أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة – (عبدالرازق الطيب)
بعد ان خسرت التنظيمات الإرهابية أهم معاقلها في ليبيا على مدار السنوات الماضية في كل ٍ من سرت وبنغازي ودرنة التي حُررت مؤخرا، اكدت مصادر حقوقية أن عددا من الأسر في درنة وسرت وبنغازي وكذلك طرابلس خسرت ابناءها بسبب تجنيدهم من خلال المساجد ، وأن بعض الاسر تـَمنع أطفالها من الذهاب إلى المسجد خوفا عليهم من عمليات التجنيد.
يبدو ان ظاهرة تجنيد التنظيمات المتشددة كداعش و القاعدة للأطفال والزج بهم في المعارك في إطراد مستمر، إما لتعويض الخسائر التي تلحق بصفوفهم مع ارتفاع وتيرة الحرب عليهم ، أو لاتخاذهم دروعاً بشرية لتحقيق أهداف هذه التنظيمات الإجرامية.
وتستغل التنظيمات المتطرفة الأطفال في الحروب من خلال غسل أدمغتهم وتدريبهم على القتال، وعلى أدوات وأساليب التجسس وإقحامهم في ميادين القتال، وصولاً لدفعهم إلى تنفيذ إعدامات بحق الأسرى، كما أظهرت الكثير من التسجيلات التي بثها داعش عبر دعايته الإعلامية. و لم يتوقف تمادي هذه الجماعات المتطرفة عند هذا الحد بل وصل الى استغلال المساجد لبث سمومهم وافكارهم المتطرفة لعقول الاطفال.
ففي ليبيا قال عدد من الخبراء إن التنظيمات الإرهابية التي طردت من بعض المدن الليبية وعلى رأسها تنظيم داعش الارهابي يجندون الأطفال من خلال المساجد.
قال أحمد حمزة،و هو مقرر لجنة حقوق الإنسان في ليبيا إن عشرات المساجد استغلت وما زالت تستغل حتى الآن في العديد من المناطق منها سرت وطرابلس وسبها وعين زارة.
كما أن معظم المساجد استغلت بشكل مباشر طيلة السنوات الماضية، فيما تستغل في الوقت الراهن بشكل غير مباشر من خلال الخلايا النائمة التي تسعى لتجنيد البسطاء وأصحاب الميول الدينية، حيث يتم استخدامهم في العمليات الانتحارية والتصفيات في مختلف أنحاء ليبيا.
وأضاف حمزة ان عمليات الاستقطاب تستهدف الفئات من 15 إلى 20سنة من الشباب، حيث يتم العمل على الحس الديني لدى هذه الشريحة.
من ناحيته، قال عبد المنعم الزايدي، رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان، إن التنظيمات الإرهابية سيطرت على بعض المدن طوال السنوات الماضية وتمكنت بالفعل من استخدام المساجد في تجنيد الأطفال.
وكشف أن مدينة أوباري التي تقع في أقصى الجنوب الليبي يوجد بها عشرات الأطفال ضمن معسكرات تنظيم القاعدة التي تسعى لإعادة تنظيم صفوفها مرة أخرى بعدما اضطرت إلى الهرب من درنة وسرت وبعض المناطق التي كانت تتواجد بها.
و اشار الزايدي الى ان هناك العشرات من الشباب وجدوا في معارك سرت، وفي صبراته، وفي الجنوب الليبي، وأن الخلايا النائمة في طرابلس ومعظم مناطق الجنوب تشكل خطورة كبرى خلال المستقبل خاصة أنهم يعدوهم للعمليات الانتحارية والانتقامية”.
وخسرت التنظيمات الإرهابية أهم معاقلها في ليبيا على مدار السنوات الماضية في كل من سرت وبني غازي ودرنة التي حررت مؤخرا، فيما تتبقى بعض المناطق في الوسط الليبي والجنوب الذي يقع خارج نطاق السيطرة الأمنية في الوقت الراهن.
وبحسب مصادر محلية فان العديد من الأسر في درنة وسرت وبني غازي وكذلك طرابلس خسرت ابناءها بسبب تجنيدهم من المساجد، وأن بعض العوائل تمنع أطفالها من الذهاب إلى المسجد خوفا عليهم من عمليات التجنيد.
اقرأ أيضا: سفير السعودية لدى أمريكا: تاريخ طهران بدعم الإرهاب معروف