أخبار الآن | سوريا (محمد القلاب)
أقدم النظام السوري الذي يعاني صعوبة في توفير قطع الصيانة اللازمة لإصلاح أنابيب النفط وسكك الحديد التي تمر في مناطق سيطرته بعد تضررها جراء الصراع المسلح الدائر في سوريا، على شراء ما يلزمه من التنظيمات الإرهابية التي تحتل مناطق أخرى خرجت فيها وسائل النقل تلك عن العمل.
وأشارت حسابات عدة على وسائل التواصل أهمها حساب مكتب “انتهاكات جبهة النصرة” إلى أن النظام السوري يتعاون تجارياً مع جبهة النصرة التي تقوم بإزالة بعض سكك الحديد وأنابيب النفط الخارجة عن الخدمة وتبيعها له، إضافة إلى مستلزمات اخرى مثل الكوابل الكهربائية.
واظهرت صور نشرها حساب “انتهاكات جبهة النصرة”، قيام جبهة النصرة وهيئة تحرير الشام، بمنح سائقي سيارات نقل محملة بقطع اصلاح لخطوط النفط والسكك الحديدية، تصاريح تسمح بعبورهم من مناطق احتلالهم الى مناطق النظام السوري.
وأكد الحساب المتخصص بتوثيق انتهاكات التنظيم الارهابي، حدوث هذه التجارة من خلال منشورات وصفت هذه التجاوزات وأماكن حدوثها، مرفقة فيديو وصوراً توضح نوع المواد التي يشتريها النظام من جبهة النصرة.
وأظهر الفيديو الذي نشره المكتب قيام عناصر من هيئة تحرير الشام بفك سكة حديد تمر في بلدة الزربة التابعة لمنطقة جبل سمعان في محافظة حلب.
وذكر الحساب نفسه في منشور له عبر حسابه على “تيلغرام”، أن جبهة النصرة فككت سكة القطار الموجودة في المناطق التي يحتلها بإشراف مهندسين متخصصين، وباعتها للنظام ليُعيد إنشاءها بين طرطوس واللاذقية”.
وتمت غالبية النشاطات التجارية بين النظام السوري من جهة وجبهة النصرة وهيئة تحرير الشام من جهة ثانية، في مناطق بارزة مثل مدينة سراقب التابعة لمحافظة إدلب، وبلدة مورك التابعة لمحافظة حماة، وفق ما أشارت إليه صور المكتب القانوني المرفقة.
وتستفيد التنظيمات الإرهابية من هذه الانشطة التجارية في الحصول على المال الذي يساعدها على تغطية مصاريف عناصرها وراتبهم، بالإضافة إلى شراء ما تحتاجه من أسلحة وعتاد.
وتحدث المكتب القانوني عن وجود أنواع مختلفة من التجارة يقيمها النظام السوري مع تلك التنظيمات، اشتمل بعضها على تجارة المواد الغذائية والسلع الأساسية أيضاً، لافتاً إلى أن النشاط التجاري الذي كانت تشهده محافظة إدلب توقف بسبب العمليات العسكرية التي تشهدها المدينة أخيراً.
وكان النظام السوري، أقام نوعا من هذه التجارة التي تعود ملكية السلع المتبادلة خلالها اساسا للدولة السورية، خصوصا مع تنظيم داعش الذي باع النفط للحكومة السورية اثناء احتلاله لمناطق حقول النفط في محافظات دير الزور والحسكة والرقة، وفق ما ذكرته صحيفة “ذي تلغراف”.
يذكر أن مكتب “انتهاكات جبهة النصرة” الذي اسسه القانوني عاصم زيدان، بدأ عمله كحملة لتوثيق ما يقوم به التنظيم، وهي حملة تطوعية غير ممولة ويتكفل بمصاريفها الأعضاء نفسهم من دون أي دعم من جهات اخرى.
اقرأ المزيد: