أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة
جميع الأطراف الفاعلة في الملف السوري الشائك تريد أن تطوي سيرة ثماني سنوات من حرب شرسة ضد المدنيين العزل، وتريد كذلك أن تشطب سجل تلك الحرب المشبع بأعداد الضحايا والمعتقلبين علاوة على الإنهيار التام لبنية الدولة ومرافقها، والدمار الهائل في الممتلكات العامة الذي خلفه استخدام أعتى الآلات العسكرية.
وفي خطوةٍ إقتصاديّة تحمل في طيّاتها الكثير من المعاني السياسيّة، وافق الرئيس السوري بشار الأسد على الخروج من دمشق وزيارة جزيرة القرم الروسية في أبريل/ نيسان القادم، وذلك بعدما دعاه وفدٌ رسمي لحضور منتدى “يالطا” الاقتصادي الدولي في القرم.
وقد انهالت التعليقات في الصحف العالمية على الزيارة المرتقبة، ورأى موقع “بيزنس إنسايدر” أنّ روسيا هي الحليف الرئيسي للأسد، منذ اندلاع الحرب، وقد زار رئيسا منطقتين انفصاليتين مدعومتين من روسيا، وهما أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا في جورجيا، دمشق هذا العام. وفقا لموقع “lebanon24”.
ولفت الموقع الى أنّ شبه جزيرة القرم تخضع لعقوبات غربية، فُرضت عليها، منذ انفصالها عن أوكرانيا عام 2014.
أمّا صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية فقد نشرت مقالاً اعتبرت فيه أنّ شبه جزيرة القرم تتطلّع لإيجاد حلّ لإقتصادها السيّء، ولذك فهي تسعى لاستقطاب السيّاح السوريين، لا سيّما بعد حديث الوفد الذي زار الأسد عن إمكانية إطلاق رحلات جويّة مباشرة مع دمشق، والتي ستكون من أكثر الرحلات الجوية غير العادية في العالم، وفقًا لتعبير الصحيفة.
وأوضحت الصحيفة أنّ العرض الذي قُدّم للأسد تضمّن رحلات للجنود السوريين والمدنيين الى أحد منتجعات البحر الأسود.
إقرأ: مليون وثيقة مهربة ضد الأسد
من جانبه، قال رئيس شبه جزيرة القرم الروسية سيرغي أكسينوف “نُدرك القيود المشتركة بما يخصّ التجارة، تحويل الأموال والسياحة في البلدين ونتعرّض لعقوبات، لذلك نريد تحويل هذه السيئات الى مزايا”.
وبحسب “واشنطن بوست” فقد قال وزير السياحة في القرم فاديم فولتشنكو إن المجموعة المكوّنة من المسؤولين الحكوميين التي زارت دمشق، اقترحت ربط مدينة سيمفروبول عاصمة شبه جزيرة القرم جوًا مع دمشق، وستستمح تلك الرحلات لكل من المدنيين وأولئك الذين عانوا بقضاء عطلتهم في منتجع.
وأضافت الصحيفة انّه إذا تم إطلاق تلك الرحلات فستكون الأولى من نوعها، لأنّه على الرغم من وجود مطار دولي جديد في شبه جزيرة القرم، إلا أنّه لم تكن لديها رحلات دولية منذ ضمّها الى روسيا.
وأشارت الصحيفة الى أنّ مسؤولي النظام السوري اكتسبوا فكرة جيدة عن شبه جزيرة القرم خلال الصيف الماضي، عندما أقام أبناء الرئيس الأسد الثلاثة في منتجع فخم، بتمويل من الكرملين. وسلطت تلك الرحلة الضوء على مدى قرب علاقات الأسد مع روسيا منذ تدخّل موسكو في الحرب السورية قبل ثلاث سنوات.
وختمت الصحيفة المقال بالإشارة الى أنّ هذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها شبه جزيرة القرم وسوريا إقامة علاقات وثيقة، موضحةً أنّ الدولة الأولى زادت صادراتها من الحبوب إلى سوريا عام 2017، ما مكّن الأسد من الحفاظ على إنتاج الخبز الذي يعتمد عليه السكان كثيرًا في غذائهم اليومي.
إقرأ أيضا: ما مصير التنظيمات المتشددة في سوريا بعد إتفاق إدلب؟