أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (غرفة الأخبار)
لا تزال كلمة الجولاني الاخيرة موضع تقييم في الاوساط المتشددة في سوريا، فدعوات الجولاني لم تعد محط ثقة ولا سيما في ضوء ممارساته الاخيرة ولعلها محاولات تدمير ايديولوجية القاعدة نفسها.
الجولاني هو اكبر ضربة لقيادة القاعدة منذ وفاة اسامة بن لادن فى عام 2011، وربما قد قام بالضربة القاضية فعلياً. ليس هناك شك في أن الجولاني والظواهري يحتقران بعضهما بعضا، وهذا قد حول الوضع بينهما الآن إلى حرب علنية مفتوحة.
ولكن ما وراء الصراعات الشخصية بين الجولاني والظواهري و الإستماتة من أجل السلطة ، من الملاحظ أن الجولاني لا يسعى فقط إلى تقويض الظواهري والتخلص منه، بل إنه يهز أساس أيديولوجية القاعدة المتطرفة تماما.
اقرأ أيضا:
خطة الجولاني هي القضاء على العدو والصديق على حد سواء
انفصال النصرة عن القاعدة كان خدعة رخيصة
وابعد من المسائل التنظيمية والإدارية، فقد اتخذ الجولاني خطوة غير مسبوقة في إصدار السوابق القضائية، الأمر الذي يقوض الجوهر الفاسد والضال الذي انتهجته القاعدة منذ تأسيسها في أواخر الثمانينيات.
وهذا في الواقع هو السبب الحقيقي لغضب الظواهري وهو ما دفعه للخروج من مخبئه لمواجهة هذه الضربة القاتلة لتنظيمه. الظواهري يجب أن يقف عند هذا الامر ويشاهد أحد الذين قام هو شخصياً برعايتهم والترويج لهم وهو يدمر كل ما قام ببنائه الظواهري خلال حياته.
الأيديولوجية التي قام ببنائها ما يسمى بمشرعي القاعدة الدجالين والذين يطلق عليهم اسم "أئمة" لعشرات السنين، مثل أسامة بن لادن وعمر عبدالرحمن وعطية عبدالرحمن وأبو يحيى الليبي والظواهري نفسه، يجري الآن تدميرها من قبل الجولاني بمفرده.
اقرأ أيضا:
اتساع الخلاف بين مؤيدي الظواهري والجولاني تعكسه تطورات ادلب
لهذا السبب حاولت القاعدة استغلال موت اسامة نجل حمزة بن لادن
اكبر مثال على هذا التعدي من قبل الجولاني يظهر بشكل واضح في مقطع فيديو مدته 6 دقائق وقام باصداره أحد شرعيي هيئة فتح الشام غير المعروفين جداً واسمه ابو الفتح الفرغلي. الفيديو، بعنوان "الرد على أولئك الذين يدعون أن هيئة تحرير الشام قد انحرفت ولا تسعى إلى الحكم بالشريعة الإسلامية في المناطق المحررة" وتم نشره في 27 نوفمبر، أي قبل يوم واحد من نشر توبيخ الظواهري. رسالة فرغلي موجهة بشكل مباشر للظواهري ومساعديه في القاعدة.
في هذا الفيديو يستخدم الجولاني شخصية الفرغلي غير المعروفة لكي يشرح للظواهري، ولسيف العدل، ولأبو محمد المصري، وغيرهم من بقايا القاعدة، أن هيئة تحرير الشام اختارت أن "تطبق كلمة الله" فقط بدلا من الاستماع أو طاعة رغبات أو آراء أي "رجل"، وفي هذا إشارة واضحة إلى الظواهري الضال وقادة القاعدة المضللين، والذين ترفضهم قيادة هيئة تحرير الشام الآن. الجولاني يدعو الظواهري بالجاهل المنحرف!
فرغلي يظهر على أنه يشير إلى الظواهري, و يعلن أنه لن يستمع إلى التفكير المضلل أو أهواء النفس لأي شخص، بل سوف ينفذ إرادة الله بحسب ما يراه مناسبا فقال "ما هو ضروري".
بالتأكيد هذه "التعاليم" تحول عقيدة القاعدة الصارمة "السمع والطاعة", التي تستعمل لغسل الأدمغة و التحكم بأتباعها تحولها رأساً على عقب.
هذه "التعاليم" تهدف إلى تبرير جميع المناورات أحادية الجانب من قبل الجولاني وجبهة تحرير الشام، بحيث يمكن السماح لأعضائها بأن يفعلوا كل ما يمكن للتفاوض وعقد الصفقات والكذب والخداع والغش والقتل والسرقة – بدون أخذ الإذن أولاً من الظواهري – من أجل البقاء على قيد الحياة وإبقاء إدلب تحت سيطرتهم.
إذا أراد الجولاني قتل أعضاء من القاعدة فهو يشعر أن ذلك مسموح . إذا أراد الجولاني أن يعقد صفقات مع روسيا فهذه هي من الضرورات. هذه الضربات تصيب قلب القاعدة والظواهري. فهي تجعل الظواهري عديم الفائدة بشكل مطلق، وتمنح الإذن لكل أتباع القاعدة للعمل بشكل مستقل لأنهم يعرفون بشكل أفضل ما يحتاجون إليه للبقاء على قيد الحياة.
من الواضح تماما أن الجولاني يرفض توجيه الظواهري للعودة إلى تكتيكات حرب العصابات. طموحات الجولاني غير مقيدة وتدفعه أكثر نحو إقامة إقطاعية في إدلب، وهو الواقع الذي يعتقد الظواهري أنه غير قابل للتحقيق. المثير للدهشة أن هذه هي حالة واحدة يكون فيها الظواهري محقاً. إنها مسألة وقت قبل أن ينهزم الجولاني في إدلب، و أحلامه في أن يصبح خليفة أو "رئيس الوزراء" كما ذكر بعضهم سوف تتحطم.
اقرأ أيضا:
الجولاني محتال مصاب بجنون العظمة