أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (متابعات)
دعوات عاجلة للمملكة المتحدة للتحقيق في بنك خاضع لسيطرة قطر حول علاقاتها بالإرهاب والتطرف.
ذكر تقرير حديث، أن قطر مازالت تواصل تمويل الإرهاب عبر توفير تمويلات ومبالغ ضخمة للجماعات المتطرفة وذلك عبر بنك الريان الذي يتخذ من بريطانياً مقراً له وتسيطر عليه قطر بشكل مباشر.
وأوضح التقرير وفقاً لصحيفة الـ “تايمز”، أن المصرف الذي يتبع قطر يقدم خدمات مالية للعديد من المنظمات البريطانية المرتبطة بترويج القضايا الإسلامية ونشر التطرف والإرهاب.
يذكر أن بنك الريان، الخاضع لتنظيم هيئة السلوك المالي وهيئة التنظيم الرقابي، هو البنك الإسلامي الوحيد في بريطانيا الحاصل على تصنيف مودي الائتماني، بل وذكر البنك أنه لم يتمكن من مناقشة العملاء الأفراد لكنه امتثل في معظم الأحيان لجميع القوانين واللوائح في المملكة المتحدة ويقدم فقط الخدمات المصرفية للجهات المرخص لها بالعمل في بريطانيا.
وتُعرف قطر، التي لا يتجاوز عدد مواطنيها 300 ألف نسمة، في العالم الغربي بشرائها نادي باريس سان جيرمان الفرنسي وبفوزها بحق استضافة كأس العالم لعام 2022، ناهيك عن أنها قامت باستثمار ثروتها في عقارات غربية بارزة، وفي لندن تمتلك متجر هارودز وبرج “ذا شارد” وعدّة فنادق فاخرة.
يأتي هذا التقرير بعد أيام من من كشف صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير زعمت فيه تورط الدوحة خلال شهر مايو (أيار) الماضي في هجوم إرهابي شهدته الصومال.
خدمات مصرفية لـ 15 منظمة إسلامية مثيرة للجدل
صحيفة الـ “تايمز” أشارت إلى أن بنك الريان يقدم خدمات مصرفية لنحو 15 منظمة إسلامية مثيرة للجدل، بما في ذلك ما لا يقل عن أربع منظمات (مسجد وثلاث جمعيات خيرية) والتي جمدت حساباتها مع البنوك الغربية أو أغلقتها في حملة أمنية.
وكشف التقرير عن ما وصفه بأجندة قطر الخفية لدعم الإسلاميين في جميع أنحاء العالم لنشر أيديولوجية “متطرفة” من خلال تمويل الجمعيات الخيرية التي تنفق بسخاء لنشر أفكارها المتشددة.
وتخضع قطر لحظر اقتصادي تقوده السعودية منذ عامين، بما في ذلك فرض حظر على السفر الجوي والبري والبحري المباشر، فضلاً عن فرض عقوبات بعد اتهام الدوحة برعاية الإرهاب والتطرف.
وعلى الرغم من أن قطر نفت مرارًا دعمها أو تمويلها لجماعات إرهابية، إلا أن دبلوماسيين غربيين اتهموها بالسماح بتمويل بعض المتطرفين السنة، بما في ذلك فرع تنظيم القاعدة في سوريا.
التقرير أشار إلى أنه من بين عملاء بنك الريان الذي تديره قطر، مؤسسة خيرية محظورة في الولايات المتحدة بين قائمة الكيانات الإرهابية، وهي مجموعات تروج للدعاة المتشددين يقودها أفراد من حركة حماس الفلسطينية.
تمويل برامج تدعو لزواج الأطفال وختان الإناث
وأوضح التقرير أن الرئيس التنفيذي لشركة الريان وحتى شهر إبريل (نيسان) الماضي، سلطان شودري، كان أيضًا مديرًا غير مدفوع الأجر لمدة سبع سنوات حتى العام 2016 لمعهد ديني عالمي في بريطانيا يضم متحدثين ومدربين يدعون لزواج الأطفال وختان الإناث وتنفيذ عقوبة الإعدام في تهمة الزنا والردة.
