أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (عبدالكريم جلمود)
ما بين داعش والتغيير الديموغرافي، فقدت كثير من الأسر العراقية، بيوتها وحياتها في مناطقها التي ولدت فيها مع أجدادها منذ مئات السنين. ويحتاج الاستقرار إلى عمليةِ إعادة إعمار ٍ واسعة وتذليل ِ مصاعب ِ العيش التي تعصف بملايين العراقيين، وخصوصا الذين نزحوا من منازلهم وعادوا ليجدوها مدمرة أو لم يتمكنوا من العودة.
بعد مضي أكثر من عام على إعلان الحكومة العراقية هزيمة تنظيم داعش في العراق، يبقى التحدي الأكبر هو إعادة الاستقرار الى المناطق التي كان يحتلها التنظيم.
برنامج الأمم المتحدة الإنمائي كان قد أطلق في وقت سابق مشروع إعادة الاستقرار في المناطق المستعادة حديثا لتسهيل عودة النازحين العراقيين.
كما يهدف المشروع إلى استعادة الثقة في الدور القيادي للحكومة في المناطق تلك ونشر شعور التقدّم والتطلع نحو المستقبل بين صفوف السكان.
وفي غضون أيام من إعلان المدن آمنة، تجري فرقٌ تقويماً للأضرار وتتفق مع السلطات المحلية على أولويات إعادة الاستقرار، والتي تتضمن إصلاح البنى التحتية العامة الضرورية بما فيها أنظمة المياه وشبكات الكهرباء والصرف الصحي، وتوظيف الشباب ضمن فرق عمل لإزالة الأنقاض، وفتح الطرق، وإعادة الحياة إلى المدن، وتقديم منح مالية إلى المؤسسات التجارية لكي تستأنف نشاطها، إضافة إلى إعادة تأهيل المدارس والمراكز الصحية ومباني البلدية.
ويستهدف المشروع حاليا 28 منطقة اختارتها لجنة إعادة الاستقرار، يعمل على تنفيذ أكثر من 1000 مشروع في محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين وديالى وكركوك، أما في الموصل، حيث تجري أكبر عملية لإعادة الاستقرار حتى اليوم، ينفّذ أكثر من 300 مشروع، بما فيها تأهيل محطات رئيسة لمعالجة المياه وشبكات فرعية للطاقة الكهربائية ومدارس ومنشآت الرعاية الصحية.
مشروع إعادة الاستقرار كان له أثر ملحوظ، حيث عاد أكثر من مليوني نازح عراقي إلى ديارهم في المناطق المحرّرة منذ بداية النزاع عام 2014.