أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة (تحليل)
عندما قتل حذيفة البدري، إبن أبو بكر البغدادي في بداية شهر يوليو، كان داعش سريعًا جدًا ومستعدًا جدًا للإعلان وحتى الاحتفال بالخبر. بعض المراقبين يعتقدون بأن التنظيم الإرهابي كان يحاول رفع الروح المعنوية بين صفوفه باستخدامه هذه القصة. ولكن هل هذه هي القصة كاملة؟ إليكم تحليلنا:
بعد فترة وجيزة من انتشار خبر قتل حديفة البدري، انتشرت التكهنات بين الأوساط الجهادية بوجود تناقضات حول خبر وفاة حذيفة، أفادت بأنها حدثت في محطة توليد كهرباء في محافظة حمص. يعتقد العديد من الجهاديين أن داعش حاول تصوير حُذيفة على أنه شهيد، بينما من الممكن أن يكون قد قتل وهو مختبئ. لهذا السبب، من المنطقي أن يستخدم داعش هذه الحادثة لمحاولة استعادة معنويات مقاتليه المحطمة. بالرغم من أن حذيفة لم يمت وهو في ساحات القتال، بل مات وهو مختبئ، ولكن كان داعش مجبراً على إخفاء تلك التفاصيل عن طريق المبالغة في الأخبار.
مع استمرار داعش في التراجع و بالتجاه نحو المحو التام، أصبحت وسائل إعلامه أضعف وأقل كفاءة أكثر من أي وقت آخر. وفي الوقت الذي يبذل به داعش جهداً كبيراً غير عادي لتلميع قصة قتل حذيفة، لقد جذبت وسائل إعلام داعش الانتباه إلى هذا السؤال الأساسي: لماذا لم يقم داعش بتغطية موت قادته البارزين خلال الأشهر القليلة الماضية اعلاميا بنفس الطريقة التي غطى فيها موت حذيفة؟
من المهم جداً ملاحظة كيف أن داعش حاول وصف ظروف موت حذيفة كعملية “إنغماسية”. ولكن ما الهدف العسكري الذي حققته هذه العملية بمهاجمة محطة توليد كهرباء من المؤكد أن تكون محمية بقوة نارية طاغية؟ إنه أمر غير منطقي أبداً.
بالطبع، أحد التفسيرات المحتملة والمنطقية هو أن وسائل الإعلام في داعش احتاجت إلى تشتيت الانتباه عن الشائعات التي تقول بأن حذيفة كان مختبئاً في محطة توليد كهرباء وتم العثور عليه وقتله. وبهذا انضم حذيفة البدري إلى قافلة أعضاء داعش الذين قتلوا رغماً عنهم وعن غير قصد.
“قوافل الشهداء” فقط لأعضاء الطبقة الثانية
إن خطاب داعش حول الاستشهاد ليس سوى حيلة لإرسال الشباب إلى الموت المحتوم. مثل جميع المنظمات الإرهابية الأيديولوجية، فإن افراد القيادة العليا ليسوا في عجلة من أمرهم لكي يصبحوا شهداء. على العكس من ذلك، فإنهم يضحون بجميع الافراد الآخرين حتى تتمكن القيادة من البقاء على قيد الحياة. في ضوء ذلك، فإن مبالغة داعش بوفاة حذيفة هي أيضاً ستار من الدخان لحماية القادة الباقين. يريد داعش أن يبعد عنهم الأنظار حتى يتمكنوا من الاستمرار في الاختباء بينما يستكشفون طرق للهرب من ساحة المعركة لإنقاذ حياتهم بأي ثمن. في عالم الجهاديين، دائماً ما تكون قوافل القادة مختلفة عن قوافل المقاتلين العاديين.
اقرأ أيضا:
مثقفون: داعش فشل بتدمير ثقافة الموصل