ويعد بنك الريان أقدم وأكبر بنك إسلامي في بريطانيا، مملوك بنسبة 70 بالمئة لأحد أكبر البنوك التابعة للحكومة القطرية، والذي يمثل أكبر المساهمين فيه مؤسسات تديرها الدولة القطرية، في حين أن 30 في المئة الأخرى مملوكة لصندوق الثروة السيادي القطري.
وتعتبر “انتربال”، مؤسسة خيرية محظورة في الولايات المتحدة منذ عام 2003 بسبب ارتباطات بتمويل وعلاقات متشعبة مع حركة حماس.
وكشف تحقيق أجراه صحفيون فرنسيون مؤخرًا أن “نكتار ترست”، وهو عميل آخر لدى بنك الريان، تلقى أكثر من 37 مليون جنيه إسترليني منذ عام 2014 من مؤسسة قطر الخيرية التي تتخذ من الدوحة مقراً لها والتي تم استخدامها لتمويل مشاريع مرتبطة بجماعة الإخوان المصنفة كجماعة إرهابية وتم تمويلها بمليارات الجنيهات في بريطانيا وفرنسا.
مؤسسة “قطر الخيرية” ودورها المشبوه
أما مؤسسة “قطر الخيرية” فهي أكبر مؤسسة خيرية في قطر، وأعيدت تسمية ذراعها الأوروبية “قطر الخيرية” في عام 2017 باسم “نكتار تروستين” لإخفاء أنشطتها المشبوهة بعد تزايد الادعاءات بتورطها في تمويل الإسلاميين وتجنب الشكوك في تعاملاتها من قبل البنوك الدولية.
وفي عام 2008، تم إدراج مؤسسة قطر الخيرية ضمن كيان دعم الإرهاب ذي الأولوية من قبل لجنة الاستخبارات المشتركة بين الوكالات المعنية بالإرهاب، وذلك وفقًا لبروتوكول دبلوماسي أميركي أصدرته “ويكيليكس”.
وكشفت “أوراق قطر” وهو كتاب نُشر في أبريل (نيسان) الماضي من قبل صحافيين، تحقيق الفرنسيين كريستيان شيسنو وجورج مالبرونو يثبت أن المنظمات الخيرية التي تتلقى تبرعات قطرية كانت كلها تحت سيطرة أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية. وكشفوا عن إستراتيجية جماعة الإخوان المتمثلة في التقدم ببطء والانتشار ما تسبب في دعم انتشار الإرهاب والعنصرية في أوروبا.
دعوات لإعادة النظر في علاقة لندن بالدوحة
ووفق التقرير، دعا النائب المحافظ زاك غولدسميث، إلى إعادة النظر في علاقة بريطانيا بقطر منذ خمس سنوات، مؤكداً أنها تدعم التطرف وتنشر الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط بل والعالم.
أضاف: “إذا كانت قطر تستخدم أيضًا ثروتها الكبيرة وامتدادها العالمي لتسهيل التطرف هنا في المملكة المتحدة، فإن الحكومة البريطانية بحاجة إلى التحرك بسرعة وحسم.
وقال جولدسميث إن حقيقة استثمار قطر بكثافة كبيرة في المملكة المتحدة يجب ألا تعزلها عن التدقيق.
وبحسب ما ورد، فقد أرسلت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون برقية أميركية في عام 2009 تفيد بأن تعاون قطر في مكافحة الإرهاب كان الأسوأ في المنطقة.
وفي تصريحات سابقة، اتهم السير جون جنكينز، السفير السابق لدى عدة بلدان في الشرق الأوسط، قطر بالترويج الممنهج للقضايا الإسلامية، حتى داخل المملكة المتحدة، فضلا عن الإشارة إلى دعم الدوحة لجماعة الإخوان المسلمين وتمويلها المزعوم للإرهاب عندما أعلنت عام 2017 كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر مقاطعة قطر حتى وقتنا الحاضر.
مصدر الصورة:
اقرأ المزيد: