أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة
قبل عام ونيّف كانت الحسيمة كلما ذكرت، تعود بخواطر الناس الى مجد خطّه ثوارها مطلع القرن العشرين، هذه المدينة الساحلية تقع في منتصف الشريط الساحلي المتوسطي المغربي، هي من أهم حواضر منطقة الريف الكبرى وهي العاصمة الإدارية لإقليم الحسيمة، وكانت إحدى أهم المراكز العسكرية الحاسمة في تطورات حرب الريف، حيث كانت عاصمة لجمهورية الريف "1921-1926" التي تلت انتصار المقاومة الريفية، بقيادة محمد بن عبدالكريم الخطابي على المستعمر الإسباني..
أما الآن فهي مدينة سرت أخبارها في الآفاق بعدما شهدت "جريمة" كما يصر بعض الأهالي على تسميتها، لتلخص عذابات واحدة من طبقات الشعب المغربي وكفاحه من أجل حياة كريمة.
وتشهد الساحة المغربية تحركا يقوده عاهل البلاد على خلفية ما عرف اعتبارا من العام الفائت بأزمة الحسيمة، التي فجرتها قضية مقتل شاب ثلاثيني داخل شاحنة لجمع القمامة.. ما أثار غضب الشارع المغربي تبعه سيل من الإنتقادات للحكومة.. فما الذي حصل في الحسيمة وكيف تضخمت كرة النار هذه..
في هذا الموضوع نقف عند المحطات والمراحل التي شكلت ما يعرف بأزمة الحسيمة منذ اللحظة الأولى لوقوع الحادث الأليم وصولا الى آخر المراسيم والقرارات التي وقعها الملك محمد السادس والمتعلقة بهذا الشأن الساخن.
1- مقتل بائع سمك
اشتعلت الأحداث في الحسيمة عقب مقتل بائع السمك محسن فكري، البالغ من العمر 30 عامًا، داخل شاحنة نفايات عندما كان يحاول إنقاذ بضاعته من المصادرة من جانب السلطات المحلية.
وخرجت عقب مقتل "فكري" مظاهرات كبيرة جدًا اعتراضًا على التعامل الأمني مع المواطنين وسوء أحوال المعيشة في منطقة الحسيمة وذلك في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.
وأوضحت السلطات المحلية لإقليم الحسيمة، في بيان لها، أن هذه الشاحنة كانت بصدد إتلاف كمية من الأسماك الممنوعة الصيد تم حجزها من قبل المصالح الأمنية بأمر من النيابة العامة المختصة.
في الوقت الذي نفى بلاغ صادر عن المديرية العامة للأمن الوطني الأخبار التي تحدثت عن طلب رجال الشرطة لرشوة من محسن فكري لصرف النظر عن سلعته، وأن مسؤولا أمنيا هو من أعطى تعليماته لسائق الشاحنة بتشغيل آلية الضغط على النفايات لقتل الشاب الثلاثيني.
2- تجدد الأحداث وإقالة والي المدينة
تجددت مظاهرات منطقة الحسيمة هذا العام عقب قيام متظاهرين في مارس/آذار الماضي، بمهاجمة مقر لسكن الشرطة بالحجارة في أمزورين في إقليم الحسيمة وأضرمت النار في محيطه، بحسب وكالة الأنباء الرسمية.
وتم احراق أربع سيارات وحافلة لقوات الأمن وكذلك سيارة خاصة، ما أدى إلى أضرار مادية في مقر السكن أيضا، وفقا للمصدر، وتدخلت قوات الامن لإعادة النظام، حسب المصادر نفسها، وتم فتح تحقيق.
وأدى تزايد وتيرة الأحداث بوزير الداخلية المغربي محمد حصاد إلى الحاق محمد الزهر عامل الإقليم بالمصالح المركزية لوزارة الداخلية، وتكليف الوالي المفتش العام للوزارة السيد محمد فوزي بالإشراف على تسيير شؤون عمالة الإقليم في انتظار تعيين عامل جديد من طرف الملك محمد السادس في المجلس الوزاري.
3- مظاهرات في مايو/أيار الماضي تندد بفساد الحكومة
تظاهر بعض المئات من المواطنين في مدينة الحسيمة، في مايو/ أيار الماضي، مرة أخرى بسبب عدم تحسن الأوضاع المالية والمعيشية لهم.
وهتف المتظاهرون بهتافات "حكومة فاسدة.. الكرامة" و"نحن جميعًا الزفزافي زعيم الاحتجاجات وشخص مطلوب من قبل السلطات".
4- لجنة حول إقامة المشروعات بالمدينة
أعلن رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، في 30 من يونيو/حزيران الماضي، أنه تقرر إحداث لجنة على مستوى رئاسة الحكومة ستضطلع بجرد كامل للاتفاقيات والمشاريع التي وقعت أمام الملك محمد السادس أو اعتمدت من قبل مجلس الحكومة، سواء تعلق الأمر بالحسيمة أو بمختلف مناطق المملكة.
5- عفو ملكي عن المعتقلين في الحسيمة.. وانتقاد للمسؤولين
أصدر الملك المغربي، محمد السادس في 29 من يوليو/حزيران الماضي، أمرًا ملكيًا بالعفو عن المعتقلين الذين لم يرتكبوا جرائم أو أفعالا جسيمة في الأحداث التي عرفتها منطقة الحسيمة؛ وذلك اعتبارا لظروفهم العائلية والإنسانية، بمناسبة عيد العرش المغربي.
وانتقد العاهل المغربي الملك محمد السادس، في خطابه بمناسبة عيد العرش، اللجوء إلى الحلول الأمنية لإدارة البلاد والتعامل مع الاحتجاجات، بينها "حراك الريف" المتواصل منذ 9 أشهر.
وقال إنه "غير مقتنع بالطريقة التي تمارس بها السياسة، ولا يثق في عدد من السياسيين"، متعهدا في الوقت ذاته بتطبيق مبدأ المحاسبة على "كل المسؤولين بدون استثناء أو تمييز، وبكل مناطق المملكة".
وأوضح العاهل المغربي أنه "أمام الفراغ المؤسف والخطير، وجدت القوات العمومية نفسها وجها لوجه مع السكان، فتحملت مسؤوليتها بكل شجاعة وصبر، وضبط للنفس، والتزام بالقانون في الحفاظ على الأمن والاستقرار"، مضيفا أنه يقصد الحسيمة، "رغم أن ما وقع يمكن أن ينطبق على أي منطقة أخرى".
المزيد من الأخبار