أخبار الآن | المغاربية الآن – خاص
عندما كان مرشحو انتخابات 4 مايو/أيار التشريعية في الجزائر ينشطون حملتهم الانتخابية ويتنقلون بين الولايات ويخطبون ود المواطنين فيها و يستعدون لليوم الموعود، كان هناك شباب في الجزائر العميقة يستعدون ويحضرون مفاجأة من العيار الثقيل.
مفاجأة ذهبت بجهد المرشحين أدراج الرياح، ووضعت السلطات الجزائرية في ورطة حقيقية. فالشاب " شمس الدين العمراني " صاحب قناة "Dzjoker Chemsou" على اليوتيوب، نشر فيديو بودكاست مدته لا تتجاوز 4 دقائق ونصف، دمر خلالها حملة انتخابية دامت قرابة الأربعة اشهر "مع احتساب انطلاقها قبل موعدها وفق متابعين"، وتحت عنوان "ما نصوطيش" وهي على وزن "ما نفوطيش" التي تعني: "لن أنتخب" شرح شمسو كل محن المواطن الجزائري، وتنقل بكلمات بليغة من فئة إلى فئة تناول ماساة ومعاناة كل واحدة فيها.
وبكلمات مستنبطة من قلب الواقع لقي الشاب تأييدا منقطع النظير، فيما بلغ تداول هاشتاغ #مانصوطيش أرقاما قياسية من التداول والانتشار على الفايسبوك وتويتر على حد سواء، بينما تجاوز عدد مشاهدات الفيديو عبر قناته على اليوتيوب الملوينين خلال 48 ساعة فقط.
في المقابل باتت كلمة ما نصوطيش ردا من نوع "السهل الممتنع" على كل دعوة للإنتخاب، وحجرة سد بها الجزائريون المقاطعون للإنتخابات فم كل مرشح داعي لها.
أنس تينا "رسالة" للبرلمانيين
وسبق "شمسو جوكير" شاب آخر جزائري يسمى أنس تينا، رمى هو الآخر حجر عثرة بطريق المرشحين، إذ نشر أنس فيديو ظهر فيه برفقة مجموعة شباب آخرين جزائريين، مثلوا ما يشبه "مسرحية من الواقع الجزائري" بطريقة مبدعة تناولت بطابع هزلي ساخر كل ما يعتقده غالبية الجزائريين " ممارسات سيئة من قبل السلطة والموالين لها "، وركز أنس على نواب البرلمان الذين وصفهم بأبشع الأوصاف على الإطلاق وفتح عليهم النار بطريقة غير مسبوقة، إلا أن غالبية ردود الفعل الشعبية في الجزائر كانت داعمة ومؤيدة بل مهللة بما جاء في الفيديو، الذي تم اقتباس فكرته وأجوائه من فيلم " الرسالة " لكن بطابع هزلي وجزائري خالص.
العملان لقيا نجاحا وانتشارا منقطع النظير، وتداولهما الجزائريون من مختلف الشرائع والقطاعات والولايات بل وحتى خارج الجزائر، وذلك في وقت قياسي، ما أربك السلطات بشكل واضح، ارتباك ظهر في ردود فعل رسمية لم تكن متوقعة، فوزير الشؤون الدينية والأوقاف انتفض ضد العملين الفنيين للشابين شمسو وأنس، وعقد ندوة صحافية للتعبير عن رفض المواقف الداعية لمقاطعة الانتخابات، واتهم الشاب أنس بالاستهزاء بالرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة . متهما إياهما بزرع الشك واليأس في نفوس الناس .
تصريحات الوزير يبدو أنها كانت غلطة، إذ "استفزت" مغني الراب الجزائري لطفي دوبل كانون صاحب الشعبية الكبيرة في الجزائر، الذي رد بلهجة جد حادة ودعا وزير الشؤون الدينية لرفع يده عن الشابين والاهتمام بقطاعه، داعيا إياه إلى التحلي " بالرجولة والشجاعة "، كلمات جرئية ينتظر أن يرد عليها الوزير، في إنتظار الجديد تظل كل المؤشرات في الجزائر تدل على أن الانتخابات هذه المرة ستكون مختلفة، فيما يتوقع مراقبون أن يكون الاقبال على صناديق الإقتراع ضعيفا وقد يبلغ أضعف مستوياته على الإطلاق.
المزيد من الأخبار