أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة
سحابة صيف ثقيلة، انقشعت أو تكاد، ليتكشف بعد زوالها مواضع العفن الذي تركته على رقعة الارض، وعلى عمائر المجتمعات وآثارهم، وإن بدا الأمر تشبيها سطحيا، إلا أنه ينبئ بما سيورده قابل الايام من قصص خلفها شبح الإرهاب.
ففى ظل انتزاع مدينة الرقة، معقل "داعش" فى سوريا، من أيدى التنظيم الإرهابى، بدأت أسرار العصابة الإرهابية فى التكشف سريعًا، بعد العثور على وثائق وملفات أعوان البغدادى، التى أظهرت خليطًا من التناقضات التى يعيشها الإرهابيون من الرجال والنساء، ما بين تدين ظاهر وفجور خفى، وفضائح جنسية وإباحية مفرطة.
كشفت مجلة "نيوزويك" الأمريكية الستار عن بعض محتويات أجهزة الكمبيوتر التى خلفها أفراد التنظيم بعد فرارهم من المدينة، التى أتاحت التعرف على تفاصيل حياتهم وسلوكهم المنفلت وتعاملاتهم الجنسية غريبة الأطوار. وفقا لصحيفة الـ"دستور" المصرية.
تشير المجلة عبر موقعها الإلكترونى "الديلى بيست" إلى أن الحاسبات التى تم العثور والتحفظ عليها توضح هوية الشخصيات التى كانت تمتلكها وعقلياتهم، كما أن أصحابها كانوا من النساء اللائى لا تختلف أفكارهن كثيرًا عن معتقدات الرجال، سواء من ناحية التدين المزيف أو الشهوة الجنسية العارمة.
وتوضح "المجلة" أن مجندات داعش والزوجات الأجنبيات لرجال التنظيم، اللائى كان يستهويهن البحث عن وصفات الأكلات وأفلام هوليوود ومشاهدة مباريات كرة القدم ومتابعة نجوم اللعبة المفضلين لديهن، ونجوم الفن، وآخر صيحات الأزياء- تحوّل فكرهن تمامًا إلى التكفير والجهاد المزعوم ولو بالجنس، أو ما يسمى "جهاد النكاح"، مشيرة إلى أن عقولهن تحولت إلى خلايا مريضة.
وحسب المجلة، فقد تبين من خلال فحص أحد أجهزة نساء داعش، أن صاحبته كانت امرأة بلجيكية تتحدث "الفلمنكية"، وهى من أصل مغربى، وتزوجت من داعشى، وهى واحدة من أكثر من 500 مواطن بلجيكى سافروا إلى سوريا والعراق للالتحاق بالتنظيم، وقُتل 100 منهم، واُعتقل الباقى من قبل قوات سوريا الديمقراطية فى مدينة عين العرب، وهم الآن فى انتظار مستقبل مجهول.
وتضيف المجلة أن هناك بلجيكيين آخرين محتجزون فى العراق منذ طرد التنظيم من الموصل وتلعفر، وعلى الرغم من أنه لم يحدد بعد ما قد يواجهونه من مصير، فإن السفير العراقي فى بلجيكا أعلن مؤخرًا أنه لن يتم تسليمهم، بل سيُحاكمون فى العراق ومن الممكن أن يحصلوا على أحكام بالإعدام.
وتقول "المجلة" إن البيانات التى حصلت عليها من الحاسب تعطى صورة صريحة عن عقلية المرأة البلجيكية التى كانت تمتلكه بما فى ذلك التناقضات ما بين التقوى والفجور، وهى صفات تجمع كل النساء الأخريات داخل التنظيم.
ويحوى حاسب المرأة البلجيكية أيضًا فيديوهات صُورت من أفغانستان ومواقع طالبان، وأخرى لحرب الولايات المتحدة هناك، الأمر الذى يدل على محاولتها استلهام حقدها على واشنطن من تلك المشاهد، وكذلك تثبيت معتقداتها وأفكارها التكفيرية، وتغذية روح الانتقام داخلها. وتوضح "المجلة" أن من أهم ما عُثر عليه داخل الجهاز، تحميل أكثر من "تيرابايت" من المواد الإباحية.
وتشير "المجلة" إلى أنه إلى جانب ذلك الكم الهائل من المواد الإباحية، عُثر فى نفس الجهاز على الكثير من المحاضرات الدينية التى تحض على التقوى والإيمان، يلقيها رجال الدين المرتبطون بتنظيمي داعش والقاعدة، وأبرزهم أنور العولقى وحسام عبدالرؤوف.
وتبين من فحص الجهاز أن المرأة البلجيكية كانت على تواصل دائم مع جهاديين أوروبيين فى بلادها، وكانت تتواصل معهم عبر موقعى "فيسبوك" و"تويتر".
وتقول إليزابيث بيرسون، الخبيرة فى جامعة كينجز كوليدج فى لندن: "نحن نعلم أنه لا يوجد سبب للافتراض بأن نساء داعش أقل التزامًا أيديولوجيًا من رجال التنظيم، وقد أظهر كلاهما معتقدات منحرفة على السواء".
وتشير "بيرسون" إلى سلوك المرأة الأوروبية المنضمة للتنظيم، الذى يظهر "كوكتيل" غريبًا وخطيرًا من الممارسات والسلوكيات المتأرجحة بين الالتزام الدينى والفسوق الجنسي.
المزيد من الأخبار
القوات الكردية تنسحب من خانقين على الحدود العراقية الإيرانية