أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (تحليل)

إذا تم العثور على موقع أبو بكر البغدادي المختبئ في إدلب من خلال تتبع آثار بصماته الرقمية، فقد تكون وفاته مجرد بداية لمرحلة جديدة من القضاء على كبار الشخصيات في تنظيم داعش. فرغم عدم وجود تأكيد رسمي، تقول المصادر في سوريا والعراق إن الرسالة الصوتية الأخيرة للبغدادي لعبت دوراً رئيسياً في العثور عليه. فكيف كان ذلك ممكناً؟ وماذا يعني ذلك بالنسبة لمستقبل التنظيم؟

هل كان ذلك هو ما تسبب في القضاء على أبو بكر البغدادي؟ وفقاً للمصادر في سوريا والعراق، نعم. فقد عثرت السلطات على ما يسمى تقنيًا “بصمة رقمية” من رسالة البغدادي الصوتية المؤرخة في شهر سبتمبر. تمكنت السلطات بعد ذلك من تحديد مواقع الأشخاص المعنيين بإستخدام أساليب وأدوات تقنية متقدمة للغاية. وهذا يدل على مستوى التكنولوجيا المتطورة المستخدمة ضد داعش. لو فرضنا أن عناصر تنظيم داعش قد حاولوا إخفاء آثار بصماتهم الرقمية، فإنهم لم يتمكنوا من فعل ذلك. الأجهزة الأمنية لن تفصح عن أسرارها لعامة الناس، ولكن أصبح من الواضح الآن أن لديهم القدرة على أخذ مثل هذه المقاطع الصوتية أو مقاطع الفيديو و تحليلها لكي تدل بدقة على الموقع المحدد الذي تم إلتقاطها فيه.

لماذا يعتبر ذلك هاماً؟ لأننا سنشهد المزيد من هذه العمليات..

بخلاف كونها جانبًا مثيراً في مقتل البغدادي، فإن أساليب الملاحقة الرقمية المتطورة لها دلالات أكبر من ذلك بكثير. إن ما حدث يعني أن شبكات البغدادي في سوريا والعراق والبلدان الأخرى تم العثور عليها وسوف يتم إلقاء القبض عليها في وقت قريب. ومن المحتمل أن يستسلم بعضهم لإنقاذ حياتهم. سيتم تتبع أصغر التحركات التي قام بها أتباع البغدادي رقميًا وسيتم العثور عليهم بفضل التكنولوجيا المتطورة للغاية. محاولات داعش لتغطية أو إخفاء مواقع شبكة البغدادي لن تنجح. وبعبارة أخرى، مقتل البغدادي بعيداً عن كونه نهاية، فما هو إلا بداية لعملية تطهير أوسع نطاقًا.

بنفس الطريقة التي ذهب بها الزرقاوي..
لقد توفي أبو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في العراق في ظروف مماثلة، حيث قام بنشر مقطع فيديو وتوفي بعد أسابيع قليلة. اليوم يعيش البغدادي نهاية مماثلة، لقد أصدر مقطع صوتي له في سبتمبر الماضي، وقبل نهاية أكتوبر تم العثور عليه وقتله.

ولمعرفة المزيد عن موضوع تحليل البيانات الصوتية ودورها في كشف مكان البغدادي، تحدث لأخبار الآن المستشار في الأعمال الرقمية الدكتور أنس النجداوي، الذي تحدث عن تحليل ذبذبات الصوت في التسجيلات وكيف يمكن ان تساعد في تحديد هوية شخص ما والتنبأ بمكانه او تحديد طبيعة المكان.

 

اقرأ أيضا: 

أسئلة ملّحة لابدّ من طرحها بعد قتل البغدادي