أخبار الآن | الولايات المتحدة الأمريكية – (وكالات)
ثلاثة خيارات عرضها المستشارون العسكريون على الرئيس الامريكي دونالد ترامب ردا على الهجوم الكيماوي الذي شنه بشار الاسد على المدنيين في مدينة خان شيخون السورية ..
الخيارات الثلاثة سرعان ما تقلّصت إلى اثنين وهما إما قصف قواعد جوية عديدة أو قاعدة الشُّعَيْرات القريبة من مدينة حمص، حيث انطلقت الطائرة العسكرية التابعة لنظام الاسد لتنفيذ الهجوم بالغاز السام ..
إختيار الرئيس الامريكي اعتمد بحسب مسؤول امريكي على التقليل لأدنى حد الخسائر البشرية الروسية والسورية ..
إضافة الى ان اختيار مطار الشعيرات سيوجد أوضح رابط بين استخدام الأسد لغاز الأعصاب والضربة الانتقامية ..
كبار مسؤولي الإدارة قالوا إنهم التقوا بترامب مساء الثلاثاء وقدموا خيارات منها عقوبات وضغوط دبلوماسية وخطط لمجموعة متنوعة من الضربات العسكرية على سوريا، وجميعها كانت معدّة قبل أن يتولّى السلطة.
وبحسب الصحيفة، فإنّ "صوراً بشعة" لهجوم كيميائي وقع في سوريا هذا الأسبوع، أثرّت بترامب، دافعة الرئيس الأميركي، الذي روّج لشعار "أميركا أوّلاً" وعدم التدخّل، إلى تفويض إطلاق 59 صاروخاً من طراز "توماهوك" على أهداف لنظام الاسد مساء الخميس.
تفاصيل القرار الأميركي بضرب مطار الشعيرات
نقلت وكالة رويترز أنّه عصر الخميس، وقبل ساعات من إطلاق صواريخ توماهوك الأميركية على مطار الشُّعَيْرات السوري ريف حمص، عرض المستشارون العسكريون للرئيس الأميركي دونالد ترامب ثلاثة خيارات لـ"معاقبة الرئيس السوري بشار الأسد على هجوم بغاز سام أو بحياة مدنيين"، وذلك خلال اجتماع عُقد في غرفة آمنة في منتجع مار – إيه – لاجو.
وكان الرئيس الأميركي في منتجعه في فلوريدا لعقد أول قمة له مع نظيره الصيني شي جين بينغ، لكن مسؤولاً قال لرويترز بأنّ القمة نُحِّيَت جانباً لإفادة بالغة السرية من مستشار الأمن القومي ماكماستر ووزير الدفاع جيم ماتيس.
وقال هذا المسؤول إنّ ماكماستر وماتيس عرضا على ترامب ثلاثة خيارات سرعان ما تقلّصت إلى اثنين: قصف قواعد جوية عديدة أو قاعدة الشُّعَيْرات القريبة من مدينة حمص، حيث انطلقت الطائرة العسكرية التي تدعي واشنطن أنها نفذت الهجوم بالغاز السام.
وأضاف المسؤول الأميركي أنّ ترامب اختبار بعد السماع إلى نقاش بأنّ من الأفضل التقليل لأدنى حد الخسائر البشرية الروسية والسورية، وأمر بإطلاق سلسلة من صواريخ كروز على قاعدة الشُّعَيْرات العسكرية. وتابع أنّ ماتيس وماكماستر قالا إن اختيار ذلك الهدف سيوجد أوضح رابط بين استخدام الأسد لغاز الأعصاب والضربة الانتقامية.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ أماكن إقامة المستشارين الروس والطيارين السوريين وبعض العمال المدنيين توجد في محيط القاعدة، وهو ما يعني أنه يمكن تدميرها من دون المجازفة بسقوط مئات الضحايا، خاصة إذا وقع الهجوم في غير ساعات العمل الطبيعية للقاعدة.
وقال مسؤول آخر مطّلع على المناقشات للوكالة إنّ الإدارة الأميركية لديها خطط طوارئ لضربات إضافية محتملة مع حلول ليل الجمعة اعتماداً على كيفية رد الأسد على الهجوم الأميركي.
وأضاف هذا المسؤول "الرئيس من يحدد ما إذا كان ذلك (الضربات الجوية) انتهى. لدينا خيارات إضافية جاهزة للتنفيذ".
خيار "قطع الرأس"
وقال ثلاثة مسؤولين شاركوا في المناقشات لرويترز إنّ ترامب اعتمد في مواجهة أوّل أزمة له في مجال السياسة الخارجية إلى حد بعيد على ضباط عسكريين متمرّسين: ماتيس، الجنرال السابق في مشاة البحرية الأميركية، وماكماستر، وهو لفتنانت جنرال في الجيش الأميركي، وليس على المسؤولين السياسيين الذين هيمنوا على قراراته السياسية في الأسابيع الأولى لرئاسته.
وقال مسؤولان كبيران شاركا في هذه الاجتماعات إنه فور ورود أنباء عن الهجوم بالغاز يوم الثلاثاء طلب ترامب قائمة خبارات لـ "معاقبة الأسد".
وقال كبار مسؤولي الإدارة إنهم التقوا بترامب مساء الثلاثاء وقدموا خيارات منها عقوبات وضغوط دبلوماسية وخطط لمجموعة متنوعة من الضربات العسكرية على سوريا، وجميعها كانت معدّة قبل أن يتولّى السلطة.
وقال أحد المسؤولي إنّ أكثر الخبارات قوة يُسمّى بضربة "قطع الرأس" على قصر الأسد الرئاسي الذي يقبع منفرداً على قمة إلى الغرب من وسط دمشق".
وذكر مسؤول أنّ ترامب كان لديه كثير من الأسئلة وقال إنه أراد أن يفكر بشأنها، لكنه كان لديه أيضاً بعض الملاحظات وأراد تنقية الخيارات.
وفي صباح الأربعاء، قال مسؤولو المخبارات ومستشارو ترامب العسكرية إنهم تأكدوا من أن القاعدة الجوية السورية استُخدمت لشنّ الهجوم الكيميائي وإنهم رصدوا طائرة سوخوي – 22 المقاتلة التي نفّذته، بحسب رويترز.
"سترَوْن"!
وعصر الأربعاء، ظهر ترامب في حديقة الورود بالبيت الأبيض، وقال إن الهجوم "الذي يتعذّر وصفه، ضد "الأطفال الرّضّع" غيّر موقفه من الأسد.
وحين سُئل عمّا إذا كان بصدد صياغة سياسة جديدة سوريا فردّ بالقول "سترَوْن"!
وعند الساعة 3:45 عصر الثلاثاء بالتوقيت المحلّي، دعا الجنرال جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، إلى اجتماع طارئ لقادة أفرع القوّات المسلّحة في البنتاغون لوضع اللمسات الأخيرة على خطة الضربات العسكرية.
وقال البيت الأبيض إنّ ترامب وقّع بعد قليل من ذلك على أمرٍ بشنّ الهجمات الصاروخية.
الواشنطن بوست: الصور فعلت فعلها في قرار ترامب
قالت صحيفة الواشنطن بوست الأميركية إنه وبعد أن بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتلقّي الملخّصات من الاستخبارات في كانون الأوّل/ يناير الماضي، طلب فريق الرئيس الآتي: "الرئيس كان متعلّماً سمعيّاً وبصريّاً، هل من الممكن أن يشمل الملخّصص عدداً أقلّ من الكلمات، وأن يتم استخدام بدلاً من ذلك التصميمات الغرافيكية والصور بشكل أكبر"؟
بالإضافة إلى ذلك، قام فريق الرئيس ترامب بعد دخول الأخير إلى مكتبه في البيت الأبيض، بتحويل خطط الطوارئ الذي كان قد أعدّها فريق الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما إلى مواد أكثر وضوحاً، حيث تمّت إضافة الصور، بحسب ما قاله مسؤولون أميركيون مطلّعون للصحيفة الأميركية.
وبحسب الصحيفة، فإنّ "صوراً بشعة" لهجوم كيميائي وقع في سوريا هذا الأسبوع، أثرّت بترامب، دافعة الرئيس الأميركي، الذي روّج لشعار "أميركا أوّلاً" وعدم التدخّل، إلى تفويض إطلاق 59 صاروخاً من طراز "توماهوك" على أهداف سوريّة مساء الخميس.
المسؤولون الكبار في الإدارة الأميركية وأضعاء الكونغرس الذين تحدثوا مع ترامب قالوا إنّ الرئيس الأميركي تأثر بشكل خاص بصورتين، الأولى لأطفال صغار خلال محاولات لتطهيرهم من غاز الأعصاب، والثانية لأبٍ مفجوعٍ يحمل طفلَيْه، في قماط أبيض، وقد توفّوا إثر تسمّمهم.
وقال أحد مستشاري ترامب أنّه بعد مشاهدة الرئيس الأميركي للأحداث في سوريا خلال النهار وحتى وقت متأخرٍ من الليل، بدأ يتحدث إلى كبار الموظفين عن اللقطات الفظيعة والرهيبة في سوريا.
إقرأ أيضاً
مجلس التعاون يرحب بالضربة الصاروخية ضد الأسد في سوريا