أخبار الآن | القاهرة – مصر (رويترز)
يجلس نحو 12 روائياً وكاتباً مصرياً.. يقرأون ويكتبون أفكارهم على أمل أن يجدوا الإلهام في الطبيعة والعزلة داخل منزل صديق للبيئة بمنطقة صحراوية شمال غربي القاهرة.
لكن بعض هؤلاء الكُتّاب لمسافة بعيدة من أجل الهرب من حياة المدينة وحضور خلوة يسمونها “المعتكف الكتابي.. بيت صناعة الأدباء بمصر” بهدف أن يتعلموا كيفية التغلب على تباطؤ الإبداع أو “السدة الكتابية” كما يطلقون عليها، حيث يهدف المعتكف أيضاً إلى منح الكُتّاب الشجاعة والثقة للتعبير عن أنفسهم دون خوف من التعرض للانتقاد.
وأسست المعتكف، الذي يستمر ثلاثة أيام، الروائية هدى أنور عام 2017 بعد اكتشافها دافعاً خاصاً للكتابة في الطبيعة أثناء زيارتها جبل سانت كاثرين في سيناء.
وقالت هدى أنور “أنا فهمت قيمة تأثير الأماكن من رحلاتي لسانت كاترين. رحلاتي في الجبال ورحلاتي في الأماكن اللي ما فيش فيها أي شيء متكلف وأي شيء متصنع تأثيرها عليّ عرفني تأثير الأماكن دي على أي إنسان آخر”.
وفي المعتكف يجرب المبدعون القراءة الجماعية والقراءة الفردية ويتبادلون خبراتهم الشخصية.
وقال الكاتب شريف عزوز “علشان أنا بأحب أكتب لكن يمكن ما بأحبش أقرأ، لكن بأحب أكتب وبأحب أطلع اللي جوايا، وبأحب أكتبه وأطلعه، ده بيفيدني أنا أولاً، إني بأطلع حاجة أنا عايز أطلعها للناس وفي نفس الوقت بتريحني أنا شخصياً وأنا بأطلع، فبأطلع أفكاري كلها تبقى قدامي”.
وقالت الكاتبة آية عمرو “وعايزة أكتشف الحتة دي أكثر فيّ. فجيت عشان الجزء بتاع السدة الكتابية اللي هدى كانت بتتكلم عليه، وكمان المكان برضه حاسة إنه كمان هيبقى مشجع، وأنا كمان أول مرة آجي وادي النطرون، فكمان كنت متحمسة قوي للمكان”.
وعلاجياً يهدف المعتكف إلى تزويد الكُتّاب بسبل مقاومة ضغوط الحياة ليتسنى لهم مواصلة الكتابة.
وقالت هدى أنور “علشان كده إحنا بنعمل المعتكف الكتابي لأن المعتكف الكتابي هو بيتعرض للتحديات النفسية والحياتية اللي موجودة عند الكُتاب، وما أكثرها، لأن كل الكُتاب سواء كانوا بيبتدوا طريقهم في الكتابة أو في منتصف الطريق أو حتى محترفين، دايماً بتعرضوا لمشاكل وضغوطات نفسية وبيتعرضوا لمشاكل حياتية بتؤثر على الكتابة”.
ونُظم 12 معتكفاً كتابياً قبل ذلك في مناطق مختلفة بمصر، حضرها نحو 100 كاتب منذ بدايتها.
وإضافة إلى نشر ما يقرب من 20 كتاباً، شكل كُتّاب سابقون أنهوا المعتكف ناديا يقدم دعما للمساعدة في نشر أعمال الأعضاء الجدد.
وليس هناك شروط لحضور المعتكف الكتابي سوى الشغف بالكتابة والقدرة المؤكدة على ممارستها.
للمزيد: