أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة
كسوة الكعبة، الكسوة الشريفة من أهم مظاهر التبجيل والتشريف لبيت الله الحرام، ويرتبط تاريخ المسلمين بكسوة الكعبة المشرفة، وصناعتها التي برع في صناعتها أكبر فناني العالم الإسلامي..
طوال الشهور الماضية، عكف عشرات السعوديين أغلبهم في أربعينيات وخمسينيات العمر في مصنع كسوة الكعبة المشرفة الواقع في منطقة أم الجود بمكة على صناعة كسوة الكعبة المشرفة الموشاة بآيات قرآنية مكتوبة بخيوط من الذهب والفضة في مصنع مخصص فقط لهذا الغرض في مكة المكرمة، وتتزين الكعبة برداء جديد من الحرير مُبطن بالقطن في يوم عرفة من كل عام والذي يوافق هذه السنة يوم الخميس 31 أغسطس/ آب المقبل في موسم الحج الحالي.
وقضى أغلب العاملين بصناعة الكسوة حياتهم في نفس المصنع والكثير منهم على وشك التقاعد خلال السنوات القليلة المقبلة، وللتغلب على هذه المشكلة قال "محمد بن عبد الله باجوده" المدير العام للمصنع إن العمل يجري على إعداد جيل جديد شاب من الصناع، وأضاف أن خطط تطوير المصنع تشمل تحديث جميع آلاته بحلول العام المقبل.
موضوع ذو صلة: السعودية تؤكد إستعدادها للتعامل مع الأوبئة والكوليرا في الحج
وأضاف لوكالة الأنباء رويترز " جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز وجه بتحديث جميع ماكينات المصنع وباكورة الماكينات وصلت، وكذلك توفير صف ثاني من الصناع ليحلوا محل الصناع الموجودين بعد بلوغهم (سن التقاعد)"، ويشارك نحو 200 شخص في صناعة الكسوة على مدى نحو تسعة أشهر في المصنع، كما أن جميع القائمين على صناعة الكسوة من السعوديين.
مراحل صناعة كسوة الكعبة
تمر عملية صناعة الكسوة بعدة مراحل بدءا من الصباغة مرورا بالنسيج الآلي والنسيج اليدوي والطباعة والتطريز وحتى حياكتها وتجميعها. وتستهلك الكسوة نحو 670 كيلوجراما من الحرير الخام، ويجري استيراد الحرير من إيطاليا وخيوط الفضة وخيوط الفضة المطلية بالذهب من ألمانيا، كما أن تطريز الآية القرآنية المطبوعة على هذه القطعة يستغرق منهما 60 يوما.
يتكون الحزام المطرز من 16 قطعة ويحيط بالكعبة من الجهات الأربع. ويبلغ محيط الكعبة نحو 47 مترا، كما يتم تطريز ستائر باب الكعبة أيضا،
وقال باجوده إن "الكسوة الجديدة التي ستكتسي بها الكعبة يوم الخميس المقبل الموافق لـ 31 أغسطس/ آب، وهو يوم عرفة، تكلفت ما بين 20 و25 مليون ريال سعودي (5.33-6.67 مليون دولار)، وأضاف أن التكلفة تتغير من عام لآخر لأنها تخضع لأسعار العملات"، وبعد انتهاء الحج تقطع الكسوة القديمة إلى قطع صغيرة وتوزع على شخصيات بارزة ومنظمات دينية تعتبر هذه القطع تراثا نفيسا.
الجدير بالذكر أن تاريخ كسوة الكعبة يرجع إلى ما قبل الإسلام، واستمر هذا التقليد على مدى الحقب الإسلامية المختلفة وحتى اليوم. وكانت مصر ترسل الكسوة إلى مكة على مدى قرون باستثناء فترات زمنية بسيطة وتوقفت عن إرسال الكسوة نهائيا عام 1962. ومنذ ذلك الحين تصنع الكسوة في السعودية.
اقرأ أيضا: أكبر معمرة أندونيسية تصل للسعودية لأداء فريضة الحج