أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة 

هكذا هو حال كل حي، يمرض ويتوعك ويصل الى حافة الهاوية، ثم يعود، وتبدأ تحديات العودة بالظهور تباعا، لكنها تنطوى على قصة ملحمية تستشرف قابل الأيام بكل عزم وإصرار.

وقد استعادت الشابة المغربية "إسلام ميطاط" 20 سنة، التي عاشت تجربة مريرة في صفوف تنظيم داعش حياتها الطبيعية أخيرا، حيث تستقر حاليا بمدينة وجدة، وفقا لما أوردته صحيفة "دايلي ميل" البريطانية.

اسلام ميطاط، التي كانت تدرس الفيزياء وتحب الموضة قبل أن تهجر قسرا إلى ساحة الحرب والقتال بمعاقل داعش، تستقر حاليا بمدينة وجدة رفقة ابنيها، عبد الله ومرية.

ورغم أن قصتها انتهت الا أن تفاصيلها لازالت موشومة في ذاكرتها، كما تؤكد ذلك في حديث للصحيفة البريطانية: "لا أستطيع الاسترخاء. ما زلت أقاتل. أحس بشيء غريب عندما أريد الذهاب الى أي مكان أريد".

الحيلة التي نسجها زوجها للإيقاع بها وتهجيرها قسرا من تركيا إلى سوريا، حيث أصبح هناك مقاتلا ثم اتخذ لها مسكنا برفقة المراهقات البريطانيات الهاربات من أجل الزواج بعناصر داعش، جعلها تفقد الثقة في الجميع، حيث قالت : "لم أعد أستطيع أن أصدق أحدا. بالخصوص الرجال. فالمشكل يقع دائما مع الرجال".

تقول اسلام ان ما يهمها الآن هو الحصول على الجنسية البريطانية لابنها عبد الله والانتقال إلى المملكة المتحدة، حيث قالت : "اريد فقط التحرك. لدي قوة 10 رجال الآن.. أنا أفعل كل شيئ من أجل أطفالي".

إقرأ: إسلام ميطاط عروس داعش تروي جحيمهم

ترغب اسلام ميطاط بمغادرة مدينة وجدة والانتقال إلى المملكة المتحدة لأنها تخشى أن ينظر إلى أطفالها على أنهم "أشبال الخلافة" في اشارة ضمنية لوالدهم الذي يحمل الجنسية البريطانية والذي قتل في أحضان داعش، دون أن تخفي أن أبناءها لازالو يعيشون على ايقاع الكوابيس والأزمات النفسية.

وتعود تفاصيل هذه  الشابة المغربية الى سنوات خلت عندما تزوجت من رجل يحمل الجنسية البريطانية يدعى أحمد لمدة ثلاثة اشهر بعدها تغيرت خطة عيشهما، حيث أخبرها زوجها البريطاني "أحمد" بمفاجأة حضرها لها على حد قوله، أخبر زوجته أنه حصل على فرصة عمل جديدة في تركيا، لهذا يجب عليهما الانتقال الى تركيا، حيث يمكن لزوجته الانتظار من أجل الحصول على الوثائق التي تسمح لها بالعيش في المملكة المتحدة.

وبدلا من الذهاب إلى بريطانيا كما وعدها زوجها، أخذها قسرا من تركيا إلى سوريا، هناك أصبح مقاتلا ثم اتخذ لها مسكنا برفقة المراهقات البريطانيات الهاربات من أجل الزواج بعناصر داعش.

وبعد الفرار من مدينة الرقة المحاصرة، تعايشت "ميطاط" مع الحياة التي تعيشها الطالبات المسلمات البريطانيات اللواتي هجرن منازلهن للزواج من أجل الالتحاق بمقاتلي داعش ورعاية أطفالهن، حيث وصفت المنطقة بـ "بريطانيا الصغيرة".

إقرأ أيضا:  لأول مرة منذ 26 عاما.. قاذفات "بي 52" النووية تنتظر الأوامر