أخبار الآن- ليبيا-( تحليل)
كشفت شبكة سي إن إن في الساعات الماضية عن وثائق حول محاولة مرتزقة الفاغنر الروس الإبقاء على حكم الديكتاتور المتهاوي عمر البشير في السودان. ربما كان الإكتشاف الأكثر أهمية هو أن الفاغنر خططت لإيقاع السودانيين ضد بعضهم البعض واستخدام كل شيء بما في ذلك المساجد لهذا الغرض.
يخشى بعض الليبيين من أن يلعب المرتزقة الروس دورًا مشابهًا في ليبيا، مما قد يشعل نيران الحرب الأهلية في محاولة الحصول على حصة من النفط الليبي. إليكم تحليلنا:
روسيا ليست بالجديدة على الساحة الليبية، حيث كان لها علاقة ممتازة مع معمر القذافي بينما كان يستبد بالشعب الليبي، وكانت مخزونات الأسلحة التي تركها القذافي وأصبحت أساسًا لميليشيات اليوم تقريبًا جميعها من الكتلة السوفيتية.
باستخدام هذه الألفة والتركيز الشديد على موارد النفط والغاز في المنطقة، تستخدم روسيا اليوم مرتزقتها لإدخال نفسها في صراعات مثل سوريا وليبيا. ومن أهم أدوات روسيا مجموعة الفاغنر التي يملكها ييفغيني بريغوجين، وهو رجل أعمال مقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. و لا ننسى أن نذكر أن أنشطة الفاغنر تعتبرغير قانونية بموجب القانون الروسي و أن 40% من مرتزقة الفاغنر هم في الواقع مجرمون في روسيا.
هناك تقارير موثوق بها تفيد بأن مجموعة الفاغنر تقوم بأعمالها في ليبيا. و مثلما كان هو الحال في سوريا، ففي ليبيا أيضًا تقوم الفاغنر بالتموضع بالقرب من موارد النفط ومحطاتها.
وفقًا لهذه التقارير، يتم مشاهدة مرتزقة الفاغنر حول بنغازي. لم تظهر بعد أدلة دامغة على وجودهم في شرق ليبيا، لكن في عصر وسائل التواصل الاجتماعية يمكن أن تظهر أية أدلة في أي لحظة.
كل من يتلقى هذه الخدمات المزعومة من مرتزقة روس غير شرعيين يتعرض لخطر أن يكون مديناً بالفضل لهم وللكرملين.
وكما حدث في إفريقيا ، فإن الفاغنر تحقق أكبر الأرباح عندما توفر ما يسمى “بالخدمات” لجميع أطراف النزاع.
مجموعة الفاغنر ليس في ليبيا لكي تلعب دور الجندي. بل هي هناك لكي تحصل على حصة من النفط الليبي مهما كانت التكلفة. وكل ما يمكن أن تحصل عليه الفاغنر من النفط الليبي سوف يتم سلبه من جيوب المواطنين الليبيين.
في العلن، يبدو أن روسيا تقول إنها تريد حلاً سياسياً في ليبيا. ولكن في الواقع، روسيا ليس لديها أي إهتمام بمن سيفوز ومن سيخسر ومن سوف يموت ومن سوف يعيش.
تدخل روسيا في ليبيا يتعارض مع مصالح جميع الليبيين، بغض النظر عن خلافاتهم السياسية الداخلية.
Photo source: Getty Images