أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (وكالات)
إنتشر خبر سماح المملكة العربية السعودية بفتح دور سينما اعتبارا من مطلع 2018، عبر تراخيص من وزارة الثقافة والإعلام، كالنار في الهشيم، خصوصا على مواقع التواصل الإجتماعي.
لكن العديد بيننا لا يعلمون انه قبل حوالى نصف قرن لم يكن السؤال مطروحًا، ولا السجال بشأنه متداولًا، فقد كانت دور السينما في شوارع الرياض الرئيسية، مثلها في ذلك مثل القاهرة وبيروت، وغيرها من العواصم العربية.
إقرأ أيضا: السعودية ستسمح بفتح دور سينما اعتبارا من مطلع 2018
وحتى سبعينيات القرن الماضي، ظلت السينما حالة اعتيادية داخل المملكة، يدعمها بعض رجال الأعمال، ويغلب على كثير منها الطابع التسجيلي.
أما الجمهور فكان يقبل على مشاهدتها باهتمام في "الأحواش" المخصصة لعرض الأفلام، وأغلبها كانت بالأندية الرياضية.
بينما تنوعت معروضات الشاشات الكبيرة، حينئذ، بين الأفلام التوثيقية التقليدية، إضافة إلى الأفلام المصرية، وأفلام "الأكشن" الآسيوية، ولم يكن أغلبها على مستوى التنافس العالمي، وفقًا لآراء أغلب النقاد الفنيين.
تاريخ السينما في المملكة
يعتبر الموظفون الغربيون بشركة كاليفورنيا العربية للزيت القياسي (التي تحول اسمها إلى أرامكو فيما بعد)، هم أول من أدخل دور العرض السينمائية إلى السعودية، حيث نصبوا الشاشات الكبيرة في مجمعاتهم السكنية، خلال فترة الثلاثينيات الميلادية، لمتابعة الأفلام الأمريكية والأوروبية.
ومن داخل المجمعات السكنية للموظفين الأجانب، انتشرت دور السينما إلى 4 مدن سعودية، هي الرياض وجدة والطائف وأبها، حتى وصل عدد دور العرض في جدة وحدها إلى 30 دارًا.
كما اقتصر جمهور "سينما الأحواش" على الرجال فقط في البداية، ثم دخلت "العوائل" كجمهور أساسي في مقاعدها الخلفية، في مراحل لاحقة.
هذه الحالة "غير النظامية" أثّرت بشكل رئيسي على تطور النظرة للفن السابع كـ"صناعة" داخل المملكة، فلم يكن الأمر مطروحًا إلا على سبيل الترفيه، ولم تنتظم العروض في شكل حفلات ثابتة، بخلاف ما جرى في القاهرة وبيروت.
إقرأ أيضا: السعودية تطالب الإدارة الأمريكية بمراجعة قرارها بشأن القدس
الإنتاج السينمائي السعودي
ورغم ذلك فإن بدايات "توطين الإنتاج السينمائي" شقّت طريقها منذ بداية خمسينيات القرن الماضي وحتى نهاية السبعينيات، فظهر أول فيلم محلي عام 1950 و حمل عنوان "الذباب"، من بطولة حسن الغانم، الذي سجل التاريخ اسمه باعتباره أول ممثل سينمائي سعودي.
وفي منتصف الستينيات الميلادية قام التلفزيون السعودي بإنتاج أفلام تلفزيونية، لكن البداية الحقيقية للإنتاج السينمائي السعودي كانت عام 1966 حيث انتج فيلم تأنيب الضمير، و في عام 1975 قام المخرج السعودي عبدالله المحيسن بإخراج فيلم عن ( تطوير مدينة الرياض) وشارك به في مهرجان الأفلام التسجيلية في القاهرة عام 1976 قبل ان يقدم من جديد عام 1977 فيلما سينمائيا أكثر أهمية وحضورا وحسا فنيا وهو الفيلم الوثائقي (اغتيال مدينة) في عرض درامي حول الحرب الأهلية اللبنانية، ومدى الضرر الذي ألحقته هذه الحرب بمدينة بيروت الجميلة، وحاز حينها على جائزة (نفرتيتي) لأفضل فيلم قصير، كما كان الفيلم قد عرض في مهرجان القاهرة السينمائي عام 1977.
كيف اختفت الثقافة السينمائية من السعودية؟
خلال فترة بداية الثمانينات الميلادية و بعد شهرين من أحداث إحتلال الحرم المكي في نوفمبر من عام 1979، قامت الحكومة السعودية بإغلاق دور العرض السينمائية المتاحة للمواطنين السعوديين في محاولة منها لإحتواء غضب التيار الإسلامي السعودي بعد أحداث إحتلال الحرم المكي.
أفلام بلا سينما
شهدت جدة أول مهرجان سينمائي محلي بالمملكة عام 2006 حمل مسمى "مهرجان جدة للأفلام"، بإشراف المخرج ممدوح سالم، وسجله المراقبون كأبرز حدث ثقافي على الساحة العربية.
كما استضافت جدة، في عام 2010، مهرجان الأفلام الآسيوية بمشاركة 28 فيلمًا روائيًّا طويلًا، وتسجيليًّا قصيرًا، ووثائقيًّا متوسط الطول من 13 دولة.
السينما قادمة مطلع االـ2018
حدد مجلس إدارة الهيئة العامة للمرئي والمسموع، برئاسة وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد العواد، الإثنين (11 ديسمبر 2017)، شروط إصدار تراخيص للراغبين في فتح دور للعرض السينمائي بالمملكة.
وقالت وزارة الثقافة والإعلام، في بيان صحفي لها، إن "الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع ستبدأ في إعداد خطوات الإجراءات التنفيذية اللازمة لافتتاح دور السينما في المملكة بصفتها الجهة المنظمة للقطاع".
واشترطت الوزارة خضوع محتوى العروض للرقابة وفق معايير السياسة الإعلامية للمملكة، وتوافق تلك العروض مع القيم والثوابت المرعية، بما يتضمن تقديم محتوى مثرٍ وهادف لا يتعارض مع الأحكام الشرعية ولا يخل بالاعتبارات الأخلاقية في المملكة، بحسب الوزارة.
وتعهدت الوزارة بالسعي للارتقاء بالعمل الثقافي والإعلامي، في إطار دعمها للأنشطة والفعاليات، معربة عن أملها في أن تسهم هذه الخطوة في تحفيز النمو والتنوّع الاقتصادي عبر تطوير اقتصاد القطاع الثقافي والإعلامي ككل، وتوفير فرص وظيفية في مجالات جديدة للسعوديين وإمكانية تعليمهم وتدريبهم من أجل اكتساب مهارات جديدة.
للمزيد: