت وتصاوبوا عالم، والكل أُضطر انه ينزح، كل واحد اخذ حراماته ويلي عنده سيارات حطهم بسيارته ونزح".
لم تمضي أيام طويلة لإتفاق التهدئة في الجنوب السوري ولم تُثَّبَتُ بنوده بعد، إلا أن الحنين دفع هذه العائلة إلى حزم أمتعتَها سريعاً للعودة.
في نهاية هذا الطريق تتحصن قوات الأسد وعلى الجهة المقابلة تل الحارّة الإستراتيجي ومن هنا كان السبيل إليه.. لم يأبه الحاج أبو ناجي لكل ذلك طيلة أعوام الإشتباك فكان يدخل عنوة عن فصائل الجيش الحر ليبيت ليلة من كل اسبوع على فراشه فهو لا يشعر بالراحة بعيداً عنه.
أما ابو ناجي وهو رجل في العقد السابع من عمره تحدث عن بلدته "زمرين هداة بال بأرضك وفلاحتك، بتقعد برى، الديوان حواليك كان يضل الديوان على هالسيباط، قهوة ورفق مليح، يا عمي هون دورنا وأراضينا ووطنا، بنفلح ونزرع وبنضب عيالنا".
الأحفاد أيضا لم ينسوا شجرة التوت وهم يبحثون بين الأنقاذ عن دميتهم المفضلة .. وينتظرون أن تفتح أبواب مدرستهم للعودة إلى مقاعدها.
الطفل ذيب يقول " إحنا بدنا نضل ندور على دميتنا ونلعب فيها مشان نضل بدارنا مشان لا نطلع منها".
لا تعتبر البلدات الواقعة على مشارف جبهات القتال آمنةً لكثرة الألغام, ولم تزل غير صالحة للسكن فهي معدومة الخدمات، إلا أن بناء الوطن كما يقول الأهالي يبدأ بوضع البندقية جانباً.
اقرأ أيضا:
بوتين يكرس الوجود الروسي في سوريا لنصف قرن
نشر قوات روسية لمراقبة منطقتين مشمولتين بخفض التصعيد بسوريا