أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (Combating Terrorism Center)
في وقت تتسارع فيه التطورات في سوريا و يضيق الخناق على المجموعات المتطرفة و يتم اصطياد أفراد هذه المجموعات الواحد تلو الآخر، تطرح علامات استفهام بشأن مصير تنظيم القاعدة في سوريا في ضوء الضربات المتتالية التي يتكبدها.
مصير القاعدة لا يمكن فصله عن المراحل العديدة التي قطعها هذه التنظيم إن داخليا أو من خلال تعاطيه مع مجموعات متشددة تفرعت منه.
مقال للكاتب شارلز ليستر نشره مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي Combating Terrorism Center، يوضح بشكل واف كيف خسرت القاعدة قبضتها على كافة التنظيمات والجماعات السورية المعارضة و خسرتهم بالفعل.
مراحل عديدة مرت بها القاعدة في سوريا من مرحلة الإستقطاب من خلال بث الخطاب التوحيدي الجذاب باعتقادها.
كاتب المقال يشرح التجاذبات الداخلية التي حدثت داخل القاعدة بسبب الضغوط الدولية والمتغيرات
جبهة النصرة حاولت عام 2016، استمالة المعارضة السورية ودمجها مع القاعدة خلال محادثات الوحدة التي جرت في أوائل ذلك العام، وكانت مفاوضات الوحدة هي طريقة جبهة النصرة الاستباقية لمواجهة أية محاولة أجنبية لاستمالة شركائها العسكريين للعمل ضد مصالحها.
لكن القاعدة تلقت ضربة من تحرير الشام التي رفضت التحالف مع القاعدة وهي إشارة أخيرة لهذهِ العلاقة، التي تم اكتشافها من خلال المراسلات بين القاعدة وتحرير الشام والتي تسربت عندما أصبح النزاع بين الاثنين علنيًا.
النصرة حاولت تفادي هذا الفشل، فانخرط قادة النصرة باجتماعات سرية في حزيران/يونيو 2016، بقيادة صالح الحموي، وهو أحد مؤسسي النصرة، الذي طرد في 2015 بسبب آراءه “التقدمية”.
توصل الحموي ومن معه، إلى أن الوقت قد حان حان لقطع العلاقات مع تنظيم القاعدة لاستعادة شعبية النصرة وضمان استمرارها.
الحموي وجه إنذارا إلى قائد النصرة أبو محمد الجولاني، مطالبا النصرة بقطع صلتها بالقاعدة أو مواجهة العزلة اجتماعيا وسياسيا وعسكريا.
الجولاني عقد اجتماعًا أوليًا عاجلاً لمناقشة قضية علاقات القائد وأفضل السبل لمواصلة أهداف جبهة النصرة في سوريا لينتهي هذا الاجتماع بخلاف ونزاعات داخلية بسبب هذه الالقضية.
ونتيجة لهذه الانقسامات، اضطر الجولاني بعد عقد عدد من الاجتماعات، لإعلان انفصال النصرة عن القاعدة، وحل جبهة النصرة وإنشاء جبهة فتح الشام، ما أدى لزيادة التوتر والنزاعات داخل الجبهة.
انهارت جبهة فتح الشام -النصرة- في ظل التشكيك والضغوطات التي واجهتها لمحاولة التفاوض على الاندماج مع فصائل المعارضة بسبب استمرار المخاوف بشأن اتصالات وأهداف الجبهة.
ومع اقتراب عام 2016 من نهايته ، ترددت شائعات مفادها أن القاعدة قد فقدت صبرها مع الجولاني، إلا أن الجولاني بدأ بالتحضير لمحاولة أخيرة في نهاية 2016، لبدء عملية دمج للجماعات السورية بمشاركة من أحرار الشام.
عملية الدمج مع أحرار الشام لاقت رفضا أدى لاندلاع انقسامات داخلية لتتطور إلى معارك بين جماعات المعارضة السورية وجبهة فتح الشام -النصرة-، أدت لخسارة فتح الشام مئات المقاتلين وانهيارها، ليتم إعادة تشكيلها وتسميتها هيئة تحرير الشام.
بعد سلسلة التغييرات والتشكيك بمصداقية انفصالها عن القاعدة، ظهر الصراع بين الطرفين إلى العلن، بعدما اعتقلت تحرير الشام مسؤولين من القاعدة عام 2017.
هذه الاعتقالات دفعت بزعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، إلى التخلي عن تحرير الشام في بيان عمد فيه إلى إهانة تحرير الشام وتأكيد الانفصال عنها.
ولا تزال العلاقة بين تحرير الشام والموالين للقاعدة في شمال غرب سوريا متوترة، بشكل يجعل القاعدة و مشاريعها في مهب الريح.
إقرأ أيضا: