أخبار الآن | دافوس – سويسرا ( أ ف ب )
أكد رئيس الجمهورية العراقي برهم صالح الأربعاء في دافوس أنه لا يمكن لأي دولة أن تملي على العراق سياساته، وخفف في الوقت نفسه من الجدل الذي أثاره البرلمان حول إنهاء تواجد القوات الأميركية في بلاده، معتبراً أنه ليس “علامة على العداوة”.
وخلال كلمته أمام الدورة الخمسين لمنتدى الاقتصاد العالمي في منتجع دافوس بجبال الألب السويسرية، قال صالح “نسعى إلى علاقات جيدة مع الجميع، وليس لدينا مصلحة في الانجرار إلى صراعات ليست من خيارنا وصنعنا”.
وأضاف “لا ينبغي لأي دولة السعي للإملاء على العراق مع من يجب أن تكون لنا علاقات وكيف”، مؤكداً في الوقت نفسه أن “ليس من مصلحتنا أن نختار التحالف مع أحد على حساب الآخرين”.
وتصاعد التوتر بين واشنطن وطهران مؤخراً على الأراضي العراقية حيث أقدمت الولايات المتحدة على اغتيال الجنرال الإيراني النافذ قاسم سليماني في بغداد، ما استدعى رداً من إيران التي قصفت بصواريخ بالستية قاعدة عسكرية عراقية تستضيف جنوداً أميركيين.
وقال الرئيس العراقي إن العراق يدين بالامتنان للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة “لا سيما للدعم العسكري والاقتصادي الذي قدمه، وما زال يقدمه هذا التحالف، في الحرب ضد داعش (…) وإيران لعبت أيضاً دوراً محورياً في الحرب ضد داعش”.
وأضاف “يجب أن تكون سياساتنا وعلاقاتنا الدبلوماسية والاقتصادية، مدفوعة بمصالحنا الوطنية، وليس بمصالح الآخرين، بل وحتى مصالح حلفائنا”.
وفي رد فعل غاضب على الضربة الأميركية، عقد البرلمان العراقي جلسة في الخامس من كانون الثاني/يناير الحالي صوت فيها على تفويض الحكومة إنهاء تواجد القوات الأجنبية في البلاد، بما في ذلك نحو 5200 جندي أميركي.
وفي هذا الإطار، اعتبر صالح أن دعوة البرلمان “ليست علامة على الجحود أو العداوة، بل ردة فعل على ما يراه الكثير من العراقيين انتهاكات لسيادة بلادهم”.
وأكد أنه “سيتم حل هذه القضية من خلال الحوار الذي يجب أن يكون في صميمه سيادة العراق واستقراره”.
وكان صالح التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب على هامش المنتدى.
وقال مصدر في مكتب الرئيس العراقي لوكالة فرانس برس إن ترامب أكد لصالح أنه “لا يريد البقاء في العراق رغماً عن قرار مجلس النواب والحكومة العراقية، ولكن بشكل محترم وبعيداً عن الإهانة”.
ولفت المصدر نفسه إلى أن الرئيسين تطرقا إلى مسألة اغتيال سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، وأن صالح أبلغ ترامب أن الاغتيال “كان تغييراً كبيراً للقواعد المعمول بها”.
وفي وقت يشهد فيه العراق موجة احتجاجات مطلبية منذ أكثر من ثلاثة أشهر، شدد الرئيس العراقي على أن المتظاهرين “يريدون نظاماً سياسياً ديموقراطياً يعكس هويتهم الجامعة ويستعيد كرامتهم. إنهم يريدون انتخابات حرة ونزيهة”.
ودان صالح أعمال العنف التي شهدتها الاحتجاجات، قائلاً “ان أعمال العنف التي يرتكبها الخارجون عن القانون أمر مدمر ومؤلم”، مؤكداً أنه “سيتم التعامل مع مرتكبيها وفقا للقانون”.
إقرأ أيضا: