أخبار الآن | ريف الرقة – سوريا (جلال زين الدين)
أحرزت قوات سوريا الديمقراطية تقدماً ملحوظاً في ريف الرقة الغربي، وباتت على مرمى حجر من سد الفرات.
وحصل التقدم رغم المقاومة الشرسة التي تواجهها "قوات سوريا الديمقراطية" من تنظيم داعش، فقد تمكن التنظيم من استعادة عدة قرى مؤخراً في الريف الغربي، ومن القرى التي استعادها سويدية كبيرة وسويدية صغيرة لينسحب منهما بعد سويعات نتيجة الضربات الجويّة.
وتعد قرية سويدية كبيرة خط الدفاع الأخير عن سد الفرات، يقول الناشط الإعلامي مهاب ناصر من مدينة الطبقة : "يتوقع توجه قوات سوريا الديمقراطية نحو سد البعث على طريق الجزيرة الرقة الطبقة كي يوسعوا الحماية على مدخل سد الفرات شمالاً" ويعود هذا التكتيك العسكري لتفادي هجمات داعش.
ويقول السيد الناصر: "عندما تهاجم قوات سوريا الديمقراطية السد يقوم داعش بالهجوم عليهم من جهة قرية كديران" فتطلب الأمر السيطرة على المناطق الواقعة بين سد الفرات وسد البعث بالجهة الشمالية الشرقية لـ مدينة الرقة لتوسيع نطاق الحماية، ومساحة الأمان.
وقد استشعر داعش الخطر الذي باتت يهدد سد الفرات ومدينة الطبقة معاً، فحوّل المدينة لثكنة عسكرية، يقول الناصر: " التشديد الأمني ملحوظ، فمقاهي الأنترنت تخضع لرقابة شديدة خشية وجود خلايا تتواصل مع التحالف أو قوات سوريا الديمقراطية" وقد أعدم التنظيم رغد أحمد مهيد 22 عاماً بتهمة التعامل مع التحالف.
ويستعد التنظيم لخوض حرب شوارع في مدينة الطبقة، فقد قال الناصر:"فرض التنظيم على أصحاب المحال التجارية في سوق المدينة وضع أكياس رمل أمام محلاتهم لاستخدامها متاريس".
ويلاحظ أهالي الطبقة حالة الخوف والقلق التي يعيشها التنظيم، فالإرتباك والتخبط سمة واضحة، ويؤكد ناشطون "أنه في الوقت الذي يطمئن فيه التنظيم الأهالي يسير عناصره بكامل عتادهم في الشوارع والمساجد والأسواق خائفين من خلايا نائمة أو عمليات إنزال جوي".
ويلجأ التنظيم لعمليات الإعدام إثباتاً لوجوده، ولإخافة الشارع من أية محاولة للتمرد أو التعاون مع عدوه فقد اطلق التنظيم حكم الإعدام في مدينة الطبقة بحق عمار علي الإبراهيم بتهمة التعامل مع قوات سوريا الديمقراطية.
وعمد التنظيم في مدينة الطبقة لاستضافة وجهاء من عشائر المدينة ليثبت أن الحياة تسير بوتيرة طبيعية، وأن التنظيم يحظى بشعبية، يقول مهاب الناصر:"طلب من وجهاء العشائر عرض المظالم لإيصالها للخليفة" فالهدف إظهار العلاقة الجيدة بين الحاكم والرعية، ولتجميل المشهد صور التنظيم الوجهاء وهم يبايعون الخليفة، يقول الناصر: "بعد الاجتماع أجبروا الحاضرين على مبايعة الخليفة، وتصوير المشهد" وقد نشر التنظيم بعد ذلك إصداراً حمل عنوان "وجهاء عشائر الرقة يجددون البيعة لأمير المؤمنين" يتابع الناصر:"تماماً كتلك البيعات المتتالية في نظام البعث" ويعتقد أن التنظيم يرغب بربط مصير الأهالي به.
ويستبعد مراقبون أن تقدم قوات سوريا الديمقراطية على حصار مدينة الطبقة نظراً لموقعها الجغرافي، يقول مهاب الناصر: "الطبقة مفتوحة على كل سورية ما عدا شمال النهر خلافاً للرقة" وبالتالي يتوقع أن يقتصر الهجوم على سد الفرات، وستكون عملية السيطرة مشابهة لتلك التي حدثت سابقاً في سد تشرين، يقول النقيب المنشق أبو عبدالله : "يتوقع استخدام القنابل الكهربائية لتجنيب السد أي دمار".
ويتوقع أن تكون المقاومة أشد شراسة نظراً لأهمية سد الفرات بالنسبة للتنظيم من جهة، وأهمية كل بقعة في محافظة الرقة من جهة ثانية.
اقرأ ايضا: