أخبار الآن | الرّقّة – سوريا (عبيد أعبيد ورامي الشوشاني)

لعلّ من أسوء وأبشع ما اقترفه تنظيم داعش الإرهابي في المناطق التي احتلّها، جرائمه بحق الإيزيديين وخصوصا منهم النّساء اللّائي اختطفهنّ وشرّدهنّ وعرّضهنّ لأبشع أنواع القهر والظلم.

الآن وبعد تحرير الأراضي والمدن التي مرّ عليها شبح إرهاب داعش، تستردّ الأيزيديات أنفاس الحرّية وتحاولن تجاوز الفضاعات التي ارتكبها التنظيم بحقّهنّ.
نتابع ما روته سلمى خابور التي أخذت على عاتقها دعم الأيزيديات وهي واحدة منهنّ، وكيف وصفت لنا في حوار خاص لأخبار الآن مظاهر المحنة الشّنيعة التي تعرّضن لها. هذه القابلة نسّق لها الزميل عبيد أعبيد.

سلمى خابور، هذه الأيزيدية أصيلة مدينة راس العين السورية، والعضوة القيادية بالبيت الأيزيدي، المنظّمة التي عملت على تخليص الأيزيديين رجالا ونساء وأطفالا من أسْرِهِم لما كانوا في قبضة داعش والسّعي إلى دعمهم بعد إنقاذهم وتحريرهم، قابلت وعاينت حالات عديدة من أبناء طائفتها، ولفت انتباهنا في حوار خاص معها أثناء تواجدها بمدينة الرّقة، حديثها عن استهداف تنظيم داعش لكل مظاهر التّسامح والتعايش التي كانت بين المكوّن الأيزيدي وبقية الطوائف الأخرى وكيف اختار ان يزرع الألم والدّموع بدل تلك الصورة المشرقة.

سلمى روت كذلك كيف عمد التنظيم المتطرف إلى استعراض ظلمه وبطشه على الفئات المستضعفة من أطفال وشيوخ ونساء دون شفقة أو رحمة.

وعن الاستعباد الجنسي للأيزيديات من قبل متطرفي داعش، قالت سلمى انّه وبصفة يومية، كانت الأيزيدية المختطفة تتعرّض يوميا للاغتصاب من عشرة أشخاص على الأقلّ.

كما أشارت إلى عرض وبيع الأيزيديات كالسّلع والمتاجرة بهنّ في أسواق السبي أو النّخاسة وكيف كنّ يوضعن في أقفاص.

وبالإضافة إلى اغتصاب الأيزيديات الشّابات وبيعهنّ، أهان داعش الأيزيديات الأكبر سنّا من خلال إجبارهنّ على العمل كخدم لعناصر التنظيم، وهذا النّوع من الاستعباد سلّطه كذلك على الأطفال.

ولكنّ أبرز ما ميّز حديث سلمى خابور، هو إصرارها على أنّ الأيزيديّات رغم الذّكريات المؤلمة التي مررن بها، عازمات تمام العزم على تجاوز رواسب الوحشيّة التي عايشنها بالقوّة والإصرار على الحياة بكرامة وحرّية.

اقرا: وثيقة تكشف: اختفاء أثر 160 عنصراَ ألمانياً في تنظيم ”داعش“