أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة
عرضت قناة “الآن” فيلماً وثائقياً تحت عنوان “أفول القاعدة”، تحدثت فيه عن إنهزام تنظيم “القاعدة” في سوريا والعراق، فضلاً عن الصراعات بين قادته.
ولفت الوثائقي إلى أنّ “استراتيجية القاعدة في شن حرب عصابات لزعزعة إستقرار الأنظمة قد فشلت، ما يعني أنه إنهيار حقيقي للقاعدة التي تعمل وفقاً لاستراتيجية بربرية للسيطرة على الشباب الضعيف”.
وبحسب خبراء في التنظيمات المتشددة، فإنّ “فشل القاعدة يعني فشلاً تدريجياً نحو إنتهاء تنظيمات القاعدة كتنظيمات فاعلة، وقد يبقى فكر نسبي أو شرذمات أو تنشأ دعوات جديدة تروح للفكرة”.
وذكر الوثائقي أنّه في “العام 2018، توسل زعيم القاعدة أيمن الظواهري المتطرفين للبقاء كجبهة واحدة متماسكة، وكان قلقاً من انقسام أتباعه على أسس عرقية”، مشيراً إلى أنّ “زعيم القاعدة الأول أسامة بن لادن دفع أمولاً للبقاء على الوحدة في التنظيم، وإعطاء صورة متماسكة له. وفي محاولة لتقليد ما فعله بن لادن، كرّر الظواهري فكرة الوحدة كالببغاء، وحاول إخفاء التصدع داخل التنظيم”.
وكشف وثائقي “الآن” أن “بنية التنظيم كان يتآكلها الإنقسام العرقي، وهي تتألف من الجزراويين والمصريين في رأس الهرم، بعدهم العراقيون، الأردنيون والسوريون، اليمنيون والمغربيون، في حين أنّ الإنقسام الأكبر كان كان بين العرب والأفارقة، والأفغان والآسيويين”.
وألمح الوثائقي إلى أنّ “المصريين تحكموا ببن لادن، ومن المعروف أن الجزراويين هم الذين أحضروا المال، في حين أن المصريين هم الذين أحضروا الاستراتيجية والمعرفة العلمية للتنظيم”.
بينما وكان زعيم تنظيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني واجه معارضة متزايدة من المدنيين الذي يرفضون إيديولجية القاعدة القاتلة، فإنه سعى للرجوع عن بيعته للقاعدة بحجة إنقاذ حياة المدنيين من عنف الحرب”.
بحسب الوثائقي، فإنّ “الجولاني الذي كان ينوي في المقام الأول أن ينقذ نفسه ويفرض هيمنته الخاصة، ناشد الظواهري أن يجعل بيعته سراً، بحجة أنه سينقذ حياة السوريين، وأن الشعب السوري يرفض القاعدة”.
ويشير الوثائقي نقلاً عن أحد الخبراء إلى أنّ “الجولاني يريد أن يستخدم هذه البيعة سراً عندما تضيق عليه الأمور، وعلانية عندما يستخدمها مع الفصائل الكارهة للقاعدة”. ومع هذا، فإن إعلان الإرتباط بالقاعدة يتعلق بالمصالح، في حال كان سيأتي ذلك بالتجنيد والتمويل والتسليح. وفي حال كان الأمر يشكل عبئاً مثل حالة النصرة، فإنّ الجماعات تبدأ بالتكيف مع الوقائع الداخلية وتقول أن بيعتها داخلية.
وأوضح الوثائقي أنّ “الأردنيون في القاعدة كانوا من المستوى الثاني أو الأوسط، وهؤلاء يعملون تحت إمرة قادة الصف الأول، ومن أشهرهم: أبو جليبيب الأردني، سامي العريبي، بلال خريسات، أبو محمد المقدسي، وأبو قتادة الفلسطيني”.
وكشف الوثائقي أنّ “أغلب مقاتلي هذا الفصيل موجودون في سوريا، وقد ساعدوا أبو محمد الجولاني على تأسيس جبهة النصرة، قبل أن ينفصلوا عنه احاجاجاً على محاولة خيانة الظواهري، معلنين تأسيس فصيل سُمّي بحراس الدين بإئتلاف ما يسمى مجموعة الملاحم، فرقة الساحل، وجيش البادية”.
بحسب الوثائقي، فإنّ “الخلاف أصبح كبيراً بين هؤلاء والجولاني، وأصبح هناك غضب على جبهة النظرة من الظواهري”، موضحاً أنّ “الجولاني يريد الدخول في العملية السياسية ويريد الحكم في سوريا للسوريين، وكل الغرباء القادمين لسوريا، متى استفاد منهم أبقاهم، ومتى شعر بأنهم عبء اعتقلهم أو نفاهم”.
وأشار الوثائقي إلى أنّ “انفصال جبهة النصرة عن القاعدة كان يمثل ذروة فشل الظواهري، وكانت هناك سوابق أخرى مختلفة أبرزها سوء تعامل الظواهري مع انفصال فرعه في العراق الذي أصبح فيما بعد تنظيم داعش”. وبعدما انشق زعيم “داعش” الإرهابي أبو بكر البغدادي عن الظواهري، أصدر الأخير تصريحاً مربكاً في سبتمبر/2015 فيه إدانة للبغدادي وخلافته، وفي المقابل عبر أنه لو كان موجوداً بنفسه في العراق أو سوريا، سيكون ليعمل معه.
ومع هذا، فقد كشف وثائقي “الآن” أنّ “هناك تاريخاً دموياً بين أبو مصعب الزرقاوي والظواهري، حيث قام الأخير بتوبيخ الأول لقتله مدنيين في العراق خلال الهجمات المسلحة، وقد أظهر ذلك تنظيم القاعدة بصورة سيئة في العالم”.
ولفت الوثائقي إلى أنّ “القلق الأكبر للظواهري وبن لادن هو تشويه صورة القاعدة في الإعلام، من دون أي اكتراث بحياة الشعب العراقي على الإطلاق. وأيضاً من أكثر الأمور شفقة أن القاعدة تدعي الآن أن الزرقاوي أحد أعضائها وتدرجه في أشرطة الفيديو الخاصة كواحد من شهدائها العظماء”.
مصدر الصورة: getty
للمزيد: