أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (عبدالرازق الطيب)

فوجئ الوسط السياسي اللبناني المنشغل بمشاورات يُجريها الرئيس سعد الحريري المكلف تشكيل الحكومة الجديدة بتصعيد وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل موقفه من ملف عودة النازحين السوريين إلى بلدهم. إذ أصدر الوزير تعليماته بوقف طلبات الإقامة المقدمة اليها لمصلحة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان

 يعود الهاجس الديموغرافي ليفرض نفسه على الواقع السياسي في لبنان وسط مطالبات من بعض الأقطاب  بضرورة التخلص الفوري من ملف اللجوء السوري، لكونه يشكل تهديدا لتركيبة لبنان ويمس سيادته وأمنه، على حد قولهم.
ويستضيف لبنان أكثر من مليون لاجئ سوري يشكلون الآن أكثر من ربع عدد السكان، ويقول الوزير باسيل إن وجودهم يضغط على الخدمات العامة وعرقل النمو الاقتصادي.

و في آخر التطورات قرر وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، الجمعة، وقف طلبات الإقامات المقدمة إلى الوزارة لصالح المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان، إلى حين صدور تعليمات أخرى.
و استند قرار الوزير إلى التقرير الخطي الذي رفعته إليه البعثة المرسلة من قبله إلى منطقة عرسال شرقي لبنان و التي تبين لها من خلال مقابلاتها مع نازحين سوريين راغبين بالعودة الى سوريا، ومع موظفين في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، أن المفوضية تعمد إلى عدم تشجيع النازحين على العودة، بل تخوفهم عبر طرح أسئلة محددة تثير في نفوسهم الرعب من العودة 
وحسب تقرير البعثة، فإن المفوضية تخيف النازحين من الخدمة العسكرية والوضع الأمني وحالة السكن والعيش وقطع المساعدات عنهم، وعودتهم دون رعاية أممية، وغيرها من المسائل التي تدفعهم إلى عدم العودة.

غير أن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أبرزت خطورة العودة العشوائية للاجئين إلى مناطق ما زالت غير آمنة، مطالبة لبنان بالتعاون في مجال تأمين الرعاية اللازمة للهاربين من ديارهم من العنف.

وقالت المفوضية إنها لم تحذر اللاجئين عن العودة إلى سوريا إذا ما أرادوا ولم تنشر الخوف عن الأوضاع في بلادهم.

من جانبها قالت المتحدثة باسم المفوضية في الشرق الأوسط  ان المفوضية لا تحاول تثبيط اللاجئين عن العودة إلى سوريا على الإطلاق. بل تحترم قرارات الناس وقرارات الأفراد بشأن العودة“.

وأضافت ان لدى المفوضية برامج كبرى لمساعدة اللاجئين في لبنان مشيرة الى ان جزءا من هذه البرامج هو التحدث للاجئين والاستماع لهم و لمخاوفهم و احتياجاتهم.

بدوره نفى الناطق باسم المفوضية في جنيف ويليام سبيندلر أن تكون المنظمة تعمل على إعاقة عودة اللاجئين إن كانت خيارا شخصيا، مضيفا ان المفوضية تعتقد ان الظروف في سوريا ليست مواتية بعد للمساعدة على العودة برغم أن الوضع يتغير.

وأكد أن الموظفين التابعين للمفوضية يتقيدون بالأسئلة الموجودة لديهم لرفع المسؤولية المعنوية والسياسية للمفوضية عن النازحين الذين يعودون. وقال إن الأسئلة تتعلق بالبلدة التي نزحوا منها، وهل لديهم منازل فيها، وهل خرجوا منها وهم عازبون، وهل تزوجوا في الأماكن التي نزحوا إليها ورزقوا أبناء وقاموا بتسجيلهم وفق الأصول، لقطع الطريق على حصر العودة بالآباء والزوجات من دون الأولاد.
 

 

اقرا ايضا

سوريا تبلغ لبنان بأنها تريد عودة مواطنيها اللاجئين فيه