أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (غرفة الأخبار)
تسارعت ردود الأفعال الدولية على التطورات المتسارعة والمتلاحقة التي شهدتها السودان بدءا من إعلان الجيش السوداني عزله الرئيس عمر البشير، وحتى أداء وزير الدفاع الفريق أول عوض بن عوف القسم لرئاسة المجلس العسكري الانتقالي.
وقالت الخارجية الأمريكية، إن الشعب السوداني كان واضحا بمطالبه ويجب الاستماع إليه واحترام تطلعاته، لافتة إلى دعمها بقوة لسودان سلمي وديمقراطي.
وشدد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية في مؤتمر صحافي بواشنطن، الخميس، على ضرورة تقديم السلطة في السودان خطة للمرحلة الانتقالية.
وتحفظت الخارجية الأمريكية على فترة انتقالية مدتها عامان. مؤكدا أن واشنطن تريد لإرادة الشعب السوداني أن تتحقق بأسرع وقت ممكن.
المطالبة بعملية انتقالية في السودان
من جانبه، طالب الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيرس، الخميس، بعملية انتقالية في السودان تلبّي التطلّعات الديمقراطية لشعبه، وذلك إثر عزل الجيش السوداني الرئيس عمر البشير.
وجدّد غوتيرس في بيان له دعوته إلى الهدوء والتزام الجميع بضبط النفس، معرباً عن أمله في أن تتحقّق التطلّعات الديمقراطية للشعب السوداني من خلال عملية انتقالية.
مجلس الأمن
كما طالبت الولايات المتحدة الأمريكية و 5 دول أوروبية، بعقد جلسة مغلقة الجمعة لمجلس الأمن الدولي حول السودان.
وقال دبلوماسيون إنّهم يتوّقعون أن يلبي مجلس الأمن الطلب الذي قدّمته كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وبلجيكا وبولندا، على خلفية عزل الرئيس السوداني.
الاتحاد الأوروبي
ودعت وزيرة خارجية الاتّحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني مساء الخميس، الجيش السوداني الذي أطاح الرئيس عمر البشير إلى نقل السلطة سريعاً إلى المدنيين، منوّهةً برغبة الشعب السوداني في التغيير.
وقالت موغيريني في بيان، وحدها عملية سياسية موثوق بها وشاملة بإمكانها أن تلبّي تطلّعات الشعب السوداني وأن تؤدي إلى الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي يحتاج إليها البلد.
وأضافت، لا يمكن تحقيق ذلك إلاّ من خلال تسليم السلطة سريعاً لحكومة انتقالية مدنيّة. في هذه العملية، يجب على الجميع ممارسة الهدوء وأقصى درجات ضبط النفس.
باريس: الشعب السوداني يكتب تاريخه بيده
وفي فرنسا، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية، أنياس فون دير موهل، احترام بلادها خيارات الشعب السوداني في انتقال سلمي للحكم، معبرة عن أملها في أن يتم احترام آمال ورغبات الشعب السوداني وتجنب العنف.
وقالت المتحدثة في تصريحات للصحفيين في باريس، إن بلادها تتابع بكل انتباه تطورات الأوضاع في السودان، مشددة على أنّ الشعب السوداني يكتب تاريخه بيده.
وأوضحت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية، إننا ومع شركائنا الأوروبيين والدوليين وبعض البلدان الأفريقية سنقوم بكل ما في وسعنا أن تتم عملية الانتقال السياسي فى إطار سلمي دون اللجوء إلى العنف واحترام إرادة الشعب السوداني.
وأضافت: الشعب السوداني هو من يكتب تاريخه بنفسه الآن.
ونوهت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية، إلى ضرورة احترام القرارات الدولية الصادرة عن محلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية، في إشارة لدعم باريس خيار الضغط على السلطات الجديدة فى السودان لتسليم الرئيس السوداني عمر البشير إلى المحكمة الجنائية الدولية.
الموقف الروسي
من جانبه، قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، للصحافيين: نحن نتابع الوضع عن كثب ونأمل ألا يكون هناك تصعيد للوضع يمكن أن يؤدي إلى سقوط قتلى بين السكان المدنيين.
وأعرب بيسكوف، عن أمله في عودة سريعة للهدوء والنظام الدستوري في السودان، الذي يشهد منذ أربعة أشهر حركة احتجاجية.
وتابع: نأمل عودة الوضع بشكل سريع جداً إلى النظام الدستوري”، واصفاً الأحداث بأنها “شأن داخلي للسودان، يجب أن يعالجه السودانيون بأنفسهم.
كان الرئيس السوداني عمر البشيرر، يواجه منذ 19 كانون الأول/ديسمبر، تظاهرات بدأت احتجاجاً على رفع أسعار الخبز ثلاثة أضعاف، ولكن سرعان ما تحولت إلى احتجاجات ضد حكمه، وسط أزمة اقتصادية وارتفاع معدلات التضخم، وهي التظاهرات الأكبر ضد البشير منذ تاريخ وصوله الى السلطة في 1989 نتيجة انقلاب. وانتهى حكم البشير فعليا، الخميس، بتدخل الجيش الذي أسفر عن عزله.
وواصل آلاف المتظاهرين السودانيّين اعتصامهم أمام مقرّ القيادة العامّة للجيش في الخرطوم مساء الخميس، على الرّغم من بدء حظر التجوّل الليلي الذي فرضه الجيش إثر إطاحته البشير، بحسب ما أفاد شهود عيان.
وعلى وقع هتاف سلام، عدالة، حرية، استهلّ المتظاهرون اعتصامهم للّيلة السّادسة على التّوالي أمام مقرّ الجيش الذي كان دعاهم قبيل ساعات من ذلك إلى التزام حظر التجوّل الذي بدأ في العاشرة ليلاً (20,00 ت غ) ويستمرّ لغاية الرّابعة فجراً (02,00 ت غ).
وأعلن التلفزيون السّوداني الرّسمي أنّ وزير الدّفاع عوض بن عوف أدّى مساء الخميس القسَم رئيساً للمجلس العسكري الانتقالي الذي شكّله الجيش إثر إطاحته البشير بعد أربعة أشهر من الاحتجاجات الشعبيّة ضدّ حكمه.
المزيد: