أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (المرصد السوري)
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن صراع النفوذ بين إيران وروسيا في سوريا احتدم وسط سعي متبادل لاستقطاب السوريين من خلال أساليب ووسائل مختلفة.
وكشفت مصادر مطلعة، لـ”المرصد السوري”، عن استمرار القوات الإيرانية والمليشيات الموالية في عمليات التجنيد بشكل سري لصالحها في كل من الجنوب السوري والضفاف الغربية لنهر الفرات، عبر عرابين تابعين لها أو مواقع جرى تحويلها لمراكز للتشيع كـ”سرايا العرين” التابع للواء 313 الواقع في شمال درعا، بالإضافة إلى مراكز أخرى في منطقة اللجاة ومناطق أخرى بريف درعا، ومدينة الميادين وباديتها وضواحيها ومنطقة البوكمال وغيرها بريف دير الزور غرب نهر الفرات.
وبحسب المصادر فإن السخاء المادي واللعب المتواصل على الوتر الديني والمذهبي عبر استمرار عمليات “التشيُّع”، رفع عدد الشبان والرجال السوريين من أعمار مختلفة ممن جرى تجنيدهم في صفوف القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها مؤخراً إلى نحو 2200، في منطقة غرب نهر الفرات في ريف دير الزور، على خلفية انشغال الروس في العمليات العسكرية.
وأكد المرصد أنه بالرغم من أن النظام السوري استعاد السيطرة ظاهريا على ما يقرب من 60% من إجمالي مساحة سوريا، فإن الوضع على أرض الواقع يشير إلى التوترات الهائلة والحرب بين روسيا وإيران من أجل حصد أكبر قدر ممكن من النفوذ.
ورصد المرصد، على مدار الأشهر الماضية، صراعا بين روسيا وإيران على اجتذاب الشباب السوري عبر المساعدات والتجنيد في قوات وفصائل تابعة لكل منهما في مناطق سيطرة النظام.
ويرتكز الصراع الروسي الإيراني حول النفوذ على الأرض السورية، حيث يتخذ هذا الصراع أشكالا عدة، من بينها الصراع عبر المساعدات الغذائية واستغلال حالة الضعف والجوع وفقر الحال وضعف القوة الشرائية والتشرد والنزوح التي يعاني منها المواطنون السوريون بفعل ثماني سنوات من الحرب”.
وقال المرصد إن القوات الروسية وزعت، في شهر أبريل، مساعدات عدة على مناطق في القطاعين الغربي والشمالي الغربي من ريف حماة، بالإضافة إلى توزيع هدايا للأطفال ومساعدات إنسانية وغذائية في المناطق القريبة من خطوط التماس مع الفصائل والتنظيمات الموالية لتركيا.
وكشف المرصد أن القوات الإيرانية تعمد بدروها إلى استغلال حاجة السكان في غرب الفرات والجنوب السوري والمنطقة الممتدة بينهما، لتزويدهم بالمساعدات الإنسانية والغذائية من خلال المطابخ الخيرية وغيرها من المراكز التي تمد المواطنين بالمساعدات، إضافة إلى تقديم الرواتب للمتطوعين بمبالغ تبدأ من 150 دولارا أميركيا.
وطال الصراع، حسب المرصد، الحواجز والسلطة ونقاط التفتيش في البادية السورية وفي المنطقة الممتدة من حمص إلى الصفاف الغربية لنهر الفرات.
ورصد “المرصد السوري” وجود نحو 40 حاجزا للميليشيات الموالية لإيران والميليشيات الموالية لروسيا، إذ تتنافس هذه الحواجز وتتصارع على نقاط التفتيش التي تدر عليهم أرباحا يومية هائلة ومبالغ خيالية.
وقال “المرصد السوري” إن عائد الإتاوات المفروضة وصل لنحو 100 مليون ليرة سورية على دفعة من الصهاريج المحملة بالنفط ومشتقاته، إذ لا يسمح لهذه الصهاريج على وجه الخصوص بالمرور دون دفع إتاوات.
وتحول الصراع إلى التجنيد، إذ تلعب طهران على الوتر الطائفي وفقر المواطنين، وسجل المرصد ارتفاع عدد المتطوعين في صفوف القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها مؤخرا، مقابل المال الإيراني.
وأكد المرصد استمرار إيران في اللعب المتواصل على الوتر الديني والمذهبي عبر استمرار عمليات “التشيُّع”، مقابل مبالغ مادية كبيرة، في استغلال متواصل لسوء الأحوال المعيشية.
وتمنح القوات الإيرانية المقاتلين في صفوفها 150 دولار شهريا، بالإضافة إلى سلال غذائية وخدمات طبية.
ورصد المرصد قيام الميليشيات الموالية لإيران بتهريب عناصر “داعش” من البادية السورية على متن سيارات عسكرية مقابل 1500 دولار للشخص الواحد.
وتسعى موسكو، بالمقابل، لسحب البساط من تحت أرجل الإيرانيين عبر تحالفات مع الميليشيات والفصائل العاملة في سوريا، ولم تستطع روسيا كبح جماح الإيرانيين في الجنوب والشرق السوري.
ويأتي استمرار الصراع الروسي الإيراني في ظل ركود العمليات العسكرية واقتصارها على تصعيد بري وجوي في الشمال السوري، حيث استغل كلا الطرفين الوضع من أجل ترسيخ قوته على الأرض وتوسعة رقعة نفوذه من أجل الانفراد بالسيطرة على القرار السوري.
وبحسب ما رصده المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن كفة الصراع تميل إلى الجانب الإيراني على الرغم من التواجد الروسي الرئيسي ضمن مقرات القيادة وتحكمها بالقرار السوري في كثير من الأحيان، حيث تمكنت إيران من توسعة نفوذها واستقطاب الآلاف من السوريين إلى صفوفها ليس فقط بالمقابل المادي، بل ولعبت كذلك على وتر المذاهب والأديان، فضلاً عن تجنيد الشباب في سن الخدمة الإلزامية بصفوفها مقابل عدم سحبهم للخدمة في جيش الوطن.