أخبار الآن | اللاذقية – سوريا (عبد السلام حاج بكري)
"لا تسأل بصوت عالي، الكل خايف وساكت، بلا هالسؤال بيفرموك" هذا ما قاله المحامي السبعيني "سليمان. ح" وهو من سكان اللاذقية الموالين للنظام ردا على سؤال الناشط الإعلامي محمد الساحلي عن حقيقية مرض الأسد أو تعرضه لمحاولة اغتيال.
ما قاله المحامي يعكس حقيقة ما تعيشه حاضنة النظام الشعبية من خوف يصل حد الهلع من أن تكون الأنباء عن حالة الأسد الصحية حقيقية، فقد أشار الساحلي في حديث مع "أخبار الآن" إلى أن الموالين يتجنبون الحديث في الأمر، "يمارسون حياتهم بشكل طبيعي، لكن الصمت هو الجديد عليها".
صمت وهلع
وامتنعت شبكات إعلام النظام العاملة في الساحل السوري عن إيراد نبأ مرض الرئيس، رغم تداوله بكثافة في وسائل الإعلام لاسيما اللبنانية والإيرانية والروسية، وبادرت إلى تكذيبها بحذر عقب ظهور الرئيس، وكأن القائمين عليها لم يقتنعوا بمصداقية الظهور.
ولم تنفع إطلالة الأسد التلفزيونية خلال ما قيل إنه لقاء مع عدد من الفعاليات الصناعية بدمشق بتهدئة الخوف المكبوت في النفوس أو إزالة الوجوم والترقب عن الوجوه.
هذا ما أكدته مدرّسة الرياضيات في إحدى ثانويات القرداحة، حيث قالت في اتصال هاتفي مع "أخبار الآن": "ما عم نسترجي نفكر بالموضوع، يا ويلنا إذا صرلو شي الدكتور، أبوه مات وسلمو الو بس هو لمين بدو يسلم الرئاسة".
ويعود خوف المولين للأسد إلى سببين: أولهما أن بشار لم يجهز بديلا له، والثاني وهو ما يضاعف حالة الهلع ويتمثل في الخشية من اجتياح المعارضة المسلحة لمناطق تواجدهم في الساحل وارتكاب المجازر بحقهم.
تضيف مدرّسة الرياضيات "الله يسامحو لو جهّز أخو ماهر كنا اطمنّا شوي، ليكن المسلحين براس الجبل وعلى طرف الغاب بنص ساعة بصيروا بقلب القرداحة".
وتقصد المدرّسة بذلك الإشارة إلى وجود فصائل المعارضة في ريف اللاذقية في مواقع لا تبعد أكثر من 35 كيلو مترا عن اللاذقية وجبلة والقرداحة، وكذلك تواجد فصائل أخرى في سهل الغاب قريبا من مدخل الساحل عبر قرية "بيت ياشوط" من جهة الشرق.
لم يلحظ محمد الساحلي أي نشاط غريب للموالين حيث أكد أن حركة الموانئ ومطار حميميم طبيعية، وكذلك الدوام في المؤسسات الرسمية والمدارس والجامعات.
ونفى الأنباء التي أوردتها بعض وسائل الإعلام المعارضة عن تجمعات للموالين في مدن جبلة والقرداحة ورفع البعض لصور شقيق الرئيس ماهر الأسد ودعوتهم لتوليته رئيسا عوضا عن بشار، وقال إن شيئا من ذلك لم يحدث "وقد توجهت للمدينتين لثلاثة أيام متوالية، لم يحدث أي تجمع".
ولم يظهر رئيس النظام بشار الأسد على وسائل الإعلام منذ 21 من الشهر الماضي، الأمر الذي دفع وسائل الإعلام لنشر الأنباء عن اعتلال صحته والتي صدرت من إحدى الصحف الروسية أولا، ولم ينجح بيان صدر عن القصر الجمهوري في 27 من الشهر الماضي يشير إلى أن الرئيس يمارس عمله بشكل طبيعي في وقف الأنباء عن تدهور صحته وتلقيه العلاج في مشفى الجامعة الأمريكية ببيروت.
اقرا ايضا: