أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (متابعات)
وصلت حالات الانقسام ومحاولات الإقصاء بين التنظيمات المتشددة في إدلب إلى ذروتها، إذ أقدم تنظيم “حراس الدين” أمس (الجمعة) وبالاتفاق مع أربعة فصائل أخرى على إنشاء غرفة عمليات جديدة برئاسته، وفي خطوة جديدة سلطت الضوء على تضارب مواقف التنظيمات المسلحة حول مسألة وقف إطلاق النار ومستقبل إدلب بشكل عام من جهة، وسلطت الخطوة الجديدة الضوء أيضا على عدم امتثال التنظيم وبقية الفصائل لسطوة “هيئة تحرير الشام” وزعيمها أبو محمد الجولاني.
واستثنت غرفة العمليات الجديدة التي اطلق عليها أسم “فاثبتوا” وفي بيانها الاول لغاية اللحظة، أي دور نظري أو عملي لـ”هيئة تحرير الشام”، ويأتي ذلك في وقتٍ تحدثت فيه الحسابات الموالية لتنظيم حراس الدين وبقية الفصائل أن أبو العبد اشداء، المنشق عن الجولاني وهيئته، هو من يترأس الغرفة.
Translation of founding statement of new 'So Be Steadfast' operations room of jihadist factions in Idlib & environs. An enlarged version of 'And Rouse The Believers' operations room as it includes two groups led by former Hay'at Tahrir al-Sham commanders https://t.co/wEVhx6mQE5
— Aymenn J Al-Tamimi (@ajaltamimi) June 12, 2020
وضمت الغرفة الجديدة بقيادة ابو العبد خمسة فصائل أوردهم البيان التأسيسي على النحو التالي دون أي ذكر لـ”هيئة تحرير الشام”:
- تنسيقية الجهاد (أبو العبد أشداء).
- لواء المقاتلين الأنصار بقيادة (الشيخ أبي مالك التلي).
- جماعة أنصار الإسلام.
- جبهة أنصار الدين .
- تنظيم حراس الدين.
وضمن السياق السابق، أكد خبير الجماعات المتشددة فاضل أبو رغيف أن جماعة حراس الدين بدلت جلدها أكثر من 3 مرات، كان أخرها الاتفاق مع جماعة أنصار التوحيد وجماعة أنصار الإسلام، وقال: “هذه المرة التأسيس الأخير اتى لمناكفة جماعة هيئة تحرير الشام (النصرة) سابقاً”.
أبو رغيف كشف لأخبار الآن أن الأهداف الرئيسية من تأسيس غرفة عمليات فاثبتوا، تتمثل باستقطاب الفصائل المبعثرة في إدلب، وإعادة تنظيم حراس الدين، ومحاولة كذلك الاستحواذ على المغانم التابعة لديوان الحسبة، وأخيرا محاولة تثبيت نفسها أي جماعة حراس الدين على ساحات القتال.
وعن موقف الجولاني من تأسيس الغرفة، رجح أبو رغيف أن يلجأ زعيم الهيئة إلى الاغتيالات لتهريب معارضيه وقال : “أبو محمد الجولاني لديه تاريخ طويل في عمليات الاغتيال، ويعرف عنده اغتيال حتى أقرب المقربين منه ممن يخالفونه في التوجه والرؤية”.
وفي سياق متصل، رحب كثير من اصحاب الحسابات الموالية لتلك التنظيمات بقرار انشاء الغرفة التي اعتبروها بمثابة عمل حقيقي يوحد صفوفهم، في حين وصفها آخرون بأنها خطوة لا جدوى منها ومصيرها التفكك لاحقا.
وانتقد البعض خطوة تشكيل الغرفة بطريقة مختلفة، إذ وصف أحد النشطاء هذه الغرفة بانها “ليست غرفة عمليات بل انها اجتماع بقايا الجند مع الدواعش المتمرسين بأدلب” بهدف رد عدوان هيئة تحرير الشام. داعياً في الوقت نفسه الى عدم التلاعب بشعور الاهالي والمهجرين.
واستهجن بعض النشطاء في تغريدات على موقع “تويتر”، عدم تواجد اسم هيئة تحرير الشام بين اسماء الفصائل المنضمة للغرفة، معتبرين ذلك انه سيتسبب بشق صفوف الفصائل ويعمق فرقتهم.
بالمقابل، جاءت تغريدات مرحبة بقرار إنشاء الغرفة متمنية أن تكون سبباً في كسر شوكة من وصفتهم بـ “المرتدين” واغاظة لـ” المنافقين”، فيما تحدثت تغريدات أخرى عن مدى خطورة بعض الاسماء الموجودة في هذه الغرفة مثل أبو مالك التلي.
وأبدى كثير من النشطاء في إدلب استيائهم من تكوين الغرفة، وعلق أحدهم على بيان التاسيس قائلاً:”تخيل ثلاث قادة يخرجون من جماعة واحدة ويشكل كل منهم جماعة لنفسه ويصبح قائداً لها. لو فعلاً كان لهم مشروع ثروي حقيقي، على الأقل لتنازلوا لبعضهم، وأصبح (هناك) قائد واحدة وجماعة واحدة”. على حد تعبيره.
واعتبر البعض أن قرار إنشاء الغرفة بمثابة ضربة قوية لهئية تحرير الشام تركزت على استهداف مفاصلها وذلك بانشقاق أبرز قادتها، الأمر الذي يجعل الباب موراباً أمام بقية القيادات للتتخذ خطوة الانشقاق وتلتحلق بغرفة “فاثبتوا” الجديدة.
وتطرح خطوة إعلان الغرفة الجديدة بتشكيلها الذي يستبعد هيئة تحرير الشام، سؤالاً عن مستقبل الهيئة في ظل الانشقاقات المتتالية لقادتها؟ وهل يستطيع الجولاني الصمود أمام السخط الشعبي ورفض الاهالي لسطوة هيئته؟.
وكانت هيئة تحرير الشام، تكتمت على خروج مئات المتظاهرين في محافظة إدلب في مسيرة حاشدة، ضد حكومة “الإنقاذ” التابعة لهيئة تحرير الشام، مطالبين بإسقاط الهيئة وزعيمها أبو محمد الجولاني، وأكدوا أن هدف خروجهم إلى التظاهر هو تحقيق الحرية والعدالة.
ويعيش آهالي البلدة على وقع ظروف معيشية صعبة، يقولون إنهم لا يجدون فيها لا خبز ولا بنزين.
وتحذر دول مجلس الأمن الدولي من “الأوضاع بالغة الخطورة” في إدلب شمال غربي سوريا، بسبب التدهور السريع للأوضاع الإنسانية في المدينة، والمعاناة المأساوية للمدنيين.
إقرأ أيضاً: